«الدوام المرن» يشعل الجدل بين الموظفين

  • 1/29/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

انقسم عدد من الموظفين حول اقتراح تطبيق الدوام المرن في القطاعات المدنية، فمنهم من أيده، بدعوى أن إلزام الموظف بإنتاجية يومية محددة أفضل من تقيده بدوام رسمي يبدأ في الثامنة صباحا وينتهي عند الثانية والنصف بعد الظهر، مرجعين ذلك إلى أن العبرة بالإنتاجية، وليس بالجلوس على المكاتب لساعات يتخللها أوقات فراغ ليس فيها عمل، بينما عارض آخرون ذلك، مؤكدين أن التزام الموظف بساعات الدوام الرسمي يجعل بيئة العمل آمنة من تأخير إنجاز المعاملات، وبالتالي تضرر المراجعين جراء ذلك. واعتبر سليمان الجهني تواجد الموظف على مكتبه طوال ساعات الدوام الرسمي مطلبا أساسيا؛ لأنه يتقاضى راتبا مقسما على عدد أيام الدوام وساعاته، كما أن ربط الدوام بالإنتاجية قد يتسبب بإنتاجية غير دقيقة أو سليمة نظرا لاستعجال الموظف في إنجاز عمله ليخرج مبكرا، وهنا تكمن المشكلة لذلك فتواجد الموظف طوال ساعات الدوام الرسمي أصوب وأمثل. فيما ذكر ناصر نويبان أن ما يتطلبه العمل هو الإنتاج والإنجاز وعدم المماطلة في ذلك وربط علاوة الموظف بمدى إنتاجيته وسلامتها من الشوائب، وهو أفضل بكثير من جلوس الموظف على مكتبه لينجز عمله ساعتين ويبقى باقي الوقت دون عمل، خصوصا في الأقسام غير المرتبطة بالجمهور، لافتا إلى أن قياس أداء الموظف بالإنتاج الدقيق أفضل من اعتبار حضوره على رأس معايير التقويم الوظيفي. وفضل عبدالله العمري اعتماد إنتاج الموظف على بقائه طوال ساعات الدوام الرسمي أكمل للعمل، لافتا إلى أنها خطوة إيجابية لو تم تطبيقها، مستشهدا بشركة عالمية شهيرة في مجال البحث تعتمد الإنتاج على موظفيها معيارا أساسيا لتقويم أداء موظفيها وحققت نجاحا باهرا في مجالها على المستوى العالمي. وأشار العمري إلى أهمية وضع ضوابط في غاية الدقة لاعتماد الإنتاجية، لضمان دقة العمل والإنتاج، فكثيرا ما نشاهد موظفين يجلسون على مكاتبهم أوقاتا طويلة وهم يعيشون أوقات فراغ بعد إنجازهم لعملهم، ولكن يجب تطبيق ذلك على أقسام معينة غير مرتبطة بالجمهور والمراجعين؛ لأن المعاملات ليست ملكا للموظف وتأخيرها لا حق له فيه. ورأى خالد الغامدي مسألة اعتماد الإنتاجية معيارا ناجحا لو تم وضع آلية محددة يتم بموجبها قياس إنتاجية الموظف وتدقيقها قبل السماح له بالانصراف ولا ينطبق ذلك على كل الموظفين، وإنما في الأقسام التي لا تتأثر بخروج الموظف، مضيفا بأن ذلك سيسهم في منع الموظف من استئذانه المتكرر وتأخير معاملات المراجعين، إضافة لتخفيف الازدحامات في الشوارع وقت خروج الموظفين دفعة واحدة بعد الثانية والنصف. وأكد مختصون في مجالي المحاسبة والإدارة أن أغلب الدراسات في العالم أثبتت أن هناك علاقة قوية بين نظام الدوام الذي يعمل به الموظف ومدى إنتاجيته، فإذا كان الدوام مناسبا للموظف يكون راضيا وإنتاجه يزيد، وبالتالي يرفع من مستوى إنتاجه وعطائه، مبينين أن هناك نظما ابتكارية تتعلق بنظام الدوام وتحقق راحة للموظف، ولكن أي نظام لا بد أن يقوم على دراسة، وأن توضع له آليات وضوابط معينة حتى نضمن نجاحه وعدم فشله حتى لو تم تطبيقه فترة معينة ومن ثم قياس مستوى العمل من خلال تلك الفترة.

مشاركة :