قال يان إيجلاند يوم الخميس لرويترز وهو يترك منصبه كمستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا إن على الحكومات ألا تستخدم مرة أخرى مكافحة الإرهاب ذريعة لهدم مدن وإذكاء الحرب مثلما حدث في سوريا. وأضاف أنه ما كان ينبغي أبدا السماح للحرب السورية بأن تخرج عن السيطرة لكن بعد الفرصة الضائعة لخطة سلام تبناها كوفي عنان عام 2012، تفاقمت الحرب وألقى المتحاربون باللوم على “الإرهاب” في أساليب خرقت قواعد الحرب. وتابع إيجلاند قائلا “قال كثيرون جدا: لأننا نحارب الإرهابيين، فيسمح لنا بتحطيم المكان كله، بالنسبة لي هذا يمثل انتهاكا لكل مبدأ إنساني… الحرب على الإرهاب تحتاج إلى إعادة نظر”. وتصنيف جميع المعارضين بالإرهابيين يجعل من الصعب التفاوض وممارسة العمل الإنساني وحماية المدنيين. لكن إيجلاند قال إن روسيا والولايات المتحدة وتركيا تقول إنها تحارب الإرهاب. وأضاف إيجلاند “يبدو أن كثيرين منهم يعتقدون أنهم لا يحتاجون إلى اتباع قواعد القانون الإنساني للصراع المسلح كما يفعلون في الحالات العادية لأنهم يقاتلون مثل هؤلاء الإرهابيين الحقراء”. وسُويت مدن سورية بالأرض على غرار ما حدث لمدينتي درسدن وستالينجراد خلال الحرب العالمية الثانية. وقال إيجلاند إن ذريعة انتقال إرهابيين لمنطقة مجاورة لا تبرر قتل أرملة وأطفالها الخمسة في مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. وأضاف “كان ينبغي مساعدتها”. وتابع إيجلاند قائلا إن موظفي الإغاثة تمكنوا من إدارة عملية إغاثة ضخمة لكنهم على الرغم من ذلك أخفقوا في حماية المدنيين. ورافقت الحرب السورية الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات والتي أودت بحياة مئات الآلاف عملية سلام متعثرة برعاية الأمم المتحدة لم تحقق شيئا يذكر على الرغم من دعمها بالإجماع في مجلس الأمن الدولي. وقال إيجلاند إن المعارك الكبرى في أغلب مناطق سوريا انتهت لكن السلام لن يحل دون مصالحة بين السوريين وبين أطراف الصراع. وأضاف “يجب أن يكون هناك إدراك لما حدث يدفع للقول.. اسمعوا.. لقد عبثنا ببرميل من البارود هنا فانفجر… دفع المدنيون ثمنا باهظا.. تعلمنا من ذلك الآن ولنعمل معا لتأسيس مصالحة”. وأشار إيجلاند إلى أن من ارتكبوا أعمال قتل لا يجب أن يفلتوا من العدالة لكنه قال إن جميعهم كان لديهم رعاة. وتابع قائلا “لم يكن هناك أبدا نقص في الأسلحة ولا كان هناك أبدا نقص في الإمدادات العسكرية ولا نقص في المشجعين على الجانبين”.
مشاركة :