الماء العكر يُغرق أصحابه

  • 1/30/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، أغرق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يحفظه الله، المتربصين في الماء العكر الذين حاولوا، حتى قبل وفاة الملك، أن يصطادوا فيه لمرض، أو كتلة أمراض في نفوسهم. اتخذ الملك سلمان قرارات حصيفة وسريعة بعيد الوفاة بساعات ليرفع فورا عن كاهل الوطن والمواطنين عبء الترقب الذي نشأ نتيجة لإرجاف المرجفين المتصيدين للارتباك السعودي، السياسي والاجتماعي، لعلهم ينفذون منه إلى أهوائهم وأغراضهم. فات هؤلاء أن الأمور في المملكة لا تشبه غيرها في كثير من الدول العربية التي قفزت على طبائعها لتقع في مهالك فقدان الأمن والتنافر والتقاتل بين مكوناتها الشعبية، التي خسرت في تاريخها الحديث أكثر بكثير مما كسبت. في المملكة، وهذا الكلام لمن أخطأ توقعاته أو حساباته، تقاليد حكم وعلاقة خاصة بالمحكوم تجاوزت إيجابيا كل المحن التي مرت بها. وهي ليست محنا صغيرة أو قليلة، بل كانت في بعض صورها حروبا دولية وإقليمية طاحنة وقعت على حدودها. كما أخذت، هذه المحن، شكل مهددات لا تقل حجما وخطرا من تلك الحروب، أبرزها تلك الغزوات الإرهابية التي أرادت النيل من أمن المملكة فانقلب سحرها عليها، بعد أن أصبحت جماعات الإرهاب التي تخطط لزعزعة أمننا أخشى ما تخشى جهاز الأمن السعودي، الذي نجح في ضرباته الاستباقية الكبرى من تقليم نواياها وأظافرها. لذلك كان مستهجنا أن تستمر مراهنات بعض خفافيش الخارج وأصحاب الأمنيات غير السعيدة للمملكة، حتى بعد قطع الطريق سريعا على ترقباتهم، على إخراجها من استقرارها ولحمتها الوطنية المعتبرة والمرعية من كل مكونات المجتمع السعودي بلا استثناء. يبدو فعلا أن هؤلاء لم يقرؤوا واقع المملكة جيدا، باعتبارها الدولة العربية الكبرى الوحيدة التي استوعبت حكومتها واستوعب شعبها كل الدروس المحيطة به ولم تعد قابلة، تبعا لهذا الاستيعاب، لحدوث أي منعطف يهدد وحدتها واستقرارها. الملك سلمان، الذي يعرف السعوديون والعرب خبرته كرجل دولة كبير، سيقود المملكة من الآن على نفس النهج. نهج الإصلاح والانفتاح المحسوب الذي يحقق صالح الوطن والمواطنين دون مجازفات أو قفز متعسف على الواقع كما حدث في بعض الدول والمجتمعات. وشعب المملكة وفي للملك سلمان كما كان وفيا لأسلافه. كل ما في الأمر أن السعوديين، حكومة وشعبا، يديرون أمورهم وشؤونهم بطريقة مختلفة قد يستعصي فهمها لدى الآخرين أو لا يريدون أصلا أن يفهموها لأنها لا تقع في مياههم العكرة.

مشاركة :