اكتسبت زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود إلى موريتانيا أهمية خاصة باعتبارها زيارة أول مسؤول سعودي رفيع المستوى منذ أربعة عقود إلى موريتانيا، وهو ما عزز العلاقة بين البلدين إلى مستويات غير مسبوقة في تاريخها. وجاءت هذه الزيارة التاريخية كما وصفت في الإعلام الموريتاني في لحظة يشهد البلدان توافقاً في وجهات النظر حيال عديد القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مرحلة مهمة نظراً للظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية من جانب، والدور الذي يقوم به الأمير محمد بن سلمان في تنسيق جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، من جانب آخر. وتأتي زيارة ولي العهد لنواكشط بعد جولة ناجحة قام بها لعدد من الدول العربية الشقيقة، حيث بدأت بزيارة دولة الإمارات ثم البحرين ومصر وتونس لتكون أول زيارة بعد ترؤس ولي العهد وفد السعودية وهي "الدولة العربية الوحيدة في مجموعة العشرين"، إلى موريتانيا التي تزينت عاصمتها بالأعلام السعودية قبيل زيارة ولي العهد. وتندرج الزيارة التاريخية لولي العهد لموريتانيا في سياق مواصلة التشاور والتنسيق بين المملكة العربية السعودية وموريتانيا بشأن المسائل الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ضوء ما تشهده المنطقة من مستجدات متسارعة تتطلب توحيد الرؤى وتنسيق المواقف بين البلدين. وتدرك موريتانيا الجهود الكبيرة التي يقوم بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمكافحة الإرهاب، حيث تعتبر عضواً في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب المكون من 34 دولة بقيادة السعودية، حيث يولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أهمية كبيرة في مكافحة الإرهاب، وقد أكد حين أعلن عن التحالف أن "تشكيله جاء حرصاً من العالم الإسلامي على محاربة هذا الداء، وكي يكون شريكاً للعالم كمجموعة دول في محاربة هذا الداء". وتتوافق السعودية وموريتانيا حيال عديد القضايا ولعل أبرزها ما أعلنته موريتانيا رسميّاً في يونيو 2017 بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دولة قطر؛ وذلك في أعقاب اتهام قطر بدعم الإرهاب والجماعات المتطرفة، وتحالفاتها مع إيران راعية الإرهاب بالمنطقة.
مشاركة :