أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا في ختام محادثات أستانا، أمس الخميس، عن أسفه لعدم تسجيل أي «تقدم ملموس» نحو صياغة دستور جديد لسوريا، فيما دعت الدول الضامنة لعملية أستانا (روسيا وتركيا وإيران) جميع الفصائل المسلحة في سوريا إلى الانفصال عن «داعش» و«جبهة النصرة».وقال دي ميستورا في بيان نشره مكتبه «لم يكن هناك أي تقدم ملموس في التغلب على المأزق الذي دام عشرة أشهر حول تشكيل اللجنة الدستورية». وأضاف «كانت هذه هي المناسبة الأخيرة لاجتماع أستانا في عام 2018، ولكنه للأسف، كان بالنسبة للشعب السوري فرصة ضائعة للإسراع في إنشاء لجنة دستورية ذات مصداقية ومتوازنة وشاملة، تمتلكها وتقودها سوريا وترعاها الأمم المتحدة». واختتمت المحادثات التي استمرت يومين أمس الخميس وكانت الجولة ال11 منذ بدء موسكو جهودها الدبلوماسية مطلع عام 2017 والتي طغت على مسار المحادثات التي كانت تشرف عليها الأمم المتحدة. وقال المفاوض الروسي الكسندر لافرينتييف بعد المحادثات إن اللجنة تكتسي «أهمية كبرى». وأضاف «أود أن أقول إننا قريبون من هدفنا المرجو» بدون تحديد أي موعد. وأكدت الدول الثلاث في بيان مشترك صدر بعد المحادثات أنها «ستكثف» المشاورات لتشكيل اللجنة الدستورية في أقرب وقت ممكن. واتفق المشاركون في المحادثات على إدراج 142 شخصا في قائمة اللجنة الدستورية السورية من أصل 150. وأعربت موسكو وطهران وأنقرة أيضا في البيان المشترك عن القلق إزاء انتهاكات وقف إطلاق النار في المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، وقالت إنها «ستعزز جهودها لضمان الالتزام به»، لكنها شددت على الحاجة لمواصلة «محاربة الإرهاب» هناك. وقال البيان الصادر في اليوم الأخير من الاجتماع الذي استمر يومين إن هذا سيشمل تعزيز عمل مركز التنسيق الإيراني الروسي التركي. وأثار البيان المشترك للدول الثلاث، مسألة استمرار الوجود العسكري الأمريكي في سوريا. وقال إن الدول الراعية «ترفض كل المحاولات لخلق وقائع جديدة على الأرض تحت ذريعة مكافحة الإرهاب».وكانت المحادثات بدأت الأربعاء وتناولت بشكل خاص اتفاق الهدنة في إدلب، آخر معاقل الفصائل المعارضة والمتطرفة في سوريا، التي بات مصيرها مهدداً بعد هجوم كيماوي مفترض في حلب السبت دفع روسيا إلى شن غارات على المنطقة العازلة قرب المحافظة. وأدت محادثات أستانا إلى إبقاء الولايات المتحدة ودول غربية أخرى على مسافة من المساعي المتعلقة بسوريا. ومن المرتقب أن تنظم جولة جديدة من المحادثات حول سوريا في أستانا في مطلع فبراير/شباط بحسب البيان المشترك.إلى ذلك، كشف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا الكسندر لافرينتييف أمس أن الجانب التركي ابلغ بلاده بعدم وجود نية لديه لاحتلال الأراضي السورية. ونقل التلفزيون الروسي عن لافرينتييف القول في مؤتمر صحفي في ختام محادثات استانا انه يتعين تطبيع الوضع في محافظة ادلب. وجدد لافرينتييف تأكيد استعداد روسيا للمساعدة في التصدي لجبهة النصرة في ادلب قائلا ان «قضية التصدي للإرهابيين في سوريا تظل قائمة». وأوضح ان «تركيا بصفتها دولة ضامنة لاتفاقيات أستانا وعدت بسحب قواتها من سوريا بالتزامن مع استقرار الوضع هناك» قائلا ان «انقرة تلتزم بسيادة سوريا وسلامة أراضيها». (وكالات)
مشاركة :