حوّل بعض الألمان شغفهم بالسيارات القديمة إلى مورد رزق يقتاتون منه، حيث يقومون بإعادة الحياة لهذه المركبات مستفيدين من حب وتعلق أصحابها بها، لكن ليس للسير مجددا على الطرقات، بل لاعتمادها ضمن قطع أثاث منزلية. برلين - بمجرد الإعلان عن أن السيارة أصبحت بلا قيمة، عادة يكون هذا وقت الاتصال بتاجر الخردة. ولكن في ألمانيا، توصل أصحاب السيارات من المبتكرين إلى بديل ممتع، وهو صنع قطع أثاث من السيارات القديمة. ووفقا لباولو تومينلي، الأستاذ في مجال التصميم بالجامعة الفنية في كولونيا، فإن هناك عددا من الأسباب وراء رغبة شخص ما في صنع قطع أثاث بمنزله من أجزاء من سيارات قديمة. وقال تومينلي إنها “مسألة تتعلق بالذوق والأسلوب، بالنسبة لما إذا كانت السيارة التي جرى تحويلها إلى قطعة أثاث تلائم بصورة جمالية الغرفة، ولكن الأمر يتعلق أيضا بالثقافة، إذ أن إعطاء سيارة قديمة مهمة جديدة، يظهر أن السيارة تعني الكثير لبعض الأشخاص". وتستخدم عادة السيارات المميزة لهذا النوع من التحويل، مثل سيارات كروز الأميركية ذات المؤخرة الممتدة، ولكن أيضا السيارات الصغيرة مثل فيات 500 وميني أو فولكس فاغن بيتل. وتابع تومينلي “الكثير من الأشخاص يحبون هذا التصميم الجديد. وعلى الأقل، تلائم أجزاء من هذه السيارات العديد من الشقق. وتجتذبهم الطرازات التي تنتمي للخمسينات والستينات بوجه خاص". ويمكن للذين لا يريدون أو لا يستطيعون القيام بأعمال التفكيك واللحام والتنجيد بأنفسهم، أن يلجأوا إلى مصنعين محترفين في مجال صنع قطع الأثاث باستخدام السيارات القديمة. ويقوم مايكل غويرمان بتصنيع الأثاث من قطع السيارات منذ عام 2013، قائلا “بعد عملية تجديد، تبقّى لدي رفرفين وغطاء لسيارة ستروين.دي.أس. لم أرد بيعها، لذلك صنعت أريكة منها". وأسس غويرمان عام 2017 علامة “ستايل كلاسيكز” التجارية ومنذ ذلك الحين يصنع الأثاث من أجزاء الطائرات أيضا. ويعمل غويرمان على تصنيع قطع منفردة وفقا لذوقه، ولكن أيضا يعمل على تصميم قطع وفقا لأذواق زبائنه. وأوضح “أفضّل التصنيع باستخدام قطع السيارات ذات الشكل الجميل والرائع، مهما كان نوع المكون". ويتم تحويل أعمدة أذرع التدوير إلى قواعد للمصابيح، وتحويل مرشحات الهواء إلى أغلفة لساعات المكتب، وتحويل مصاعد الطائرات إلى طاولات وأبواب الطائرات إلى أطر للصور. كما يمكن استخدام الأجنحة بأكملها كطاولات للمؤتمرات. وأضاف غويرمان أن “الزبائن يحبون ما هو غير معتاد ويريدون أن يروا الأشياء المعتادة في شكل جديد لتكون أغراضا ملفتة للنظر في المنزل أو المكتب". ويطلب الزبائن بصورة متكررة المصابيح والأضواء والطاولات، وجميعها أغراض تستخدم مرة واحدة، ويتم طَلاؤها بلون من اختيارهم. وشعر مارتن شلوند، من بلدة اندينجين أم كايسرشتول، بالقرب من مدينة فرايبورغ، بالانبهار على الفور، عندما رأى سيارة كاديلاك تحولت إلى أريكة على شاشة التلفزيون في الثمانينات. وفي ذلك الوقت كان يفتقر للوقت والمال، ولكن الفكرة علقت بذهنه. وبعد 12 عاما، تمكن أخيرا من تحويل سيارة ترابي 601 قديمة إلى أريكة وحاملة للمشروبات من أجل الاستخدام الشخصي. ومنذ ذلك الحين، يقوم بتصميم وصنع الأثاث وملحقاته للأشخاص الآخرين باستخدام قطع السيارات.