يخوض مانشستر سيتي 6 مباريات في بطولة الدوري الإنجليزي حتى نهاية الشهر الجاري، أكثرها صعوبة ستكون أمام تشيلسي السبت المقبل في قمة المرحلة الـ16، خاصة أن المباراة تقام بمعقل الفريق اللندني في ستامفورد بريدج، ويسعى متصدر البريميرليج للحفاظ على القمة مع نهاية 2018، ولكي يحقق هذا الهدف المرحلي المهم يتعين عليه تحقيق نتائج إيجابية أمام واتفورد بعد غدٍ، ثم تشيلسي السبت المقبل، قبل أن يستقبل بمعقله باستاد الاتحاد إيفرتون وكريستال بالاس، وبعدها يصطدم مع ليستر سيتي وساوثهامتون خارج ملعبه، ويبدأ العام الجديد بقمة أخرى أمام ليفربول باستاد الاتحاد 4 يناير. اللافت أن مان سيتي يخوض 7 مباريات في بطولة الدوري خلال الشهر الجاري، وقد بدأ هذه المواجهات بالفوز على بورنموث بثلاثية مقابل هدف ليؤكد تربعه على القمة دون أن ينتظر نتائج الأندية المنافسة في المرحلة الحالية، فقد رفع السيتي رصيده للنقطة 38 من 14 مباراة، لم يعرف خلالها طعم الهزيمة، وعلى الرغم من أن خوض البلو مون 7 مباريات في منافسات الدوري الأقوى في العالم ينطبق على جميع الأندية، فإن التحدي الأكبر يخص مان سيتي دون سواه، فهو الفريق الوحيد في إنجلترا الذي يسعى بجدية للفوز بالدوري ودوري الأبطال معاً، وهو التحدي الأكثر تعقيداً على أي فريق. مان سيتي بعد فوزه بثلاثية مقابل هدف على بورنموث حقق رقماً يؤكد به تفوقه على الجميع في الدوري الإنجليزي، وهو عدم التعرض لأي هزيمة منذ أبريل الماضي، أي منذ أن خسر أمام مان يونايتد، وهو ما يعني أن الفريق لم يعرف السقوط في 20 مباراة متتالية، لم يكن من بينها سوى التعادل في 3 مباريات، وسجل في شباك الأندية المنافسة خلال المباريات المشار إليها 59 هدفاً، ودخل مرماه 9 أهداف فقط، أي أنه يقدم كرة قدم هجومية وفقاً للفلسفة التي يتمسك بها جوارديولا، وفي الوقت ذاته يتمتع بدفاع قوي لم يقبل في مرماه سوى 9 أهداف فقط في 20 مباراة، منها 6 في 14 مواجهة خاضها الموسم الحالي. أما عن أكثر الأرقام التي جذبت أنظار الجماهير والصحافة في إنجلترا وحول العالم، فهو وصول جوارديولا إلى 400 فوز طوال مسيرته التدريبية، والتي خاض خلالها 580 مباراة على رأس الجهاز الفني لكل من برشلونة، وبايرن ميونيخ، ومان سيتي، ولا يوجد مدرب في العالم يملك هذا الرقم المميز، حيث تصل نسبة الانتصارات في مسيرة المدرب الإسباني حتى الآن إلى 73%، وعلى مدار 10 سنوات أصبح متوسط الانتصارات في كل عام 40 انتصاراً. أما عن توزيع الانتصارات على الأندية التي تولى تدريبها، فقد حقق 179 فوزاً مع برشلونة، و124 مع بايرن ميونيخ، و97 خلال قيادته لمان سيتي، وهو يقترب بشدة من الفوز رقم 100 مع البلو، ويمكنه أن يحققه قبل نهاية العام الجاري، واللافت أيضاً في مسيرة المدرب الملقب بالفيلسوف أنه يبلغ 47 عاماً فقط، مما يؤشر إلى أنه سوف يبلغ مكانة لم يصل إليها أي مدرب آخر في حال استمر على هذا المعدل في تحقيق الانتصارات، والفوز بالبطولات، والتي بلغ عددها 24 بطولة، أهمهما ألقاب الدوري في إسبانيا وألمانيا وانجلترا، وكذلك دوري الأبطال مع البارسا. وبعيداً عن «بصمة بيب» أصبح السيتي يحلق في الفضاء الذي صنعه لنفسه بجناحي رحيم سترلينج الذي يسيطر على الجبهة اليمنى، وليروي ساني الذي يفعل كل شيء في الجهة اليسرى، وهما من العناصر التي تملك السرعة والمهارة، والقدرة على تسجيل وصناعة الأهداف، كما أنهما لم يتجاوزا 23 عاماً، بل إن ساني يبلغ 22 عاماً فقط، ومن خلال لغة الأرقام والإحصائيات، فقد تمكن سترلينج وساني من تسجيل وصناعة أكثر من 15 هدفاً في الدوري منذ بداية الموسم الماضي، وهما فقط يستأثران بهذا الرقم. سترلينج سجل 26 هدفاً، وصنع 17 هدفاً، فيما صنع ساني 20 هدفاً، وسجل 15 أخرى منذ بداية الموسم الماضي في بطولة الدوري على وجه التحديد، وعلى الرغم من التألق التهديفي لأجويرو طوال الوقت، والدور الحيوي لكل من دافيد سيلفا، وكيفين دي بروينه حينما يكون لائقاً، وكذلك التأثير الكبير لفرناندينيو، والقائد كومباني، فإن سترلينج وساني على وجه التحديد هما كلمة السر في توهج البلو مون، وهما الجزء الأكثر تأثيراً في الحاضر، وكل المستقبل.
مشاركة :