تتواصل عمليات الإنقاذ بصعوبة في شرق باكستان، المنطقة التي ضربها زلزال شدته 5.2 درجة، الثلاثاء، أسفر عن سقوط 25 قتيلًا وأضرار مادية جسيمة. وهطلت أمطار غزيرة في المنطقة ليل الثلاثاء الأربعاء مما عقد تنقلات فرق الإنقاذ على الطرق التي أصبحت وحلية وزادت من الصعوبات التي يواجهها السكان، وستستمر هذه الأمطار في الأيام المقبلة. وتجمع مئات الأشخاص، الأربعاء، للمشاركة في جنازة بالقرب من ميربور المدينة الكبيرة في كشمير الباكستانية التي أغلقت فيها المدارس. وقال محمد عزام، الذي يشارك في الجنازة، إنه أشبه بيوم القيامة بالنسبة لنا. وأضاف: “الأعزاء الذين رحلوا لن يعودوا أبدا”. وقال المسؤول في السلطة الوطنية لإدارة الكوارث اللفتنانت جنرال محمد أفضل، إن 25 شخصا قتلوا وجرح 350 آخرين بينهم 80 في حالة حرجة. وأضاف أن مئات المنازل تضررت أو دمرت بينها 136 منزلا دمرت بالكامل. وتحدثت وزيرة الإعلام فردوس عاشق أعوان عن 500 جريح مؤكدة أنه سيتم دفع تعويضات للناجين. تدفق الضحايا على المستشفيات المحلية التي وضعت في حالة طوارىء. وقال علي بادشاش التلميذ الذي كان يعالج لكسر في ساقه في مستشفى ميربور “هز دوي كبير المنطقة بأكملها وانهار علي جدار، عندما استعدت وعي وجدت نفسي على هذا السرير. في قرية جاتلان المجاورة التي منيت بخسائر كبيرة، كان السكان يبحثون بين الأنقاض عن أغراض يملكونها بينما يدقق آخرون في تشققات ظهرت على جدران منازلهم. وقال عبد الله خان الذي يعيش في جاتلان ودمر منظله بالكامل “خسرت بيتي. خسرت كل شيء”. من جهته، أكد شمريز أختر، 43 عاما: “لا نملك حتى خياما ونحن مجبرون على البقاء في الخارج. كل الغذاء الذي كنا نملكه تلف”، مشيرًا إلى تشققات كبيرة في جدران منزله. وشاهد صحفيون من عسكريين ينقلون خياما عديدة مرسلة إلى ضحايا الزلزال. وحدد مركز الهزة الأرضية على بعد نحو عشرين كيلومترا إلى الشمال من مدينة جيلوم على الحدود بين ولاية البنجاب وكشمير الباكستانية، حسب معهد الدراسات الجيولوجية الأميركي. وقد وقعت على عمق عشرة كيلومترات. بالقرب من ميربور دمر عدد من الطرق وانتشرت فيها حفر هائلة، وانقلبت آليات وأصيبت جسور وأعمدة بأضرار كبيرة. وأعلن الجيش الباكستاني أنه نشر كتيبة مهندسيه لإصلاحات فورية. وقال شودري روخسار العضو في مجلس كشمير لفرانس برس إن “خمسين ألف شخص على الأقل تضرروا والبنى التحتية أصيبت بأضرار جسيمة”. وأضاف أن التيار الكهربائي وشبكات الاتصال قطعا في بعض المناطق. وقال مساعد رئيس إدارة ميربور قيصر اورانغزب إن فرق الإنقاذ وصلت قبل قليل إلى واحدة من القرى النائية في المنطقة وتدرس الزوضع هناك. تقع باكستان على الحدود بين الصفائح التكتونية للهند وأوراسيا لذلك هي معرضة للزلازل. وقتل أكثر من 73 ألف شخص وخسر حوالى 3,5 ملايين آخرين بيوتهم بعد زلزال بلغت شدته 7,6 درجات في الثامن من أكتوبر 2005 وقع على الحدود بين كشمير الباكستان وولاية خيبر بختونخوا المجاورة. وشعر سكان أكبر مدينتين في باكستان لاهور واسلام أباد بالهزة الثلاثاء وخرج عدد من سكانهما بسرعة من بيوتهم. كما شعر سكان العاصمة الهندية نيودلهي بالزلزال. وذكرت وكالة الأنباء الهندية “تراست أوف انديا” أن سكانا خرجوا بحالة هلع من بيوتهم ومكاتبهم في عدد من المناطق الهندية وخصوصا في راجستان والبنجاب وهاريانا.
مشاركة :