زيارة ولي العهد للأردن.. تعميق وتعزيز للعلاقات المشتركة

  • 6/22/2022
  • 00:54
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تأتي زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان إلى المملكة الأردنية الهاشمية، في إطار حرصه على تعميق وتعزيز علاقات المملكة مع الدول العربية، وتأكيدا على أهمية دور المملكة وما تشكله من عمق استراتيجي في المحيطين الإقليمي والعربي.ويعكس ترؤس ولي العهد لمجلس التنسيق السعودي الأردني الذي تأسس في عام 2016، اهتمامه بالعلاقات مع الأردن، إذ يتولى المجلس الإشراف على إعداد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية الهادفة إلى تنمية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، ومتابعة تنفيذ البرامج والمشروعات المشتركة، بما يحقق آمال وتطلعات قيادتي البلدين وشعبيهما الشقيقين.وشهدت العقود الماضية عددا من مبادرات الشراكة والتعاون بين المملكة والأردن في مجال العمل الخيري الرسمي والشعبي، سواء عبر الدور الذي يؤديه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أو الشراكة بين مدينة الأمير سلطان الخيرية ومؤسسة الحسين للسرطان، وكذلك عبر المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات الذي تأسس عام 1974، وتتحمل وزارة التعليم السعودية تأمين ميزانيته الكاملة والإشراف الإداري والفني، فيما تقدم وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية التسهيلات اللازمة لعمل المركز، وغيرها من النماذج المماثلة للتعاون في هذا المجال.تعزيز فرص التعاون: شهدت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى الأردن في عام 2017، توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم، شملت العديد من مجالات التعاون بين حكومتي البلدين. تطورت العلاقات الاقتصادية بين البلدين حيث تجاوز حجم الاستثمارات السعودية في الأردن 13 مليار دولار، في قطاعات النقل، والبنية التحتية، والطاقة، والقطاعين المالي والتجاري، وقطاع الإنشاءات السياحية، وفي المقابل بلغ حجم الاستثمارات الأردنية في المملكة 5.84 مليارات دولار. في إطار التعاون الاستثماري المشترك، أعلن خلال زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز للأردن في عام 2017، عن إنشاء شركة صندوق الاستثمارات السعودي الأردني برأسمال بلغ 3 مليارات دولار، وأطلقت الشركة مشروعا للرعاية الصحية، يبلغ حجم الاستثمار فيه نحو 400 مليون دولار، ويتكون من مستشفى جامعي بسعة 300 سرير، و60 عيادة خارجية، وجامعة طبية بسعة 600 مقعد، بمعدل 100 مقعد لكل عام دراسي. تحتل المملكة المرتبة الثانية كشريك تجاري لصادرات الأردن، والمرتبة الثالثة كشريك تجاري لواردات الأردن، وتشمل مجالات التعاون بين البلدين قطاعات النقل والخدمات والبنية التحتية والطاقة والقطاع المالي والتجاري، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السنوات الست الماضية 81 مليار ريال (21.6 مليار دولار)، وتجاوز حجم الصادرات السعودية غير النفطية في 2021 حاجز الـ5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار). أسهم صندوق التنمية الصناعية السعودي في دعم وتمويل 62 مشروع مشتركا مع الأردن، بقيمة تمويل تزيد على 5.4 مليارات ريال، ويوجد 38 مصنعا باستثمارات أردنية في المدن الصناعية السعودية، وذلك في عدد من المجالات، مثل: صناعة الأجهزة الكهربائية، المعادن، التصنيع الغذائي، المطاط والبلاستيك، الصناعات الطبية، وغيرها. عملت المملكة مع الأردن على تعزيز جهود التعاون المشترك في مجال الاقتصاد الرقمي، من خلال منظمة التعاون الرقمي التي تم إطلاقها بشكل مشترك في نهاية عام 2020، كما عمل البلدان على تطوير برامج تدريبية مشاركة لبناء القدرات في مجال المعلومات، لزيادة مهارات التقنية وتنمية رأس المال البشري، حيث تم عقد مجموعة من الدورات في مجال التقنيات الناشئة بالتعاون بين وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وعدد من الشركات الأردنية المتخصصة في هذا المجال. يسعى البلدان إلى الاستفادة من فرص التعاون في مجال النقل، ومن ذلك توقيع اتفاقية تعاون في مجال النقل البحري، وكذلك إطلاق مشروع اتفاقية قرض إعادة إنشاء وتأهيل الطريق الصحراوي (عمان - العقبة) بقيمة 105 ملايين دولار. تتعاون المملكة والأردن في مجال تصدير الماشية من خلال مشروع «المربع الصحي» الذي يمثل نقطة تجمع وتربية للماشية والتأكد من سلامتها صحيا تمهيدا لتصديرها، حيث يمثل هذا المشروع أحد أبرز أوجه الشراكة السعودية الأردنية. يعمل 75 ألف مواطن أردني في السوق السعودية، وهم من العمالة الماهرة والمتعلمة، وفي المقابل، يتلقى 1590 طالبا سعوديا تعليمهم في مختلف التخصصات بالمعاهد والكليات والجامعات الأردنية. يربط بين المملكة والأردن امتداد عشائري وعلاقات اجتماعية مشتركة، وعادات وتقاليد متشابهة، تعززت بكثرة تردد السعوديين على الأردن، حيث زار 1.5 مليون سعودي الأردن في عام 2019. تضمنت مجالات التعاون بين البلدين المجال الطبي، وشمل ذلك مشروع مدينة العلاج والتأهيل الطبي بقيمة تقدر بنحو 320 مليون دولار، وكذلك إنشاء شركة سعودية أردنية في مجال تطوير الخدمات الطبية بقيمة تقارب 54 مليون دولار. دخلت شركة (أكوا باور) السعودية شريكا في تنفيذ مشروع الريشة لتطوير وبناء وتشغيل محطة شمسية بقدرة 50 ميجاوات في منطقة الريشة شرق الأردن، بقيمة 70 مليون دولار، ويدعم المشروع سعي الأردن لزيادة قدراته على توليد الطاقة المتجددة والحد من اعتمادها على الواردات الهيدروكربونية المكلفة. وقعت المملكة والأردن في عام 2020 مذكرة تفاهم للربط الكهربائي بينهما، وخلصت دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية إلى إمكانية تبادل الطاقة الكهربائية بين البلدين على مرحلتين، بواقع 500 ميجاوات لكل مرحلة، عن طريق مسار (القريات بالجانب السعودي مع شرق عمان مرورا بالزرقاء بالجانب الأردني). تحرص المملكة على الدعم المستمر للأشقاء في الأردن في مواجهة جميع التحديات، ولا سيما الاقتصادية والمالية، وسبق أن بادرت في عام 2019 إلى إيداع 334 مليون دولار في البنك المركزي الأردني.

مشاركة :