في خطوة تصعيدية جديدة تعيق الجهود المتواصلة في اليمن تحت إشراف المبعوث الأممي جمال بن عمر للعودة إلى مسار التسوية السياسية السلمية، اقتحم مسلحو جماعة الحوثي المتمردة، وأنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح أمس، مقر قيادة قوات الاحتياط في منطقة حزيز جنوب العاصمة صنعاء، وذلك في إطار مخطط يقضي باستكمال السيطرة على جميع وحدات الجيش في صنعاء. وكان المبعوث الأممي قد أوضح في تقريره إلى مجلس الأمن أن تجاوز الأزمة السياسية في اليمن لا يزال قائما من خلال المشاورات الحثيثة الجارية مع كل الأطراف السياسية لإبرام اتفاق يتيح المضي قدماً في العملية السياسية. وقال بن عمر إن الرئيس هادي ورئيس حكومته هما عملياً قيد الإقامة الجبرية. وفيما انتشر المسلحون الحوثيون في ساحة التغيير لمنع مسيرات شبابية تناهض وجودهم المسلح في العاصمة صنعاء، أكدت الكتلة البرلمانية الجنوبية في بيان لها رفضها الخطوات الانقلابية للحوثيين في العاصمة. كما انضمت محافظة تعز، كبرى المحافظات اليمنية، إلى المحافظات الجنوبية، في رفض تلقي أي تعليمات أو توجيهات من العاصمة صنعاء التي أصبحت تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين. وأعلن محافظ تعز شوقي هائل أن "السلطة المحلية في تعز وفي ظل الظروف الراهنة لن تقبل أي توجيهات تتعارض مع مصلحة المحافظة، والمرحلة حساسة وخطيرة". وخرجت تظاهرات حاشدة في تعز لليوم السادس على التوالي لرفض الانقلاب الحوثي على السلطات الشرعية في صنعاء، كما خرجت تظاهرات أخرى في الحديدة ومدن أخرى رفضاً للانقلاب والمطالبة بخروج الميليشيات. بدوره، هاجم محافظ عدن الدكتور عبدالعزيز بن حبتور جماعة الحوثي المتمردة قائلاً "الحوثيون مجموعة متطرفة جاءت بقوة السلاح ولن تستمر طويلاً، والانقلاب الحوثي حالة طارئة ستزول بمقاومة شعبية"، لافتا إلى أن الحوثيين لا يشكلون سوى نسبة 10% من سكان اليمن، ولا يمكن لقوة صغيرة أن تحكم اليمن. وفي سياق متصل، نفذ محتجون حملة شعبية مناهضة للانقلاب الحوثي في محافظة ذمار، وأقاموا سلسلة بشرية في المدينة وحملة توقيعات للمطالبة بخروج ميليشيات الحوثيين من المدينة. من ناحية ثانية، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" جون كيربي، أن مسؤولين أميركيين شاركوا في محادثات مع ممثلين عن ميليشيات الحوثيين الذين حملوا الرئيس اليمني على الاستقالة، مبينا أن هذه المحادثات لا تتعلق باتفاق لتقاسم المعلومات الاستخبارية حول تنظيم القاعدة في اليمن. وأضاف أنه "نظرا إلى الفوضى السياسية، من الصواب القول إن مسؤولين حكوميين أميركيين هم على اتصال مع مختلف الأطراف في اليمن حيث الوضع السياسي متحرك جدا ومعقد جدا". إلى ذلك، أكد الناطق باسم المؤتمر الشعبي العام في اليمن عبده الجندي أمس، تمسك المؤتمر وأحزاب التحالف الوطني بالدستور في حل الأزمة السياسة الناتجة عن استقالة رئيس الجمهورية والحكومة. وقال في تصريح صحفي، إن رؤية المؤتمر وأحزاب التحالف التي قدمت اليوم لاجتماع القوى السياسية، شددت على أن حل الأزمة يأتي عبر الدستور والرجوع إلى مجلس النواب باعتباره المؤسسة الشرعية والدستورية الملزمة للجميع، وبما يهيئ للوطن الانتقال الآمن إلى مرحلة الاستقرار السياسي والشرعية الدستورية، وعبر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
مشاركة :