مصر تحذّر الجهاد الإسلامي من الانخراط في أجندات إقليمية تضر بغزة

  • 12/4/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - وصل وفد من حركة الجهاد الإسلامي إلى مصر، الاثنين، ليلحق بوفد آخر وصل القاهرة الأربعاء الماضي بقيادة الأمين العام زياد النخالة، وأجرى الوفد الأول مشاورات موسعة مع المسؤولين في القاهرة. وسينتقل أعضاء المكتب السياسي للجهاد من القاهرة إلى بيروت لاختيار نائب للأمين العام للحركة الجديد، الذي جرى انتخابه في سبتمبر، بعد اشتداد المرض على الأمين العام السابق رمضان عبدالله شلّح. وكان مسؤولو الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية قد استدعو النخالة على عجل، للتباحث معه بشأن تثبيت الهدوء في قطاع غزة، وعدم السماح لجهات محلية أو إقليمية بتوظيف الحركة، وحضها على التصعيد باتجاه إسرائيل. ونقل المسؤولون المصريون رسائل تحذيرية مباشرة إلى النخالة حول خطورة تصعيد الأوضاع في غزة مرة أخرى، وضرورة الالتزام بضبط النفس مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، وإظهار تمسك واضح بالوساطة المصرية وحرص على تفاهمات عام 2014. ولوحت القاهرة بانسحابها من الوساطة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، حال خرقت الأخيرة تفاهمات وقف التصعيد، والانجرار إلى مخططات الاحتلال الذي لن يتوانى عن دفع غزة إلى حرب مفتوحة. وأكدت حركة الجهاد الإسلامي مؤخرا أنها مستعدة للتصعيد ضد إسرائيل، حال عدم التزام الأخيرة باتفاق التهدئة وتخفيف الحصار عن القطاع. وقال محمـد شلّح، عضو المكتب التنفيذي للجهاد، وشقيق رئيسها السابق رمضان شلّح، لـ“العرب”، “إن وفد الحركة الذي وصل القاهرة (الاثنين) سيتوجه إلى لبنان أو سوريا لعقد أول اجتماع للمكتب السياسي، بعد انتخاب النخالة”. وأكد أن وفد المكتب السياسي “لن يناقش في القاهرة قضايا تتعلق بالتهدئة أو المصالحة بين فتح وحماس، لأن وفد المكتب لم يتلق دعوة رسمية لزيارة القاهرة لكنهم سيتوجهون إلى لبنان على الأرجح لعقد الاجتماع الأول للمكتب السياسي”. وحصرت القاهرة دعوتها في شخص الأمين العام للحركة زياد النخالة، الذي انخرط في مناقشات مع مسؤولي الملف الفلسطيني، ولم توجه دعوة مماثلة لأي من أعضاء المكتب السياسي. وألمح شلّح إلى أن أعضاء المكتب السياسي سيقومون بزيارة الأمين العام السابق للحركة في بيروت، ما يعني أن لبنان وليس سوريا سيكون هو المحطة الأقرب لاستضافة أول اجتماع للمكتب كتكريم معنوي للأمين العام للجهاد السابق. وأوضح الباحث الفلسطيني حسن عبدو، لـ“العرب” أن زيارة أعضاء المكتب السياسي للجهاد إلى القاهرة “محطة مرور إلى لبنان لعقد الاجتماع الأول، والتطرق إلى ملفات المصالحة والتهدئة خلال زيارة الوفد الخاطفة إلى القاهرة”. وشدد على أن حركة الجهاد “ملتزمة بتفاهمات التهدئة مع الجانب الإسرائيلي وعدم التصعيد العسكري، لكنها تتمسك بضرورة رفع الحصار عن غزة والتخفيف عن المواطنين”. وتبدي القاهرة حرصا على استيعاب القوى الفلسطينية بأطيافها المختلفة، وتحاول التأكيد على أنها تتعامل مع الجميع على حد سواء، ولا تفضل فصيلا بعينه. وكانت القاهرة قد استضافت في سبتمبر من العام الماضي اجتماعا للمكتب السياسي لحماس، التي درجت على اختيار قطر مقرا للاجتماعات خلال السنوات الماضية، حيث يتخذ عدد من قيادات الحركة الدوحة مقرا لهم. وبدأ مسؤولو الملف الفلسطيني في مصر يضاعفون من وتيرة التواصل مع الجهاد، والتعامل مع قيادتها مباشرة، لأن حماس اعتادت في اللقاءات التي عقدتها في القاهرة، أن تتحدث باسم الحركة، وتستغل الخمول الذي أصابها بسبب مرض رئيسها السابق رمضان شلّح.

مشاركة :