قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}، فقبل أيام ودَّع أهالي سدير «صالح بن سليمان الزكري» الذي أمضى من عمره الخمسين عاماً أميراً لحوطة سدير «سابقاً» خلفاً لوالده -رحمهما الله- ومدى إخلاصه الكبير لدينه وملكه ووطنه. لقد حزن الجميع على فراق أبو فهد، وأبقى في القلوب أثراً كبيراً للمحبة والاحترام، وذلك لما يتصف به -رحمه الله- بالصدق والتواضع وابتسامته التي تعكس جمال روحه ومساعدته للمحتاجين وكلماته وتوجيهاته بكل عفوية استحوذت على القلوب بمن يلتقي بهم، وحرصه التام على القيام بالواجبات الاجتماعية، فقد دأب -رحمه الله- على زيارة المرضى وزيارة كبار السن وحرصه الشديد على مشاركة الأهالي في مختلف المناسبات وإن كان مشغولاً في عدم الحضور ينوب أحد أبنائه لحضورها، كانت حياته حافلة بالكثير من أعمال الخير وحريص كل الحرص على أن يجعل من مدينته حوطة سدير والمدن التابعة لها أن تكتمل بها الخدمات، فلا يكل ولا يمل بل هو دائم السفر للرياض «العاصمة « لكي يلتقي المسؤولين في مراجعة مطالب الأهالي في مختلف القطاعات الحكومية والخدمات البلدية والصحية وغيرها .... وبتوفيق من الله قد تكللت تلك الجهود بالتوفيق والنجاح، والحديث عن تلك الجهود الكبيرة يطول ولا يتسع المجال ..... ولا زلت أتذكر نصائحه وتوجيهاته التي كان يسديها لي خلال الخمس عشر عاماً التي كنت أكتب خلالها عبر الصحافة الملاحظات والاقتراحات لمدينتي حوطة سدير لمختلف القطاعات وما نتج عنها من إيجابيات ولله الحمد، لقد اكتسب صالح الزكري محبة الناس له بحسن خُلقه وحبه لأعمال الخير، واستقباله ومجالسته للأهالي في مختلف المناسبات. إن الحياة الدنيا لا تنقطع للمرء بموته، بل هي متصلة بعد مماته بأثره الطيب الذي يتركه فيُذكر ويثنى عليه، فيكون سبباً لعفو الله تعالى عنه، واكتسابه أيضًا الدعاء من الناس بالمغفرة وحُسن المآب. قال الشاعر: قد مات قوم وما ماتت مآثرُهم وعاش قوم وهم في الناس أمواتُ رحم الله صالح بن سليمان الزكري وأسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
مشاركة :