رحيل الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب عن 94 عامًا

  • 12/2/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

توفي الجمعة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب الذي كان على رأس الولايات المتحدة في نهاية الحرب الباردة، وحرر الكويت من القوات العراقية في عهد صدام حسين، وذلك بعد أشهر فقط على وفاة زوجته باربارا. ونعت الطبقة السياسية الرئيس الأسبق مشيدة بالإجماع به. وأعلن وفاة جورج بوش ابنه الرئيس الأسبق جورج ووكر بوش في وقت متأخر الجمعة. وقال في بيان نشره الناطق باسم العائلة على موقع «تويتر»: «يحزننا أنا وجيب ونيل ومارفن ودورو أن نعلن وفاة والدنا العزيز بعد 94 عاما مميزة». وأضاف جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة من 2001 إلى 2009، أن والده جورج هربرت ووكر بوش «كان من أرفع الشخصيات وأفضل أب يتمناه أي ابن أو ابنة». وتأتي وفاة جورج بوش الأب بعد أشهر على وفاة زوجته لـ73 عاما بربارا بوش في ابريل الماضي. وقد كان في وضع صحي سيئ وأدخل المستشفى مرات عدة في السنوات الأخيرة. ولجورج بوش الأب خمسة أبناء و17 حفيدا. وجورج بوش الأب هو ابن سيناتور وأصبح عضوا في الكونغرس ومديرا لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، ثم نائبا لرئيس الولايات المتحدة قبل أن يتولى الرئاسة من 1989 إلى 1993. وهو والد حاكمي ولاية أصبح أحدهما وهو ابنه الأكبر جورج دبليو بوش رئيسا. وابنه الثاني جيب يعمل في السياسة أيضا وترشح للانتخابات الرئاسية التمهيدية للحزب الجمهوري في 2016، لكنه هزم أمام دونالد ترامب. وأوضحت عائلة الرئيس الأسبق أنه توفي في هيوستن بولاية تكساس محاطا بافراد عائلته. وقالت إن الترتيبات المتعلقة بجنازته ستعلن في الوقت المناسب. لكن جثمان الرئيس الحادي والأربعين للولايات المتحدة يفترض أن ينقل إلى واشنطن من أجل تكريم وطني. نظام عالمي جديد ولد جورج هربرت ووكر بوش في 12 يونيو 1924 في ميلتون بولاية ماساتشوستس لعائلة غنية في هذه المنطقة، واضطر لوضع طموحاته السياسية جانيا للانضمام إلى سلاح البحرية الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية. وأصبح جورج بوش في سن الثامنة عشرة أصغر طيار حربي فيها. وقد نجا من سقوط طائرته التي أصابها اليابانيون في 1944 فوق المحيط الهادئ. وبعد تسريحه، بدأ بالعمل في الصناعة النفطية ثم انتخب عضوا في مجلس النواب. وبعد ذلك تولى رئاسة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) قبل أن يصبح نائبا للرئيس في عهد رونالد ريغن. وفي 1988 أصبح رئيسا للولايات المتحدة على أثر انتخابات فاز فيها على الديمقراطي مايكل ديوكاكيس. تزامنت ولايته الرئاسية التي استمرت من 1989 إلى 1993 مع انتهاء الحرب الباردة. وقد أعلن في 1990 «النظام العالمي الجديد»، وقاد حملة إخراج القوات العراقية من الكويت على رأس تحالف ضم 32 بلدا، لكنه رأى أن التدخل في الشرق الأوسط ينذر بفوضى قادمة. ولم ينتخب بوش لولاية رئاسية ثانية وهزم في انتخابات 1992 أمام خصمه الديمقراطي بيل كلينتون. وقال بيل كلينتون في رسالة وجهها باسمه وباسم زوجته إن «قلة من الأمريكيين يمكنهم أو سيتمكنون من منافسة الرئيس بوش في الطريقة التي خدم فيها الولايات المتحدة». وبعد مغادرته البيت الأبيض، كرس جورج بوش الأب وقته للأعمال الخيرية، خصوصا عندما تعرضت الولايات المتحدة أو دول مجاورة لكوارث. ومع بيل كلينتون، أسهم في جمع تبرعات لضحايا تسونامي 2004 في آسيا ولمنكوبي الزلزال الذي ضرب هايتي في 2010. وقد ظهر في الاونة الاخيرة الى جانب بيل كلينتون وجيمي كارتر وباراك أوباما وابنه جورج ووكر بوش، لجمع أموال ومساعدة ضحايا أعصار في تكساس في 2017. ردود فعل واسعة على رحيله وعلى الإثر، توالت ردود الفعل أمس على وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق وشملت الوسط السياسي وعالم الأعمال، إضافة الى مشاهير هوليوود. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: «بأصالته وروحه والتزامه الثابت بالإيمان والعائلة وبلده، شكل الرئيس بوش مصدر إلهام لأجيال من المواطنين الأمريكيين، وهو رئيس فتح الباب أمام عقود الازدهار التي تلت». وأما أوباما فقد أشار إلى أن «فقدت أمريكا وطنيا وخادما متواضعا» أتاح عمله «الحد من آفة الاسلحة النووية وتشكيل ائتلاف دولي لطرد ديكتاتور من الكويت»، وأسهمت دبلوماسيته «في إنهاء الحرب الباردة من دون طلقة نار واحدة». من جهته، قال الزعيم السوفيتي الأخير ميخائيل غورباتشيف: «كان شريكا فعليا وكانت لنا فرصة العمل معا في حقبة تغيرات هائلة (...)، الأمر الذي أدى الى نهاية الحرب الباردة وسباق التسلح».

مشاركة :