المتحف الإسلامي في القاهرة يعير كنوزه لمحطة مترو الأنفاق

  • 12/4/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عرض متحف الفنون الإسلامية بمصر مقتنياته المنتمية إلى عدة حضارات أمام العموم في محطة مترو أنفاق بالقاهرة، بهدف لفت الانتباه إلى تاريخ بعض المنتوجات المتداولة اليوم والوقوف على عراقتها. القاهرة – أقدم متحف الفن الإسلامي بمصر، مؤخرا، على تحويل محطة “محمد نجيب” بوسط القاهرة إلى واجهة لعرض مقتنياته، حيث صارت محطة مترو الأنفاق متحفا مفتوحا للفنون الإسلامية أمام جمهور من مرتادي القطارات. وجاءت هذه الخطوة من المتحف بهدف إيصال رسالته الحضارية إلى أكبر عدد من الزوار، وتنمية الوعي بإسهامات الفنون المتعددة، فالفنون البصرية تكتسب أهميتها الحقيقية من قدرتها على التفاعل الخلاق مع المتلقي، وإحداث حراك في حركة الحياة من خلال تنمية الذائقة الجمالية لدى الأفراد، ومن هنا تحرص الكثير من المؤسسات والهيئات والجهات على استضافة معارض دائمة أو مؤقتة للفنون التشكيلية، بالإضافة إلى بعض الميادين والحدائق والمتنزهات والأماكن العامة والمفتوحة، وتحتضن أعمالا ومنتجات فنية من اتجاهات مختلفة. ويعد متحف الفن الإسلامي بالقاهرة، الذي افتتح في عام 1903، أضخم متحف إسلامي في العالم، ويضم مئات الآلاف من المقتنيات المتنوعة من الفنون الإسلامية، التي تنتمي إلى دول وحضارات عدة، منها مصر والشام وشمال أفريقيا والأندلس والصين والهند وإيران والجزيرة العربية. ويعنى المتحف، الذي تعود فكرة إنشائه إلى الخديوي توفيق في أواخر القرن التاسع عشر تحت مسمى “دار الآثار العربية”، باقتناء وترميم الفنون والآثار الإسلامية، وتطوير التراثيات الجمالية وإيجاد صيغ جديدة لدمجها في المشهد الفني المعاصر، وحركة الحياة على الأرض. ولقيت معروضات “المتحف المفتوح”، المستعارة من المتحف الإسلامي، إقبالا من الزوّار ومرتادي محطة المترو، وحظيت أعمال الصدف والزجاج المعشق وأشغال المشربيات بالاهتمام الأكبر من الحاضرين، إلى جانب إبداعات النقوش النحاسية والجلدية والحفر على الخشب والرسم على السيراميك والنجف، وغيرها. ولم يغفل المتحف المفتوح الجانب التسويقي عن طريق بيع مجموعة من نتاجات الورش الفنية بالمتحف الإسلامي، ولفتت الأشغال اليدوية والمنسوجات والتريكو والديكوباج والإكسسوارات والقطع اليدوية الصغيرة انتباه الحضور بشكل كبير. واكتسب المتحف بعدا اجتماعيّا إضافيّا، إذ أسهمت في صياغة منتجاته الفنية ذات الطابع الإسلامي فئات شعبية مختلفة، منها المرأة المعيلة، ضمن برامج خاصة يتبناها المتحف الإسلامي لمساعدة الأسر الفقيرة في إيجاد فرص عمل لها. وزادت الحرف التراثية التي تضمنها على ثلاثين حرفة من الفنون الإسلامية الخالصة، ومن الملاحظ أن هذه الفنون خرجت من إطارها النخبوي، لتنصهر ضمن استعمالات حياتية مستجدة، وتصميمات مبتكرة تلائم البيوت العصرية، بما في ذلك الحرف والفنون التقليدية. ويعد فن الزجاج المعشق من أبرز الفنون المقترنة بالعمارة الإسلامية عبر التاريخ، ويجري تشكيله وفق أشكال زخرفية هندسية، وهو منتشر في التصميمات الداخلية وفي نوافذ الكثير من المساجد والقصور والبيوت الأثرية ويجري استخدامه في التصميمات والديكورات الحريصة على إبراز الهوية. ومن الفنون البارزة التي تضمنها معرض مترو الأنفاق فن الخيامية، وهو فن مصري فرعوني تطور في العصر الإسلامي، مشتق من صناعة الخيام التقليدية، وطرح المعرض تشكيلات حديثة لأقمشة الخيامية الملونة المزخرفة التي تستخدم حاليا في سرادقات العزاء والأفراح والمناسبات الاجتماعية. واشتمل المتحف المفتوح على أشغال الخشب الفنية، وفي مقدمتها تصميمات مبتكرة للمشربيات في الطرز المعمارية الحديثة، وكانت المشربيات عنصرا معماريّا أساسيّا في غرف القصور والبنايات الإسلامية، وتُصنع من الخشب المنقوش المبطّن بالزجاج الملون، ولها فوائد عدة.

مشاركة :