حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حديث لصحيفة «لا ناثيون» الأرجنتينية أمس من أن قمة مجموعة العشرين التي تعقد في بوينوس آيرس تواجه «خطر لقاء مغلق صيني- أميركي وحرب تجارية مدمرة للجميع». وكان ماكرون قد وصل مع زوجته بريجيت أمس الأول إلى بوينوس آيرس، حيث يقوم بزيارة رسمية قبل أن يشارك في قمة العشرين اليوم، في أول زيارة للرئيس الفرنسي إلى أميركا الجنوبية، لبلد تعتمد عليه فرنسا للحصول على دعم لمواقفها. وقال ماكرون: «إن الخطر الذي نواجهه بشأن المناخ والتجارة هو تعطيل اللقاءات التعددية مثل مجموعة العشرين». وأضاف أنه «بشأن التجارة، الخطر هو إضعاف منظمة التجارة العالمية التي تشكل أكبر منصة لتنظيم التجارة العالمية على الرغم من عيوبها»، مذكراً بأن فرنسا والاتحاد الأوروبي يقترحان إدخال إصلاحات على هذه المنظمة. وتابع: «إذا لم نظهر تقدماً ملموساً، فإن اجتماعاتنا الدولية ستصبح بلا فائدة، وستؤدي حتى إلى نتائج عكسية». وحول المناخ الذي تفتتح الأحد في بولندا قمة حوله، عبر الرئيس الفرنسي عن أمله في أن «نستخدم هذا المنتدى لنظهر طموح كل الذين لا يريدون فقط حماية اتفاق باريس، بل الذهاب أبعد منه، عبر توضيح أو تعزيز التزاماتهم بشأن المناخ». من جهة أخرى، أكد ماكرون أن فرنسا «تؤيد اتفاقاً تجارياً يعود بالفائدة على الطرفين بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور» المجموعة الاقتصادية لاتحاد دول أميركا الجنوبية الذي يضم البرازيل والأرجنتين وباراغواي والأوروغواي. وتجري مفاوضات بين الطرفين منذ عشرين عاماً. وقال الرئيس الفرنسي بسبب «حساسيات زراعية» وخصوصاً قطاع تربية الأبقار الفرنسي: «ما زلنا في وضع بعيد عن التوصل إلى اتفاق»، بينما يهدد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو بمغادرة هذا التكتل الإقليمي. وقال: «في أوقات الأزمات هذه بالتحديد يجب أن ندافع عن قيمنا المشتركة التي تعتمد على النموذج التعددي والتعاون». وأضاف: «إنه أيضاً طموحي للرئاسة الفرنسية لمجموعة السبع في 2019». وحول زيارته أميركا الجنوبية، أشار ماكرون إلى أن «إصلاح النظام التعددي، ومكافحة التفاوت الاجتماعي، والدفع باتجاه برنامج دولي طموح للتنوع الحيوي، ومكافحة اضطرابات المناخ، كلها مواضيع تشترك فرنسا وأميركا الجنوبية في طرحها». والجمعة والسبت يعقد ماكرون، على هامش قمة العشرين، لقاءات ثنائية، خصوصاً مع الرئيسين الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين. لكنه لن يلتقي الرئيس الأميركي الذي يلتقي قادة آخرين، بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حسب برنامج البيت الأبيض.
مشاركة :