سرطان الجلد.. علامات صامتة ومخاطر شديدة

  • 12/2/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لا يختلف سرطان الجلد عن باقي السرطانات، فهو نمو غير طبيعي للخلايا الخبيثة، وهو قادر على الانتشار إلى أجزاء الجسم الأخرى، وتستهدف أنواعه كافة طبقات الجلد، ويعد الأكثر شيوعاً على مستوى العالم، وخاصة بين أصحاب البشرة الفاتحة؛ حيث يشكل حوالي 40% من حالات السرطان، ويرجع السبب الرئيسي في الإصابة إلى التعرض الطويل لأشعة الشمس؛ حيث إنها تؤثر سلباً في جلد الإنسان، وكذلك وجود الشامات الكثيرة في الجسم، وفى السطور القادمة يوضح الخبراء والاختصاصيون، مضاعفات وعلاج هذا المرض.  يقول الدكتور أحمد المشهور طبيب الأمراض الجلدية: إن سرطان الجلد (الميلانوما)، ورم خبيث يحدث نتيجة تكاثر مشوه لخلايا الجلد، يحدث في الشامات الموجودة على الجلد، وخاصة ممن يمتلكون أكثر من 100 شامة، ويظهر ذلك على شكل تغير في اللون (زيادة أو نقصان)، وعدم انتظام في الشكل، كنزف دموي، تقرح، وربما يستهدف الجلد السليم أيضاً، وعلى الرغم من أنه أكثر أنواع سرطانات الجلد خبثاً؛ لكنه الأقل شيوعاً وانتشاراً، وفي الغالب لا يشكو المصاب من أي أعراض، غير أنه مؤلم، ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به: التعرض المباشر والطويل لأشعة الشمس، وخاصة الذين يحترق جلدهم سريعاً، أو عن طريق الأجهزة التي تستخدم لتغيير لون البشرة للون الأسمر، إضافة إلى وجود قصة عائلية لإصابة أحد الأقرباء من الدرجة الأولى، التي ترفع من احتمالية الإصابة، وبشكل عام، فإن هذا السرطان يصيب أصحاب البشرة فاتحة اللون، أو كثيرة الشامات والنمش، كما ازدادت نسبة الإصابة به؛ نتيجة زيادة عدد صالونات «التسمير»، وأجهزه التنشيف الضوئية لطلاء الأظافر؛ حيث إن «الميلانوما» يصيب الأظافر أيضاً، كما أن كافة الأعمار مهددة به؛ لكنه نادراً ما يصيب الأطفال تحت 12 سنة، ويصيب الرجال والنساء تقريباً بنفس النسبة، كما أنه يعد خامس سرطان فتاكاً عند الرجال والسادس عند النساء، أما بالنسبة للأنواع الأقل خطورة من سرطانات الجلد الأخرى كالسرطان القاعدي أو السرطان الحرشفي، فربما ينتج عن مشاكل جلدية سابقة أو ندبات سابقة أو جروح، ومشكلات شمسية مزمنة، وغالباً ما نشهدها على الوجه والرأس.  أنواع  يوضح د. المشهور أنه أكثر سرطانات الجلد قاعدي الخلايا انتشاراً، ويعد الأقل خبثاً، ويظهر غالباً على المناطق المعرضة للشمس في الوجه أو الفروة، وإذا تم الشك فيه؛ فعلاجه يكون داخل العيادة بالكي أو الاستئصال الجراحي البسيط، أما النوع الثاني فهو الأقل شيوعاً، السرطان شائك الخلايا (الحرشفي)، ويعد من الأنواع المتوسطة الخطورة، وربما يظهر على الأذيات الجلدية القديمة، وأحياناً يشبه الثألول، يكون علاجه سهلاً بالاستئصال إذا تم اكتشاف الإصابة مبكراً، وتجدر الإشارة إلى أن البشرة العربية السمراء تتلاءم نسبياً مع الشمس القوية؛ لذلك فإن نسبة الإصابة بالميلانوما (الشكل الخبيث جداً من سرطان الجلد) قليلة نسبياً؛ لكن هذا لا يمنع من اتباع النصائح؛ وأهمها هي الوقاية والعلاج المبكر، ويمكن أن نلخصها بما يلي:  } فحص دوري عند طبيب الجلدية لمن تكثر لديهم الشامات، وخاصة في مناطق يصعب رؤيتها بشكل دوري مثل الظهر.  } عند ظهور آفة جلدية أو نتوء أو قرحة لا تزول خلال أسبوعين أو ثلاثة، يجب مراجعة طبيبك مباشرة فهي تختلف في خطة العلاج من استئصال بالعيادة بسيط، وتنتهي القصة إلى حالة خطرة، ربما تودي بحياة المريض خلال أشهر.  } عند التعرض المباشر للشمس المباشرة، يجب استخدام الواقي الشمسي الذي لا يقل عن SPF30.  } يجب المبادرة بفحص الجلد عند ملاحظة أي تغير، وكذلك الأظافر والأغشية المخاطية (الفم - المناطق التناسلية) فجميع سرطانات الجلد تشفى تماماً عند التشخيص المبكر.  تشخيص وأعراض  يشير الدكتور محمد دلة مختص الأمراض الجلدية، إلى أن سرطان الجلد يصيب كبار السن بشكل عام، وتزدادُ نسبة حدوثه بكافة أنواعه مع التقدّم بالعمر، ويمكن أن يحدث في عمر مبكر في الـ15 وبشكل نادر يحدث للأطفال، وتعد العلامات السريرية لسرطان الجلد متنوعة، وهي تكون بحسب نوع السرطان وموضعه وزمن حدوثه ولون جلد المريض وغيرها من الأعراض، وتظهر عموماً على شكل نمو كتلة ورمية على سطح الجلد، التي يمكن أن تكون بلون الجلد، أو حمراء، بلون بني أو أسود، ويمكن أن تكون الآفة صغيرة بحجم ميليمترات قليلة أو كبيرة بحجم سنتيمترات حسب عمر الإصابة، وفي بعض الحالات يكون سطح السرطان الجلدي متماسكاً أو متقرحاً ونازفاً تعلوه القشور، وتكون الظواهر المرضية كالآتي :-  } السرطان قاعدي الخلايا هو الأكثر شيوعاً، وتبدأ أعراضه على هيئة نتوءٍ لؤلؤي الشكل، يشبه الشمع ويكبر حجماً ويزداد عدداً تدريجياً وببطء، ويتقرح لاحقاً لتعلوه قشرة نزفية، تأخذ لوناً أحمر وردياً أو بنياً أو أسود، ويكونُ محيطها محدداً وواضحاً، ويصيب الوجه بشكل شائع، ويظهر على الجذع ومؤخرة العنق وأماكن أخرى في سطح الجلد؛ لتأخذ أشكالاً سريريةً مختلفةً وأحياناً مثل ندبة منبسطة بلون الجلد أو مصطبغة بلونٍ بنيّ على الصدر أو الظهر، وعادة لا يكون هذا النوع مؤلماً ولكن يمكنُ أن ينتج عنه عدوى جرثومية ثانوية فتصبح الآفة متورمة ومؤلمة.  } السرطان شائكة الخلايا، وهى شائعة الحدوث ولكنها أقل من السرطان قاعدي الخلايا، وتظهر على شكلِ كتلة مرتشحة صلبة القوام بلون أحمر وذات محيط قليل الوضوح، ويكثر حدوثها على الوجه والشفتين والأذنين ومؤخرة الرقبة، ويمكن أن تصيب الذراعين وراحة اليد، القدم، الجذع والأغشية المخاطية للفم والأنف والمنطقة الشرجية والتناسلية.  - الورم الميلاني (القتاميني) الخبيث «المِلانوم الخبيث» الذي ينشأ على حساب الخلايا المِلانية (الصباغية) في الجلد، ويكون لونه أسمر، ويعتبر أخطر أنواع السرطان التي تصيب الإنسان بسبب انتشاره السريع في أنحاء الجسم المختلفة لينتهي بوفاة المريض المصاب، وهو يظهر في أي مكان من الجسم على جلد سليم وطبيعي تماماً، أو على شامة موجودة مسبقاً، ويكثُر حدوث المِلانوم الخبيث على أماكن الجسم المكشوفة والمعرضة للشمس، أو المغطاة، ويستهدف عادةً الأنف والرأس والرقبة عند الرجال، وإصابة الذراعين والساقين عند النساء، من مختلف الأعراق والأجناس والألوان بمن فيهم ذوو البشرة الداكنة جداً؛ حيثُ يكثُر وجوده بخاصة على مناطق الجسم التي لا تتعرض لأشعة الشمس، وتتضمن العلاماتُ السريريةُ للورم الميلاني الخبيث ظهور بقعة بنية كبيرة غيرِ متجانسة اللون وذات رقطات داكنة وفاتحة، أو آفة صغيرة ذات حدود غير منتظمة.  طرق تشخيصية  يفيد د. دله، بأن سرطان الجلد يشخص بالفحص السريري العياني من قبل الطبيب الاختصاصي في طب الجلد، ويجب تأكيد التشخيص في جميع الحالات الواضحة سريرياً والمشتبه بالفحص النسيجي التشريحي المرضي للآفة، عن طريق أخذ عينة منها (الخزعة الجلدية) وفحصها مجهرياً بالتلوين النسيجي الهيماتوكسيلين - أيوزين من قبل الطبيب الاختصاصي بالتشريح المرضي، وربما يحتاج الطبيبُ لإجراء الفحص بالتلوينات النسيجية والمناعية الخاصة، وفي الحالات المتقدمة للمرض يتم اللجوء إلى الفحوصات الإضافية مثل التصوير الشعاعي وأخذ خزعة من العقد اللمفاوية من أجل كشف انتقال المرض إليها وغير ذلك من الاختبارات.  مضاعفات وعلاجات  تذكر الدكتورة ملداء الداودي، أخصائية الأمراض الجلدية والتجميلية، أنه عندما يتعلق الأمر بسرطان الجلد، فإن معظم الناس لا يدركون المضاعفات والمخاطر التي ينطوي عليها ذلك إلا بعد فوات الأوان، بينما تشمل المضاعفات الشائعة تكرار الإصابة بسرطان الجلد وانتشار الخلايا السرطانية إلى مناطق أخرى من الجلد، كما أن هناك احتمال أن الخلايا السرطانية تنتشر في العضلات والأعصاب والأعضاء في الجسم، وهذا ما يسمى بالورم الخبيث، ولذلك فإن الفحوصات المنتظمة، وتجنب التعرض الكثيف لأشعة الشمس، واتباع تعليمات الطبيب المعالج، من شأنه أن يقلل من فرص حدوث مضاعفات في المستقبل، ويقلل من خطر تكرار الإصابة أو حدوث ورم خبيث، وتختلف خطة علاج سرطان الجلد مع العديد من العوامل مثل نوع ومرحلة وحجم وموقع الخلايا السرطانية، وتعد أكثر الطرق فعالية لإزالة الخلايا السرطانية من الجلد هي كالآتي:  } العلاج الإشعاعي، الذي يستخدم في حزم طاقة عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية في المنطقة المستهدفة.  } العلاج بالتبريد، حيث يساعد في تجميد وتدمير الخلايا السرطانية أو النمو السرطاني باستخدام النيتروجين السائل.  } العلاج الكيماوي، حيث يؤخذ الدواء عن طريق الفم، ويتم تطبيقه محلياً أو يتم إدخاله عن طريق الحقن الوريدي أو الحقن لقتل الخلايا السرطانية.  } الاستئصال الجراحي، وهو يتم باستئصال المنطقة السرطانية بأكملها (العقدة أو الانتفاخ أو النمو) مع بعض الأنسجة السليمة المحيطة بها،  مايقلل من فرص انتشار الخلايا السرطانية، وينقص من خطر تكرارها.  } بعض العلاجات الأخرى التي تشمل الكحت والكهرباء، العلاج الضوئي، والبيولوجي، والمناعي.  تدابير وقائية  تؤكد د. ملداء، أن هناك بعض الوسائل الممكنة التي تقوم بدور الوقاية من سرطان الجلد، حيث إن معظم الأشخاص غير مدركين لخطوات الوقاية أو تقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد بالسهولة التي تبدو عليها، وتشمل الخطوات الأساسية في الابتعاد عن الشمس واستخدام الواقي القوي من الأشعة، فعلى الرغم من أنها ربما لا تبدو كبيرة، إلاّ أنها مؤثرة، وكذلك تجنب الشمس أمر شبه مستحيل، خاصة في الشرق الأوسط، ولذلك فإن التقليل من مخاطر الإصابة بسرطان الجلد بشكل كبير تتمثل في :-  } تجنب الشمس عندما تكون أشعتها قوية، وخاصة في الفترات من الساعة 10:00 حتي 4:00 مساء بقدر ما تستطيع.  } الابتعاد عن الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الشمس وأي سوائل أخرى، حيث إنها تتسبب في ظهور التجاعيد قبل الأوان، وأيضاً الخطوط الدقيقة وترهل الجلد في عمر مبكر.  } اختيار كريم جيد للحماية من أشعة الشمس، ليكون حاجباً فعالاً ويعمل على تقليل الضرر.  } المواظبة على الفحوصات الذاتية المنتظمة، مع الطبيب للكشف عن المراحل المبكرة من سرطان الجلد، حتى يتم القضاء على الخلايا السرطانية وهى ضعيفة.

مشاركة :