تنطلق اليوم جولة الإعادة للانتخابات النيابية والبلدية في الثامنة صباحا، حيث تتم الإعادة على 31 مقعدا لمجلس النواب في محافظات المملكة الأربع، بعد أن تمكن 9 نواب من حسم المعركة من الجولة الأولى، من بينهم سيدتان، فيما تشهد جولة الإعادة منافسة بين 9 سيدات في 8 دوائر نيابية. وقد تحدث بعض خطباء الجمعة في خطبهم أمس عن أهمية انتخابات الإعادة للمجلس النيابي والمجالس البلدية، وخاصة لعدم الانتقاص من حجم النجاح التاريخي للجولة الانتخابية الأولى التي حققت نصرا مشهودا، وخيبت آمال المتآمرين بنسبة المشاركة الشعبية التي أذهلتهم. وتحدث الدكتور عبدالرحمن الفاضل عن أمانة الصوت الانتخابي الذي يأتي ضمن الأمانات التي أمرنا الله برعايتها، وحذرنا من خيانتها.. ذلك أن كل بادرة خير تسهم في رفعة الوطن توجب علينا مساندتها. وقال: إن البحرين كلها أمانة عظيمة في أعناقنا، وإننا قيادة وشعبا لن نفرط فيها.. ونبه إلى أن ديننا الإسلامي لا يجامل أحدا على مصالح الوطن والناس مهما كانت مكانة المجَامَل عالية. فضيلة الدكتور عبدالرحمن الفاضل يتحدث عن: الصوت الانتخابي.. والأمانة التي أمرنا الله برعايتها.. وحذرنا من خيانتها أثق بأن المواطنين بحماسهم سيتوجهون اليوم إلى مقار الانتخابات بنفس الهمة والاندفاع في خطبته ليوم الجمعة أمس بجامع نوف النصار بمدينة عيسى تحدث فضيلة الدكتور عبدالرحمن الفاضل خطيب الجامع عن الأمانة التي أمرنا الله برعايتها.. وحذرنا من خيانتها.. مشيرًا فضيلته إلى أمانة الصوت الانتخابي الذي يدلي به الناخب البحريني في انتخابات الإعادة اليوم.. مؤكدا أنه يثق بأن المواطنين بحماسهم الملحوظ سوف يتوجهون إلى مقار الانتخاب بنفس الهمة والاندفاع ليستكملوا الاستحقاق الانتخابي.. وقال لهم: إن البحرين أمانة عظيمة في أعناقنا.. وأننا قيادة وشعبا لن نفرط في هذه الأمانة.. وقد حققت البحرين نصرا مشهودا في انتخاباتها. وفيما يأتي نص خطبة فضيلة الدكتور عبدالرحمن الفاضل: يقول تعالى: «يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُون».. فإنه لخطورة الأمانة أُمرنا برعايتها، وحُذرنا من خيانتها.. وإن من آكد الأمانات الواجب رعايتها بعد العقيدة والدين أمانة الوطن؛ من حيث حمايته والدفاع عنه، والعمل على تنمية مقدراته وزيادة مكتسباته، والحفاظ على أمنه واستقراره، والسعي من أجل تقدمه وتطوره وازدهاره. وإن كل بادرة خير تسهم في رفعة الوطن توجب علينا مساندتها، ولا شك في أن المشروع الإصلاحي بادرة خيرة، ذات أثر فاعل في ترسيخ قناعة وإيمان الشعب البحريني الأبي فيما هو راسخ في عقيدته أصلا من حب لهذا الوطن، ولم تكن المسارعة إلى تلبيته نداء الواجب الوطني إلا برهانا ساطعا ودليلا قاطعا على حب البحرين حينما ذهب بإرادته الحرة ووضع ورقة اختياره لمرشحه المستحق في الصناديق الانتخابية النيابية والبلدية، في جولتها الأولى، والتي كان الإقبال الشعبي فيها بكثافة تسر ناظر كل مواطن محب لهذا الوطن، وتبهر كل مقيم وإعلامي صادق أتى لنقل هذا الحدث الوطني المتميز.. وإنه يحق لنا أن نقول بكل فخر: إن كثافة المشاركة الشعبية في الدور الأول للاستحقاق الانتخابي؛ والتي بلغت نسبتها (76%) ممن يحق لهم التصويت؛ لم تكن في الحقيقة مفاجئة، لمن يعرف عراقة وأصالة الشعب البحريني الأبي، الذي يستجيب بلا تردد ولا توانٍ لكل واجب يعلي من من شأن البحرين وشعبها. وإننا لننتظر بشوق اليوم السبت الذي تشهد فيه جولة الإعادة بين عدد من المترشحين، وثقتنا أن المواطنين بحماسهم الملحوظ سوف يتوجهون إلى مقار الانتخاب بنفس الهمة والاندفاع؛ ليستكملوا الاستحقاق الانتخابي في جولة الإعادة هذه. إن المواطنين ليستشعرون أمانة المسؤولية الوطنية التي يتحملون تجاه البحرين، وقد أثبت البحرينيون للقاصي والداني والصديق والعدو أنهم شعب مع قيادته قلبا وقالبا كالبنيان المرصوص في قوة ترابطه وشدة تماسكه؛ ولذلك نقول بكل اعتزاز إن البحرين حققت نصرا مشهودا في انتخاباتها، وخيبت آمال الشانئين وأفسدت الرهان الشيطاني للمتآمرين بنسبة المشاركة الشعبية التي أذهلتهم!! وها هي البحرين تمضي قدما بخطى واثقة نحو المستقبل المشرق الزاهر بعون الله تعالى وتوفيقه.. وليمت الحاقدون الحاسدون بغيظهم، وليخنسوا بحسرتهم وكمدهم.. ولا مكان للمتآمرين!؟ إن البحرين أمانة عظيمة في أعناقنا؛ وإننا قيادة وشعبا لن نفرط في هذه الأمانة، لأن التفريط خيانة ونقض للعهد، يقول تعالى: «وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ»، والانتخاب أمانة توجب المصلحة الوطنية المشاركة فيه. وما من مكلف، رجلا كان أو امرأة، إلا وهو يتحمل مسؤولية هذه الأمانة، وتتسع المسؤولية وتكبر كل بحسب ما يتحمله من كلف وبحسب وضعه ومسؤولياته. وبما أننا بصدد جولة الإعادة لاستكمال الاستحقاق الانتخابي يهمنا أن نُذكر الناخب بأمانة ومسؤولية الانتخاب التي يتحملها، وذلك بأن يوجه صوته للمترشح المستحق المؤهل للمهمة الخطيرة التي تتطلب الكفاءة العلمية الواعية، والأمانة والقوة في الأداء، وليكن معلوما أنه لا تبرأ ذمة المُنتخِب إلا أن يكون صوته الذي أدلى به مستقلا حرا متجردا في اختياره لأي من المترشحين من دون ضغط أو توجيه من أي جهة؛ سواء كانت حزبية أو فئوية أو قبلية أو طائفية أو غير ذلك. وتعظم خطورة مسؤولية عملية الانتخاب والترشح لكونها أمانة يلتزم الناخب القيام بها وأدائها على أكمل وجه؛ ليوصل المترشح المستحق إلى المجلس النيابي أو البلدي، والذي سيكون له دور مؤثر في التشريع، ومن الناحية الأخرى على المترشح أن يتعرف على قدراته وكفاءته وإمكاناته وهو أعلم من غيره بحاله، ومن الأمانة إن لم يكن أهلا أن ينسحب فإنها أمانه وخزي وندامة، وإن كان ذا كفاية فعليه إذا ما فاز أن يلتزم بأداء ما حُمل من أمانة المسؤولية؛ لأن الانتخاب والترشح حق للوطن والمواطنين؛ ولهذا يجب علينا أن نحسن الاختيار، وعلى المترشح أن يحسن الأداء حال وصوله إلى المجلس النيابي أو البلدي، ولنحذر أن يؤتى الوطن من قبلنا إن كنا ناخبين أو مترشحين، فإن عواقب التفريط والتساهل وخيمة على الوطن والشعب بأكمله إن وصل إلى المجلس من لا يستحق، فيتحمل المفرطون وزر ما ينتج عن ذلك من فساد ودمار، وما يقع من ظلم وتجاوزات تولدت عن سوء أداء الأمانة ترشحا وانتخابا. ولنعلم أن ديننا الإسلامي العظيم لا يجامل أحدا على مصالح الوطن والناس مهما كانت مكانة المُجَامَل عالية ورفيعة وصالحة، فالمقدم لشغل أي وظيفة كبرت أو صغرت تعتمد على القوي الأمين، الحفيظ العليم، فعن أبي ذر -رضي الله عنه- قال، قلت: يا رسول الله، ألا تستعملني؟ قال: فضرب بيده على منكبي، ثم قال: يا أبا ذر، إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها. إذن هناك شرطان لتولية الوظيفة: الأول الأهلية لها، والآخر الوفاء بمتطلباتها كما ينبغي. يقول علماؤنا: «إن الكفاية العلمية أو العملية ليست لازمة لصلاح النفس، فقد يكون الرجل رضي السيرة، حسن الإيمان، ولكنه لا يحمل من المؤهلات المنشودة ما يجعله منتجا في وظيفة معينة... والأمانة تقضي بأن نصطفي للأعمال أحسن الناس قياما بها، فإذا ملنا عنه إلى غيره -لهوى أو رشوة أو قرابة- فقد ارتكبنا -بتنحية القادر وتولية العاجز- خيانة فادحة». وقال النووي رحمه الله: هذا الحديث أصل عظيم في اجتناب الولايات، ولا سيما لمن كان فيه ضعف عن القيام بوظائف تلك الولاية. فمسؤوليات الوظائف العامة، ومنها الوصول إلى مجلس النواب، من الأمانة الكبرى، التي ضرب الله المثل لها بصورة ذات دلالات مؤثرة ومعبرة ؛ لكي لا يستهين الناس بها، فقال تعالى: «إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَينَ أَن يحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا». والمناصب العامة أمانات مسؤولة، وهي من بين أعلى مراتب الأمانة، والتفريط فيها بتسليمها لغير المؤهلين لها يعد خيانة عظيمة. ولطالما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوصي بالأمانة، ويحذر من التفريط في حملها. فعن أنس قال: ما خطبنا رسول الله إلا قال: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له». وقد رُويت أحاديث تحذر من الخيانة في تولية المناصب لغير الأكفاء تحذيرًا شديدًا وتُرهّب منه ترهيبًا مخيفًا، رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من استعمل رجلا على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين». وهذا التحذير قائم على أن الوظائف والمناصب العامة أمانات مسؤولة، فإن سُلّمت لمن هم ليسوا بأهل لها فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى استشراء الفساد في المجتمع بأسره بحسب خطورة المنصب. وذلك ما نبه إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: «إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أُسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة». إن المسؤولية أمانة في الإسلام، وهي واجب شرعي وأخلاقي، يجب على كل من تحمل شيئًا منها أن يقوم بها خير قيام براءة لذمته، وحتى لا يكون ظالمًا لمجتمعه أو لوطنه أو للأمة بتقصيره في شيء من ذلك.. يقول تعالى: «يا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُون».
مشاركة :