منظمة التجارة تدعو «العشرين» إلى التصدي لانسداد نظام تسوية المنازعات

  • 12/4/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دعا روبرتو أزيفدو المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، قادة مجموعة العشرين إلى العمل على وجه الاستعجال للتصدي لانسداد نظام تسوية المنازعات في منظمة التجارة، وكانت تلك النقطة الرئيسة في بيان قادة العشرين عند تطرقه لعمل المنظمة. ورحب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، "بقوة" بالبيان الختامي الذي اتفق عليه قادة العشرين في مؤتمر قمة بوينس آيرس في الأرجنتين في الأول من الشهر الجاري، على الرغم مما تضمنه البيان من انتقاد للكيان التجاري العالمي، وهو أول انتقاد توجهه مجموعة العشرين إلى المنظمة منذ تأسيسها عام 2008. واعترف القادة بأن النظام التجاري المتعدد الأطراف الحالي "قد قصَّرَ عن تحقيق أهدافه". لكن انتقاد المنظمة جاء مترافقا مع دعم القادة العشرين، الذين يمثلون 85 في المائة من الاقتصاد العالمي، إجراء إصلاح شامل لمنظمة التجارة، وسط تزايد التوترات التجارية العالمية. وقال أزفيدو، في بيانٍ للصحافيين أمس، "إنه سيعمل مع جميع أعضاء منظمة التجارة العالمية لتحسين وتعزيز النظام التجاري العالمي". وأضاف، "لقد كانت هذه القمة مُنتجة جدا لمجموعة العشرين، لقد استمعت إلى دعم قوي للتجارة ومنظمة التجارة طوال اجتماعاتي مع القادة في بوينس آيرس، واستمعت إلى مجموعة من الأفكار بشأن تعزيز عملنا، والدعم الذي عبر عنه القادة للنظام التجاري العالمي انعكس في إعلان القادة الذي أرحب به بقوة". ووصف بيان قمة العشرين بأنه "لحظة مهمة جدا في التصدي للتحديات الراهنة في مجال التجارة العالمية". وقال "إنه بهذا البيان، أكَّدَ القادة الأهمية الحيوية للتجارة والنظام التجاري متعدد الأطراف في دعم النمو، والإنتاجية، والابتكار، وتوفير فرص العمل، والتنمية". وذكر أن البيان يدعو بوضوح إلى إدخال التحسينات و"الإصلاحات الضرورية" على عمل المنظمة لضمان أن تتمكن من مواصلة القيام بدورها الأساسي. وعن المقصود بـ "الإصلاحات الضرورية"، قالت مصادر المنظمة لـ "الاقتصادية"، هو أن تكون قواعد هذه الهيئة التجارية أكثر انسجاما مع التحديات الحديثة، مثل الاقتصاد الرقمي، وأن تتمكن المنظمة بعد إصلاحها من تحسين أدائها٬ والقيام بدور فعَّال لتسوية الخلافات الحديثة كتلك بين واشنطن وبكين. ولم يتطرق بيان المدير العام إلى انتقاد قادة العشرين بعض القصور في عمل المنظمة، غير أنه قال "سأعمل مع أعضاء المنظمة للمضي قدما في هذا الأمر لمصلحة الجميع". وكان قادة العشرين قد قالوا في بيانهم "سنستعرض التقدم المُحرز في مؤتمر قمتنا المقبل". ووصفت الفقرة الرئيسة في البيان الختامي للقمة المتعلقة بالمسائل التجارية، التجارة الدولية والاستثمار بأنهما "محركان مهمان للنمو، والإنتاجية، والابتكار، وتوفير فرص العمل، والتنمية". وقالت "نحن نعترف بالمساهمة التي قدمها النظام التجاري متعدد الأطراف تحقيقا لهذه الغاية، لكن هذا النظام يقصر حاليا عن تحقيق أهدافه، وهناك مجال للتحسين، لذلك نؤيد الإصلاح اللازم لمنظمة التجارة العالمية لتحسين أدائها". وقالت لـ "الاقتصادية" مصادر مطلعة في منظمة التجارة، "إن دول العشرين قد أرسلت في بيانها، الدقيق والمحسوب، رسائل مختلطة حول التجارة من خلال الموافقة على إصلاح المنظمة في الوقت الذي أسقطت فيه أي إشارة إلى ضرورة "مكافحة الحمائية" من أجل تهدئة الولايات المتحدة". في المُقابل، لم تتمكن الولايات المتحدة من إدراج فقرة "التجارة الحرة والعادلة" في إشارة إلى عدم فتح الصين اقتصادها كما كان متصورا عند انضمامها إلى المنظمة عام 2001، علاوة على افتقار البيان إلى الدعم الحكومي الصيني لمؤسساتها. واعتبر هؤلاء عدم التطرق إلى مكافحة السياسات الحمائية، وهو هدف علوي للمنظمة، كانَ سيُنظر إليه بمنزلة انتقاد للتعريفات الجمركية العالية التي فرضتها الولايات المتحدة على وارداتها من السلع الصينية وأيضا الألمنيوم والصلب من الصين ودول أخرى، بما في ذلك الاتحاد الأوربي، وروسيا، وتركيا، ما دفع بلدانا عديدة إلى إقامة دعاوى قضائية في منظمة التجارة للطعن في الرسوم. غير أن دبلوماسيا أستراليا دافع عن إغفال البيان انتقاده "الحمائية"، مؤكدا لـ "الاقتصادية" أن القادة العشرين أشادوا بالفضائل الاقتصادية للتجارة الحرة، وهذا يعني أن الجميع قبلوا بأن الحمائية خاطئة. وقال عضو الوفد التجاري الأسترالي، "إصلاح منظمة التجارة حتى تتمكن من الفصل في النزاعات التجارية وتعزيز التجارة الحرة هو موقف ما بعد الأيديولوجية في التجارة، لا أعتقد أن أحدا يؤيد الحمائية". غير أن مصادر المنظمة اعتبرت الإشارة إلى مكافحة الحمائية، التي كانت عنصرا رئيسا في اجتماع مجموعة العشرين في 2017 "هامبورج/ألمانيا"، قد تم التخلي عنها بإصرار من الولايات المتحدة، التي اعتمدت على التعريفات الجمركية كسلاح لإجبار الصين على تبني ممارسات تجارية أكثر عدلا. كما استمال البيان الختامي الصادر عن القمة الولايات المتحدة بشأن تغيّر المناخ بإدراج فقرة تعذر إدارة الرئيس ترمب من الانسحاب من اتفاقيات باريس لتغير المناخ في حين أعادَ قادة الدول الـ 19 الأخرى تأكيد التزامهم باتفاقيات باريس، مع مراعاة ظروف دولهم وقدراتها النسبية. واعترفت مجموعة العشرين بأن جميع أنواع الطاقة يلعب دورا في أمن الطاقة. وهو إشارة إلى أنَّ أفضل طريقة للحصول على أمن الطاقة هي مجموعة متنوعة من مصادر الطاقة كالطاقة المتجددة.

مشاركة :