لبنان: اتصالات رفيعة لاحتواء «حادثة الجاهلية»

  • 12/2/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – أنديرا مطر – طغت حادثة بلدة الجاهلية على المشهد اللبناني امس، واستدعت تحركا على أعلى المستويات في محاولة لتطويق تداعياتها خاصة بعد وفاة مرافق الوزير السابق وئام وهاب، محمد ابو ذياب الذي اصيب اثناء مداهمة قوّة من فرع المعلومات منزل وهاب لإحضاره أمام التحقيق. حادثة الجاهلية اطلقت المخاوف من انفلات الامور امنيا، في ظل ازمة سياسية وحكومية مستفحلة، «لا بصيص امل فيها» على حد قول البطريرك الماروني بشارة الراعي امس. مصدر نيابي اعتبر في اتصال مع القبس ان الاقطاب اللبنانيين على اختلاف توجهاتهم يدركون ان اهتزاز الامن في البلاد لعبة خطرة لن تستثني أحدا من نيرانها. ولا يستبعد ان تعيد حادثة الجاهلية احياء المسار الحكومي، خشية من انحدار البلاد نحو فوضى امنية، متوقعا مبادرة جدية من رئيس الجمهورية ميشال عون تنقذ ما يمكن انقاذه. ويضيف المصدر أن الازمة الحكومية المستفحلة بما خلفته من اصطفافات شكلت فرصة ذهبية للنظام السوري لاستعادة الدور الذي مارسه على الساحة اللبنانية طيلة فترة وصايته على لبنان. ويعتبر ما جرى في الجاهلية، وما سبقه من التحضير لعراضات «وهابية» كانت تنوي التوجه الى المختارة، الغرض منه توجيه رسالة الى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط لمواقفه الراسخة من هذا النظام منذ اندلاع الازمة السورية مرورا بهجوم داعش على محافظة السويداء في يوليو الماضي، الذي اعتبره جنبلاط منسقا مع النظام، وصولا الى موقفه من توزير النواب السنة من حلفاء حزب الله والنظام السوري وتسميتهم بـ «سنّة علي مملوك». تشييع.. ومواقف وفي أجواء من الغضب، شيعت بلدة الجاهلية في الشوف مرافق وهاب محمد ابو ذياب الذي توفي متأثراً بجروح اصيب بها اثر تعرضه لاطلاق نار خلال حادثة الجاهلية اول من امس. وألقى وهاب كلمة رثى فيها مرافقه، وقال: «الجبل خط احمر وسلامة لبنان خط احمر. لان دماءك لن تكون رخيصة»، وشكر وهاب طلال ارسلان على موقفه موجها له النداء «لنكون صفا واحدا»، إضافة الى فيصل الداوود والنائب السابق فادي الاعور والحزب السوري القومي الاجتماعي وكل القوى المؤمنة بعروبة لبنان كي لا يتم استفرادنا كل يوم. وتابع: «كلنا تحت سقف الدولة التي تحمينا وكلنا ثقة بالجيش اللبناني، الذي تلافى فتنة كبيرة، واني اؤكد اننا سنفعل كل شيء ضمن القانون، ولكن ليس القانون المنحاز». ورغم بيان قوى الأمن اللبناني الذي قال ان «أبو ذياب» أصيب بنيران مرافقيه، أصر وهاب على تحميل الحريري المسؤولية، وقال: «على الحريري و(سمير) حمود و(عماد) عثمان تحمل مسؤولية العملية القذرة التي كانت تهدف لقتلي لا مرافقي». وقال بيان لحزب التوحيد الذي يرأسه وهاب: «دم محمد أبوذياب غال جدا، وكل قطرة منه ستدفعون ثمنها غاليا». «الاشتراكي» يعزي وتوجه الحزب التقدمي الإشتراكي بالتعزية بوفاة أبو ذياب وقال في بيان «إن الحزب يعود ليؤكد أننا كنّا بغنى عن هذه الخسارة الأليمة، وعن كل ما جرى نتيجة الحالة الأمنية الشاذة التي يمثلها البعض، والتي طالما استهدفت استباحة الجبل في أمنه وسلمه وبسبب منطق الخروج عن القانون والعبث بالامن، والذي حظي برعاية وتغطية ما». واكد الحزب على مسؤولية القضاء في متابعة التحقيقات مع كل الموقوفين والمطلوبين. النائب عن حزب الله محمد رعد تطرق الى حادثة الجاهلية خلال احتفال تأبيني في النبطية، فرأى «أن ما حصل من إرسال قوة مؤللة تحت حجة تبليغ دعوى للحضور إلى المحكمة، فيه تجاوز للقانون وأمر كان يخفي نية اعتقال لإذلال الشخص المطلوب وسوقه خلال أيام العطل ليبقى محتجزا حتى يبيت ليوم الإثنين والثلاثاء». مضيفا ان على المسؤولين ان يترفعوا عن مثل هذه الأساليب، «خصوصا أنهم ما زالوا يقدمون أوراق اعتمادهم. حتى الآن لا يستطيعون أن يشكلوا حكومة». رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان شن هجوما على جنبلاط وعلى فرع المعلومات، وقال بعد ساعات على مقتل أبو ذياب «مبروك لـفرع المعلومات هذه العراضة المعيبة التي حصلت في الجاهلية، ومبروك على الذي أصدر الأمر الهميوني. ومبروك لوليد جنبلاط على استباحة الجبل والقرى تحت شعار تطبيق القانون القائم على الصيف والشتاء تحت سقف واحد..».

مشاركة :