قال عدد من أصحاب المتاحف الخاصة المشاركين في البرنامج التأهيلي لأبناء أصحاب المتاحف الخاصة الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمتحف الوطني بالرياض مؤخراً، أن البرنامج قدم منظورا جديد لإدارة المتاحف الخاصة، مشيرين إلى أن تجمع هذ العدد من أصحاب المتاحف الخاصة من جميع مناطق المملكة أسهم بتبادل التجارب والخبرات بينهم، والاطلاع على طرق عرض وحفظ متنوعة في كل متحف، وأوضح حيدر الناصر، صاحب متحف الناصر في قرية التهيمية بالأحساء، أن البرنامج التأهيلي لأبناء أصحاب المتاحف الخاصة قدم تغييرا جذريا لفكرة المتاحف الخاصة التي اعتدنا عليها، مشيرا إلى أنه بدأ في تغيير ترتيب القطع في المتحف والاقتصار على القطع البسيطة وعدم تكرار عرضها، وبين أنه قام في إطار جذب مزيد من الزوار والسياح إلى المتحف بنقل متحفه إلى مدينة جواثا السياحية التي تعد من أهم مناطق الجذب السياحي في محافظة الأحساء، كما سيشرع في تغيير طرق العرض في المتحف إلى طرق بسيطة وجاذبة للسياح، والاستفادة بشكل أكبر من وسائل التواصل الاجتماعي. من جهته أشاد سطام نواف الخالدي، ابن صاحب متحف وملتقى الخالدي بمنطقة الجوف، بالبرنامج للأهمية الكبيرة التي يقدمها في تطوير إدارة المتاحف الخاصة، سواء في طريقة عرض القطع الأثرية ووصفها وطريقة ترميمها وغيرها، وأوضح أن تجمع عدد من أصحاب المتاحف الخاصة في مكان واحد من خلال هذا البرنامج انعكس في تطوير معلوماته لطرق العرض في المتاحف وشرحهم للقطع الأثرية وجذبهم للسياح، مقدما شكره إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على تنظيم مثل هذه الدورات التي تظهر نتائجها في تطوير المتاحف الخاصة والمحافظة عليها ونقلها للأجيال القادمة. وأفاد الخالدي أن عملية جذب للزوار إلى متحفه عملية يومية ومستمرة بالنسبة له، مشيرا إلى أنه قام مؤخرا بتصميم مجسمات عن عدد من المواقع الأثرية في منطقة الجوف مثل مسجد عمر وآثار الرجاجيل وقلعة زعبل أمام الشارع العام الذي يقع عليه المتحف كوسيلة جذب مزيد من الزوار والسياح. حماة التراث في المملكة بدوره أكد حمد علي دقدقي، صاحب متحف البيوت الجبلية في القرية التراثية بمنطقة جازان، أن البرنامج يعد نقلة في حياته كواحد من أصحاب المتاحف الخاصة نظرا للفوائد المهمة التي استفاد منها في إدارة متحفه، فضلا عن الزيارات التي قاموا بها ضمن البرنامج لعدد من المتاحف الخاصة بالرياض، وأعرب عن أمله في تنظيم البرنامج في جميع مناطق المملكة ليستفيد منه جميع أصحاب المتاحف الخاصة في المملكة، مقدما شكره إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على هذا البرنامج الذي جمع حماة التراث في المملكة، وبين أنه يشرك أبناءه وأبناء إخوانه في العناية بالمتحف ونظافته، ويقومون بشرح محتويات المتحف للزوار، مشيرا إلى أن هذه رسالة منه للجيل القادم للحفاظ على هذا الإرث الذي يعد هويتنا الوطنية، لافتا إلى أنه يستقطب الزوار والأجانب الذين يزورن منطقة جازان لمشاهدة المتحف والقرية التراثية. وعبر سليمان الضويحي، ابن صاحب متحف عبدالرحمن الضويحي في محافظة الزلفي، عن أمله في تعميم خاصية تعريف القطع الأثرية من خلال توظيف التقنية في التراث في جميع المتاحف الخاصة في المملكة، مشيرا إلى أنه حاصل على براءة اختراع من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في هذا المجال الذي أسهم في تسهيل إدارته للمتحف. وشدد أن اهتمام الهيئة بأبناء أصحاب المتاحف يطور المتاحف ويضمن استمراريتها، مشيرا إلى أن أحد أبنائه يعمل مرشدا سياحيا في المتحف، مقدما شكره للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني على تنظيم هذه البرامج التي تساعد في تطوير أساليب العرض المتاحف، وبين أن لديه شراكات مجتمعية مع إدارة التعليم في محافظة الزلفي، كما قام بعمل فصل دراسي في المتحف، ويتميز بأكثر من عرض متحفي، فضلا عن استخدم وسائل التواصل الاجتماعي، وتأسيس أعضاء في المتحف باسم "أصدقاء المتحف" يتولون إدارة المتحف أثناء غيابي وهم شريك أساسي، وذلك سعيا منه في جذب أكبر عدد من الزوار للمتحف. وأوضح، م. سعيد القحطاني مستشار التراث والمتاحف، رئيس إدارة المتاحف الخاصة بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن الهيئة نظمت البرنامج التأهيلي لأبناء أصحاب المتاحف الخاصة كأحد مشروعات برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، مشيرا إلى أنه يحظى بمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، لما له من أهمية في نقل المعارف والخبرات من الآباء إلى الأبناء. وأبان أن مدة البرنامج ثمانية أشهر استفاد منه 120 من أصحاب وأبناء المتاحف الخاصة من جميع مناطق المملكة، يمثلون 60 % من أصحاب المتاحف المرخصة وهي 200 متحف مرخصة، حيث تضمن عددا من ورش العمل وعرض تجارب لأصحاب المتاحف الخاصة، وأوضح أن الهيئة ستقدم مجموعة من الحوافز لأصحاب المتاحف الخاصة، منها مشروع اللوحات الإرشادية للمتاحف حيث يجري العمل على تركيبها، ومشروع التصنيف للمتاحف الخاصة لفئات (أ - ب - ج) حسب تنوع الأنشطة ومستوى المعروضات وتوثيق السجلات، ومشروع تسجيل بطاقات تعريفية على المعروضات التراثية بأسلوب علمي منظم، إضافة إلى مشروع تسجيل القطع على الموقع الإلكتروني بحيث تكون جميع العمليات الإجرائية من التراخيص والتصنيف ونقل المتحف من منطقة إلى منطقة تتم وفق نموذج إلكتروني تعمل عليه الهيئة، يبدأ هذا النموذج من صاحب المتحف نفسه وينتهي به مرورا بمسؤولي الهيئة بحيث يتم الاستغناء عن المعاملات الورقية، مشيرا إلى قرب تنظيم الملتقى الخامس لأصحاب المتاحف الخاصة الذي سيبنى على تجارب أصحاب المتاحف الخاصة وسيحاول تلمس احتياجاتهم. وبين أن اهتمام الهيئة بالمتاحف الخاصة ينطلق من تكامل عناصر التراث الوطني، مشيرا إلى وجود علاقة وثيقة بين عمل المتاحف الخاصة في مواقع التراث العمراني، وعلاقة وثيقة بين الحرف والصناعات اليدوية والمتاحف، حيث تجد بعض أصحاب الحرف يعملون في المتاحف، وأكد القحطاني تثمين جهود أصحاب المتاحف الخاصة في المحافظة على متاحفهم وجعلها عوامل جذب سياحي للزوار. سعيد القحطاني تشغيل المتاحف الخاصة بمنظور جديد يخدم النمو السياحي
مشاركة :