البحرين تستكمل عرسها الديمقراطي مع الجولة الثانية من الانتخابات النيابية والبلدية

  • 12/1/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بنا: تستعد مملكة البحرين لاستكمال عرسها الديمقراطي مع انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات النيابية والبلدية اليوم السبت، إذ يتنافس المترشحون في 31 دائرة انتخابية نيابية، بعد أن حسمت 9 دوائر من الجولة الأولى، و30 دائرة انتخابية بلدية بعد حسم 7 دوائر من الجولة الأولى. وقد استعدت المراكز الانتخابية لاستقبال الناخبين الذين يحق لهم التصويت، إذ تفتح صناديق الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة صباحا، وتغلق عند الثامنة مساء. ويخوض جولة الإعادة 62 مترشحا نيابيا، يصل منهم 31 فائزا إلى مجلس النواب، و46 مترشحا بلديا يتنافسون على 23 مقعدا بلديا، فيما خرج من السباق 228 مترشحا للمجلس النيابي، و91 مترشحا للمجالس البلدية. ولا شك أن حضور العنصر الشبابي ومنافسته بقوة في الجولة الثانية من الانتخابات، إلى جانب منافسة المرأة بقوة في ثماني دوائر انتخابية، من العوامل المبشرة التي تشير الى أن البرلمان القادم سيكون مختلفا عن سابقيه، وأن وعي الناخب ارتفع مع توالي إجراء الانتخابات التي بلغ عددها خمس انتخابات في العصر الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وقد كان هذا رهان جلالة الملك المفدى، وهاهي المسيرة الديمقراطية تواصل تطورها ذاتيا لتشكل النموذج البحريني للديمقراطية الذي دعا إليه جلالته منذ اليوم الأول لتسلمه أمانة الحكم. وكان الإقبال غير المسبوق من قبل الشباب مترشحين وناخبين في الانتخابات النيابية والبلدية دليلا جديدا على التفاف الشباب حول قيادته، وحرصه على المشاركة في بناء مستقبل وطنه، والدفاع عن مكتسباته، والإسهام الفاعل في المسيرة الديمقراطية الحافلة في البحرين التي أرسى دعائمها المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، كما يثبت رغبة في المشاركة في الحياة السياسية من خلال القنوات الدستورية المتاحة في مجلس النواب والمجالس البلدية، ليكون شريكا أساسيا في اتخاذ القرار ورسم معالم المستقبل الذي ينشده الجميع. ولعل تزايد حظوظ المرأة في الانتخابات النيابية 2018 يؤكد نجاح المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى الذي منح المرأة العديد من الحقوق والحريات، وحفزها على المضي قدما في تحقيق النجاح، كما يؤكد نجاح الدور التثقيفي والتوعوي الذي يقوده المجلس الأعلى للمرأة. وتشير التوقعات إلى أن الجولة الثانية من الانتخابات النيابية والبلدية سوف تشهد إقبالا كبيرا من جانب الناخبين الذين تدفعهم العديد من الدوافع إلى المشاركة في الانتخابات بجولتيها الأولى والثانية، أبرزها التأكيد للعالم كله على التفاف الشعب حول قيادة جلالة الملك المفدى، والحرص على الدفع قدما بالمسيرة الوطنية المباركة، وحرصه على وحدته الوطنية في وجه من لا يريد الخير للمملكة خاصة مع الهجمات الإلكترونية والرسائل النصية التي تعرضت لها البحرين ومواطنيها خلال الأيام الماضية التي أطلقتها قوى لا تضمر سوى الشر للمملكة، ورمت إلى التأثير على سير العملية الانتخابية وترويع الناس ومنعهم من أداء ونيل أحد أهم حقوقهم المدنية والسياسية، وهو حق الانتخاب والمشاركة والانخراط في تداول الشأن العام. ومن الدوافع المهمة أيضا للمشاركة في الانتخابات حرص الناخبين على استكمال جهودهم التي بدأت في الجولة الأولى لإيصال الأفضل إلى المجلس النيابي والمجالس البلدية القادرين على الدفاع عن الوطن والتعبير عن مصالح ومطالب الناخبين، فالمواطن يعي أهمية المشاركة في الجولة الثانية للوصول إلى برلمان يعبر عنهم ويستطيع أن يرتقي بالمملكة. وكان الإقبال الكبير على الانتخابات في الخارج التي جرت في 29 سفارة وقنصلية وبعثة دبلوماسية للبحرين يوم 27 نوفمبر مؤشرا ذا دلالة على زيادة الإقبال المتوقعة في انتخابات الإعادة. أيضا فإن النجاح الذي تحقق في الجولة الأولى من الانتخابات سيكون دافعا آخر للناخبين على مواصلة هذا الجهد، فقد شهدت الجولة الأولى مشاركة 67% في الانتخابات النيابية و70% في الانتخابات البلدية، ومع اشتداد حدة المنافسة في الجولة الثانية وحشد المترشحين لكل قواهم لحسم المعركة الانتخابية لصالحهم فإن نسبة المشاركة من المتوقع أن ترتفع في هذه الجولة. إن العرس الديمقراطي الذي تعيشه مملكة البحرين أكد وجود إرادة شعبية لدعم مسيرة الإصلاح التي دشنها جلالة الملك المفدى، وأعطى دلالة واضحة على ارتفاع وعي المواطن السياسي، وإدراكه أهمية المرحلة التي تستدعي تغليب مصلحة الوطن على أي اعتبارات أخرى. إن النجاح الذي تحقق في الجولة الأولى الذي تستكمله الجولة الثانية جعل من المملكة محط اهتمام العالم الذي ينظر بكل إجلال وتقدير إلى الشعب البحريني الذي كان حريصا على ممارسة حقه الانتخابي وجسدت روح الانتماء والولاء للوطن، ولذلك لا عجب أن تنهال برقيات التهنئة من كل صوب من الدول الشقيقة والصديقة وأن تنهال الإشادات بهذا النجاح الكبير من المنظمات الإقليمية والدولية، من بينها مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والبرلمان العربي ومنظمة التعاون الإسلامي. وجاءت الإشادة من الدول الصديقة معبرة عن مدى التقدير للمسيرة الديمقراطية في مملكة البحرين، وأن مملكة البحرين أصبحت اليوم نموذجا حضاريا للحراك الديمقراطي على الصعيد الدولي من خلال المشاركة الواسعة في الانتخابات، إذ رحب وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستر بيرت بالختام الناجح للجولة الأولى من التصويت في الانتخابات البحرينية، وشدد على أن المملكة المتحدة ترحب بالتقدم المستمر وبالالتزام بالعملية الديمقراطية في البحرين. ورحبت الخارجية الأمريكية بالانتخابات النيابية والبلدية، وقالت المتحدثة باسمها هيذر نويرت إن الولايات المتحدة ترحب بأول جولة ناجحة من التصويت في الانتخابات البرلمانية والبلدية في البحرين، وتشجع على استمرار الالتزام بعملية سياسية شاملة وسلمية وديمقراطية مع عودة الناخبين إلى صناديق الاقتراع يوم السبت. إن الإقبال الكبير على صناديق الاقتراع دليل النضج السياسي لدى أبناء المجتمع، فالتصويت هو تلبية لنداء الواجب، وممارسة المواطن لحقه الدستوري الذي كفله ميثاق العمل الوطني ودستور البحرين المتمثل في حق الترشح والانتخاب، ورسالة واضحة للمجتمع الدولي أن البحرين تواصل مسيرة البناء الديمقراطي بعزم وإصرار خلف قيادتها الحكيمة ومشروعها الإصلاحي العظيم.

مشاركة :