إسلام آباد: «الشرق الأوسط» قتل 15 شخصا على الأقل أمس إثر وقوع زلزال ثان قوي في إقليم بلوشستان الباكستاني الذي لم يخرج بعد من آثار زلزال عنيف ضربه الثلاثاء الماضي وخلف أكثر من 500 قتيل. وقالت الشرطة إن الهزة الثانية التي بلغت قوتها 6.8 درجات دمرت معظم بلدة نوكجو في إقليم بلوشستان بجنوبي غرب البلاد. ويبلغ عدد سكان البلدة 15 ألف نسمة. وقال زاهد رافي مدير المركز الوطني لمراقبة الزلازل في باكستان لقناة «جيو» الخاصة «إنها ليست هزة ارتدادية بل زلزال جديد». ودمر الزلزال الجديد مئات المنازل المبنية من الطين وألحق أضرارا بخطوط الهاتف في منطقة ماشكاي القريبة من مركز الزلزال. وقال المسؤول المحلي عبد الرشيد بالوش لقناة «جيو»: «الكثير من الأشخاص علقوا بين الأنقاض وبحسب المعلومات الأولية فإن الخسائر (البشرية والمادية) كبيرة» دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل. وشعر سكان كراتشي المدينة الكبيرة في جنوب باكستان بالهزة ومثلهم سكان كويتا العاصمة الإقليمية لإقليم بلوشستان. والمدينتان تقعان على بعد مئات الكيلومترات من مركز الزلزال. وبعد أربعة أيام من زلزال أول بقوة 7.7 درجات لا يزال الكثير من الناجين يشكون من أنهم لم يتلقوا أي مساعدة من السلطات التي تجد صعوبة في الوصول إلى القرى النائية في الإقليم الذي يقطنه تسعة ملايين مع مساحة كمساحة إيطاليا. وبلوشستان هو أفقر إقليم في باكستان رغم وجود مناجم ذهب مهمة فيه إضافة إلى مناجم زنك ونحاس كما يحوي مخزونا من الغاز الطبيعي. وهذا الخلل يشكل أساس خطاب متمردين محليين يقاتلون منذ سنوات من أجل استقلال هذه المنطقة. واتهمت السلطات الباكستانية المتمردين البلوش بتعطيل إيصال المساعدة في معاقلهم خصوصا في ماشكاي إحدى أكثر المناطق تضررا. وقال وزير الداخلية شودري نيسار هذا الأسبوع أمام البرلمان «هناك مشكلة على صلة بالاضطرابات السياسية». واستهدفت مروحية كانت تقل قائد عمليات الطوارئ في باكستان وقائد فرق الإغاثة في بلوشستان، الخميس بقذيفتين دون إصابتها، بحسب الجيش الذي اتهم المتمردين بالقيام بذلك. وأضاف الجيش أنه تم تسجيل هجمات الجمعة على قوافل مساعدة. وقال مسؤول عسكري طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنهم (المتمردين) لا يريدوننا أن نساعد السكان في مناطقهم». ومن جانبه قال عبد المالك المسؤول الكبير في الإقليم: «إنها مأساة إنسانية أدعو (المتمردين) للسماح لفرق النجدة بمساعدة الناجين». وعرضت منظمات إنسانية دولية مساعدتها لكنها لم تتلق موافقة الحكومة. وفي المناطق الحساسة يتولى الجيش عمليات النجدة لكن حضوره ليس موضع ترحيب المتمردين. وقال منان بالوش المسؤول في الحركة الوطنية لبلوشستان (تنظيم سياسي) حليفة جبهة تحرير بلوشستان (تنظيم عسكري): «لن نسمح بوجود الجيش أو التشكيلات شبه العسكرية هنا، سنسمح فقط للمنظمات غير الحكومية والمسؤولين المدنيين المحليين».
مشاركة :