قمة العشرين والخلافات السياسية

  • 12/1/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

انطلقت قمة الدول الأكبر اقتصاديا في العالم «قمة العشرين» في الأرجنتين أمس، وتضم الولايات المتحدة، الصين، الهند، إندونيسيا، اليابان، كوريا الجنوبية، المملكة العربية السعودية، جنوب أفريقيا، الأرجنتين، البرازيل، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، روسيا، تركيا، كندا، المكسيك، أستراليا، الاتحاد الأوروبي. وتحمل القمة في طياتها ملفات اقتصادية كبيرة بحضور قوي لزعماء هذه الاقتصادات الكبرى. ورغم أن القمة اقتصادية في مضمونها وشكلها إلا أن الجانب السياسي طغى على التغطيات الإعلامية المسبوقة، وقطعا تحضر الملفات السياسية على جانب القمة لما يمثله حضور الزعماء والرؤساء من أهمية، وهذا ما يظهره جدول اللقاءات الجانبية لرؤساء الوفود في القمة. تقول الأخبار العالمية إن قمة قادة دول مجموعة العشرين في الأرجنتين تخيم عليها توترات جديدة بشأن أوكرانيا وروسيا، وتزايد الانقسامات بسبب سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن التجارة والتغير المناخي. • وربما بعد إلغاء الرئيس الأمريكي ترمب لقاءه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، تتجه الأنظار إلى لقاء ترمب والرئيس الصيني شي جين بينغ للبحث في الخلافات التجارية بين البلدين، بعد فرض ترمب رسوما تقدر بـ 250 مليار دولار على السلع الصينية المستوردة، وربما يسعى اللقاء إلى التوصل إلى اتفاق يخفف حدة الخلاف. • خلافات عالمية سياسية واقتصادية ستكون على طاولة وعلى هامش قمة العشرين، وتقول الأخبار أيضا إن قضايا الالتزام للتخفيف من تداعيات التغير المناخي قد تشكل نقطة خلاف كبرى، لذلك انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأول الذين يرغبون في مواجهة التحديات الاقتصادية بخطابات نارية والانعزال وإغلاق الحدود، محذرا من أن فرنسا قد ترفض المضي قدما في اتفاق تجارة مع مجموعة «مركورسور» الأمريكية الجنوبية إذا انسحب الرئيس البرازيلي الجديد جاير بولسونارو من اتفاق باريس للمناخ. • وسط هذه المواضيع والقضايا الكبيرة تحضر السعودية، ويقول الكاتب السياسي عبدالرحمن الراشد في مقالة إن «السعودية وهي تشارك في قمة الدول الأكبر اقتصادا في العالم تقدمت هذا العام مقعدا، وللمفارقة فقد احتلت مرتبة تركيا التي تراجعت اقتصاديا خلف السعودية»، مشيرا إلى أن السعودية تشارك بعد إصلاحات جذرية طبقتها على كل الأصعدة التشريعية والضريبية ودور الحكومة في السوق، إضافة إلى أنها ستستضيف قمة العشرين مستقبلا. • رغم كثرة الخلافات السياسية العالمية على هامش قمة العشرين، إلا أن بعض وسائل الإعلام اهتمت بالحضور السعودي، خاصة حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيسا لوفد السعودية، وكان الاهتمام بجانبين، الأول يدل على أهمية الحضور وقوة السعودية اقتصاديا وتسارع خطواتها الإصلاحية بحضور مهندس الإصلاحات وقائد التطور فيها الأمير محمد بن سلمان، وجانب آخر من الاهتمام يحاول الإثارة والتحريض بشأن الحرب في اليمن، والتي بكل تأكيد أول من يسعى لإنهائها هي السعودية، فهي بلد السلام لا الحروب إلا أنها دخلتها مضطرة لوقف الاعتداءات الإيرانية على بلاد الأشقاء في اليمن، وهي تسعى للوقوف بجانب الحكومة اليمنية الشرعية بعد الانقلاب الحوثي بدعم إيراني، إضافة لوقف محاولات التدخل الإيرانية المغرضة في البلدان العربية، والتي لا تخفى على أحد، وحتى إيران نفسها لا تخفي أطماعها فيها. • السعودية دولة عظمى تسير ولا تُسيّر، دولة تمتلك من الحكمة ما يجعلها تقدر خطواتها الإصلاحية والدفاعية بحسب مصالحها وحقوقها. السعودية دولة لا تعتدي ولا تسمح لأحد بالاعتداء عليها، وتمتلك من القوة ما يمنحها الدفاع عن مصالحها وأراضيها، وهي لا تقود الحرب في اليمن وحدها، بل بتحالف دولي، مما يعني أن العالم يقتنع بخطواتها وسياستها.

مشاركة :