العسكر ل الخطباء : الوطن أمانة في أعناقكم

  • 1/5/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شدد  الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن علي العسكر، المستشار والمدير العام لمكتب نائب وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، دور الأئمة والخطباء في توعية المجتمع ضد أفكار جماعات العنف والغلو. جاء ذلك خلال محاضرته اليوم ضمن فعاليات ملتقى “دور المسجد وأهميته في حماية الأسرة”، الذي تنظمه الوزارة في تبوك بعنوان: “دور الأئمة والخطباء في توعية المجتمع ضد أفكار جماعات العنف والغلو”. وأوضح العسكر في مستهل محاضرته مراتب الناس في تلقي المعلومات وصنفهم إلى ثلاثة أقسام: من يصدق بالبرهان ـــ وهو أعلى الأقسام الثلاثة ـــ ويمكن وصفهم الآن بأنهم أصحاب التخصصات العلمية الشرعية؛ لأن لكل تخصص مصطلحاته ووسائله، والثاني: من يصدق بالأقاويل الجدلية، ويمكن وصفهم الآن بأنهم المتعلمون من خريجي الجامعات، ومن في مستواهم في التقدم المعرفي، وهؤلاء يبحثون عن التحليل والاستنتاج والمعنويات ودلائل الإعجاز، ومن يستطيع مخاطبة العوام قد لا يستطيع مخاطبة الخواص، فإذا خاطبهم من هو دونهم فإنه لا يقنعهم أو يؤثر فيهم. وأضاف أن القسم الثالث: فهم الذين يصدقون بالأقاويل الخطابية والوعظية، وهؤلاء هم بقية الناس، والتعامل معهم ودعوتهم تحتاج إلى خبرة واسعة وتجربة وفهم، وأي صعوبة أو تعقيد قد يصرفهم عن الدعوة، وهؤلاء لا تلقى عليهم المسائل العويصة، والتفاصيل الدقيقة، والبراهين المعقدة والنظم المتشعبة. وقال: إن هذا الصنف من الناس يحتاج إلى التخصص في فن دعوتهم ومخاطبتهم؛ لأنهم يعتمدون على الحس والتأثير أكثر مما يعتمدون على جمع الأدلة وخلافات الأقوال، وهؤلاء تؤثر فيهم العاطفة بدرجة كبيرة، ومما يشحذ هممهم قصص الصالحين، والترغيب والترهيب، وأحاديث الرقاق، وعلى هذه الأقسام الثلاثة جاءت الشريعة في دعوتها لجميعهم حسب ما يناسبهم، والدليل قول الله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هي أحسن}. وأوضح أن دور الإمام والخطيب يمتاز عن غيره بتنوع المستهدفين، بخلاف الأصناف الأخرى، فالمعلم يتعامل مع فئة سِنية وتعليمية محددة، والإعلامي ليس بالضرورة أن يصل توجيهه لكل فئات المجتمع، كما أنه لا يستطيع أن يكون كلامه عامًا، بل لا بد أن يكون توجيهه محددًا بفئة معينة، أما الخطيب فأمامه المتعلم والجاهل، المثقف وغير المثقف، الصغير والكبير، جميع أفراد المجتمع؛ فيجب عليه استغلال هذه الفرصة لتوجيه النصح، والاهتمام بالطرح الجيد الذي من شأنه تعزيز الجوانب الإيجابية في المجتمع، والتحذير من الجوانب السلبية والتي من أعظمها الإرهاب والتطرف. واستطرد بالقول: “إن وطننا أمانة في أعناقنا إن لم ندافع عنه فلن يدافع عنه غيرنا، مبينًا أن من أوجب الواجبات على الخطباء والأئمة ترسيخ مفهوم الأمن الفكري لدى المجتمع، والدعوة إلى جمع الكلمة وتوحيد الصف والسمع والطاعة لولاة الأمر، مشيرًا إلى أنها من أصول المعتقد عند أهل السنة والجماعة والتي كانوا ولا يزالون يولونها مزيد العناية وبالغ الاهتمام.” واختتم الشيخ الدكتور عبدالرحمن العسكر محاضرته بالتأكيد على الدور المنوط بالأئمة والخطباء، وأهمية مضاعفة الجهد خاصة مع الانفتاح التقني والإعلامي الكبير الذي ساهم بشكل واضح في إيصال ثقافات ومناهج مختلفة إلى المجتمع، والتي قد تكون مخالفة للمنهج الرباني، مما يتطلب من الخطباء والأئمة التحذير منها، وتكريس جهودهم لمعالجة تلك الظواهر.

مشاركة :