القصيدة السردية لها راو مغاير

  • 11/30/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - هل من الممكن اعتبار البحث عن السرد في النص الشعري بحثا عن الحركة والفعل والصراع، وعن المزيد من تشكيل النص وانفتاحه على آفاق جديدة من التعبير البلاغي والأسلوبي؟ في كتابه “حكاية الراوي في النص الشعري” يؤكد الدكتور محمد زيدان أن التركيز على الراوي بشكل خاص، يعتبر تركيزا على الفاعل الأكبر في الحكاية، وتحديدا لأبعادها في النص الشعري، لأن وجود الراوي يصبح حتمياً في السرد الشعري الحكائي، ثم تتراوح فاعليته بعد ذلك بحسب قرب السارد من الحكائية الصرفة، أو التشكيلات التي تتضمن الحكائية، ولذلك ركز البحث على وجود الراوي، وعلاقاته المختلفة، والتي تتشكل على أثرها أشكال السرد وتقنياته المتنوعة. انطلاقا من هذه الرؤية جاء التركيز على التداعيات الحكائية في النص الشعري، والتي توجد بالفعل راويا متحررا من العلاقات الحكائية، وقريبا في الوقت نفسه من التقنيات الجديدة وتراسل الفنون في النص، ثم يبرز دور الإشارات التراثية، بما تحمله من زخم نفسي وفكري يسهم بدور كبير في جعل النص أقرب إلى الانفتاح من التداعيات الحكائية. آفاق جديدة من التعبير البلاغي والأسلوبيآفاق جديدة من التعبير البلاغي والأسلوبي ويؤكد المؤلف أن الراوي يعتمد على إطار حكائي في القصيدة، فإنه يصل بالنص إلى أعلى درجاته اللغوية السردية التي يتعامل معها السرد الشعري، وهو اتجاه قليل في الشعر المعاصر، يعتمد على ثقافة الشاعر والعصر، والجماليات التي يتعامل معها السارد، وفي أحايين كثيرة كان الشاعر ينفصل عن الواقع ليقدم رؤية ملتصقة بالتراث والرمز والأسطورة التصاقاً يوحي ظاهرياً بعملية الانفصال عن الواقع، ولكن في الوقت نفسه تعيد تشكيل الواقع وعلاقاته المختلفة برؤية تضمينية، ولا يكتفي الراوي الجديد بذلك بل يحاول المزاوجة بين رؤية التاريخ والواقع بصورة جلية في تقنيات حكائية جديدة تنفعل بشكل واضح بالواقع والذات المتجادلة مع أطراف المعادلة الجمالية المتمثلة في الشاعر، والتراث والقيمة التي يتعايش معها. ويرى زيدان أنه إذا ابتعد الشاعر عن الحكائية المؤطرة، ليدخل في غمار الحكاية الحرة المنفتحة على ذاكرة الشاعر والواقع، فإن النص يكتسب بذلك أبعاداً أخرى تتفاعل بدورها مع عناصر أسلوبية وفنية تخلط بين الخصائص الجمالية للشعر والخصائص الجمالية للقصة. بحث الكتاب عن علاقات أكثر حميمية في النص الشعري عندما يولي عنايته بالعلاقة الناشئة بين حركة السرد بأبعادها المختلفة وعناصر فنية داخلة في بناء القصيدة، ومن هذه العناصر المهمة، الإيقاع الذي يتجادل بطريقة فاعلة مع الوحدات السردية، التي تشكل ملامح صرفية ونحوية مميزة للنص، ومع عناصر أخرى تتصل بالتداعيات والإشارات الحكائية والصراع والدراما، وهكذا يكون البحث قد بدأ خطوة ذات بعدين على طريقة انفتاح النص الشعري على السرد هما: بعد الحكاية وعناصرها المختلفة، وثانيا بعد التشكيل الداخلي للنص.

مشاركة :