تحدث البابا فرنسيس حول الاحتفال باليوم العالمي للسلام في الأول من يناير 2019 ألا وهو "السياسة الحسنة في خدمة السلام"، وقال إنه يؤكد في هذه الوثيقة أن المسؤولية السياسية تنتمي إلى كل مواطن، خصوصا من أسندت إليهم مهمة الحماية والحكم. إن هذه الرسالة تتمثل في الدفاع عن الحقوق، والتشجيع على الحوار بين مختلف مكونات المجتمع وبين الأجيال والثقافات، لأنه من خلال الحوار فقط تُبنى الثقة.ولفت فرنسيس إلى أنه عندما تُحترم الحقوق الأساسية للكائن البشري، ينمو بداخله الشعور بواجب احترام حقوق الآخرين، كما أن الحقوق والواجبات تنمّي الإدراك بالانتماء إلى الجماعة نفسها والانتماء إلى الآخرين وإلى الله. وأضاف أن العالم يحتاج إلى ذهنية جديدة مشيرا إلى أن القادة السياسيين الذين لا يتقنون فن الحوار ليسوا قادة يعملون من أجل السلام، وأكد أن الحوار مع الآخر يتطلب التواضع والتخلّي عن الغرور!وجاءت كلمة البابا خلال استقباله أعضاء جمعية Rondine "قلعة السلام"، حيث عبر البابا فرنسيس عن أمله بأن تنشر هذه الجمعية رسالتها في العالم بدفع متجدد، وأن تساهم في هدم أعلى الجدران وفي بناء الجسور، وطلب من الله أن يبارك الجميع ودعا الكل للصلاة من أجله، ثم أكد البابا أنه سيضم صوته إلى النداء الذي أطلقته الجمعية، ويطلب من قادة الدول والحكومات أن يفعلوا الشيء نفسه معربا عن أمنيته بأن يلقى النداء آذانًا صاغية داخل الأمم المتحدة في العاشر من الجاري. وكان البابا فرنسيس استقبل ظهر اليوم الإثنين في قاعة كليمنتينا بالقصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء جمعية Rondine "قلعة السلام" ووجه لهم كلمة عبّر في مستهلها عن سروره للقائهم بالتزامن مع احتفال الجمعية بالذكرى السنوية العشرين لتأسيسها وخص بالذكر رئيس الجمعية السيد فرانكو فاكّاري والكاردينال غوالتييرو بالديسيري الذي دعم هذا المشروع منذ بدايته واشتم فيه عطر المكرم جورجيو لابيرا وحيا الشبان والشابات المقيمين لدى الجمعية والقادمين من مناطق تعاني من النزاعات المسلحة والعنف.تابع فرنسيس كلمته قائلا إنه استمع إلى النداء الذي أعدته الجمعية وتنوي طرحه على الأمم المتحدة في العاشر من ديسمبر الجاري لمناسبة الذكرى السنوية السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأضاف أنه من النادر أن نستمع إلى شابة فلسطينية وشاب إسرائيلي يطلبان معا من حكومات العالم أن تخطو خطوة كفيلة بإعادة فتح المستقبل، ونقل كلفة السلاح من ميزانية الدفاع إلى ميزانية التربية كي يُصنع قادة يعملون من أجل السلام.
مشاركة :