لندن – قالت وزارة الطاقة الروسية أمس إنها لا تدرس خيارا لاستقبال شحنات من النفط الإيراني لتسهيل وصولها إلى الأسواق العالمية، رغم موقفها المعلن المعارض للعقوبات الأميركية على طهران. وقال وزير الطاقة ألكسندر نوفاك أمس إن منتجي ومستهلكي النفط مرتاحون للأسعار الحالية للخام وأن العقوبات الأميركية على إيران دخلت بالفعل في حسابات أسواق النفط العالمية. ورجح في تصريحات لوكالة تاس الروسية أن تتوصل منظمة أوبك والمنتجون المستقلون إلى اتفاق بشأن مستقبل اتفاق إنتاج النفط للعام القادم خلال الاجتماعات المقررة في فيينا يومي الخميس والجمعة المقبلين. وأضاف أن روسيا تخطط للإبقاء على متوسط مستوى إنتاج النفط المسجل في أكتوبر حتى نهاية العام وأن شركات النفط الروسية مستعدة لتعديل مستويات إنتاج العام المقبل إذا لزم الأمر. في هذه الأثناء أظهرت بيانات حكومية وبيانات تتبع السفن أن واردات كبار المشترين في آسيا من النفط الإيراني بلغت خلال أكتوبر أدنى مستوى لها في 5 سنوات، حيث قلصت الصين واليابان وكوريا الجنوبية مشترياتها بشدة قبيل دخول العقوبات الأمريكية على طهران حيز التنفيذ في بداية نوفمبر. ألكسندر نوفاك: العقوبات الأميركية على إيران دخلت بالفعل في حسابات أسواق النفطألكسندر نوفاك: العقوبات الأميركية على إيران دخلت بالفعل في حسابات أسواق النفط وأشارت البيانات إلى أن الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية استوردت الشهر الماضي نحو 762 ألف برميل يوميا من إيران، بانخفاض 56.4 بالمئة على أساس سنوي. ويمثل هذا أدنى مستوى منذ أكتوبر عام 2013، عندما تسببت جولة سابقة من العقوبات الأميركية والأوروبية في تقلص صادرات النفط الإيرانية إلى نحو مليون برميل يوميا. ومنحت واشنطن الصين واليابان وكوريا الجنوبية وخمس دول أخرى استثناءات تسمح لها بالاستمرار في شراء النفط الإيراني لمدة 180 يوما إضافيا على الأقل بالتزامن مع إعادة فرض العقوبات على قطاعي الطاقة والشحن في الخامس من نوفمبر. وكان أقل انخفاض في واردات الهند من النفط الإيراني، حيث انخفضت 0.2 بالمئة فقط مقارنة مع الشهر ذاته من العام الماضي لتصل إلى نحو 466 ألف برميل يوميا. ووفقا لمحللين في قطاع الطاقة، فإن معظم شركات التكرير الهندية زادت مشترياتها من إيران قبيل العقوبات الأميركية، حيث كانت إيران تمنح شحنا شبه مجاني ومددت فترات الائتمان. بيد أن واردات كوريا الجنوبية من نفط إيران هبطت إلى صفر بالمئة للشهر الثاني على التوالي في أكتوبر. وهوت واردات اليابان من النفط الإيراني بنسبة 71 بالمئة إلى أدنى مستوى في ستة أشهر عند نحو 48 ألف برميل يوميا الشهر الماضي، وفقا لما أظهرته أمس بيانات وزارة التجارة اليابانية. وتتجه واردات اليابان من النفط الإيراني إلى الهبوط إلى التوقف التام في نوفمبر للمرة الأولى منذ يوليو 2012، عندما كبح مشترو الخام اليابانيون مشترياتهم لعدم التعرض لعقوبات من الاتحاد الأوروبي استهدفت قطاع التأمين. ووفقا لبيانات رفينيتيف، لم تستورد اليابان أي كميات من الخام من إيران بعد الشحنة الأخيرة التي جرى شحنها في أوائل أكتوبر. ومن المرجح أن تبقي كوريا الجنوبية وارداتها من النفط الإيراني عند صفر حتى نهاية العام وتستأنف الشحنات في يناير وفقا لما ذكرته مصادر في القطاع قبل نحو أسبوعين. وهوت واردات الصين من الخام الإيراني بنسبة 64 بالمئة في أكتوبر إلى نحو 247 ألف برميل يوميا. ومن المقرر أن تناقش أوبك والمنتجون المستقلون مقترحا لخفض الإنتاج بمقدار 1.4 مليون برميل يوميا العام المقبل، خشية حدوث زيادة في المعروض النفطي، يمكن أن تدفع الأسعار إلى هبوط حاد، ما ينعكس سلبيا على موازنات البلدان المصدرة للنفط. وأعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح هذا الأسبوع عن وجود حاجة لخفض إنتاج النفط الخام من جانب أوبك، بنحو مليون برميل يوميا، عن المستويات المسجلة في أكتوبر الماضي.
مشاركة :