مصدر الصورةAFPImage caption احتجاجات السترات الصفر دفعت الحكومة الفرنسية للتراجع عن زيادات ضرائب الوقود بعد أسابيع من الاحتجاجات العنيفة، التي شهدها الشارع الفرنسي، على الزيادات في الضرائب على الوقود، والتي أودت بحياة شخصين، كما أسفرت عن إصابة 650 آخرين وإلقاء القبض على العشرات، تراجعت الحكومة الفرنسية عن قراراتها بزيادة الضرائب. وأكد رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب، أمام نواب حزب الأغلبية في البرلمان الفرنسي، تعليق تلك الزيادات بعد موجة الاحتجاجات التي هزت فرنسا، منذ السابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وعرفت ب(احتجاجات ذوي السترات الصفراء)، في إشارة إلى قائدي السيارات الذين يرتدون تلك السترات بحكم القانون. وجاء قرار الحكومة الفرنسية، بعد اجتماع عقد الاثنين 3 كانون الأول/ديسمبر في قصر الإليزيه، برئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وسط توقعات بأن يستمر التعليق لعدة اشهر، لتتلوه إجراءات حكومية أخرى، تسعى لامتصاص الغضب الشعبي في الشارع الفرنسي. ورغم الإعلان عن التعليق، لا يبدو أن حركة السترات الصفراء، وهي حركة شعبية عفوية، خرجت للاحتجاج على الزيادات الأخيرة قد رحبت بالخطوة، إذ أفادت الأنباء بإلغاء اجتماع كان مرتقبا الثلاثاء، بين ممثلين عن الحركة ومسؤولين حكوميين، في وقت دعت فيه أصوات داخل الحركة، إلى تكثيف الاحتجاجات السبت المقبل في موعدها الاسبوعي، عوضا عن التفاوض مع الحكومة. وبينما يعتبر بعض السائقين الضريبة الجديدة، جزءا من استراتيجية الرئيس الفرنسي، لفرض استخدام الوقود الأحفوري في البلاد، ويتهمونه بعدم إدراك مدى الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الناس في حياتهم اليومية، يبرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفع أسعار الوقود، بارتفاع الأسعار العالمية للنفط في الفصول الثلاثة الماضية من العام الجاري، كما يقول وزير داخليته، إن التراجع في أسعار النفط العالمية في الفترة الحالية سيعوض زيادة الضريبة. وتبدو الحكومة الفرنسية في تراجعها عن الزيادات الأخيرة، مدفوعة بحالة التوتر، التي سيطرت على الشارع الفرنسي الذي يئن وفقا لحديث مواطنين فرنسيين، تحت وطأة الضرائب المتزايدة وارتفاع الأسعار، كما أنها مدفوعة أيضا للتراجع بفعل ما خلفه اسبوعان من الاحتجاجات، من تأثيرات على الاقتصاد الفرنسي. ويطرح سلوك الحكومة الفرنسية، نموذجا مهما في التصرف والتفاعل السياسي مع الأحداث، وكانت الاحتجاجات نفسها ومنذ تفجرها قد حظيت بتفاعل كبير من قبل المدونين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية. وأثارت الاحتجاجات الفرنسية جدلا، بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي، فبينما اعتبرها قطاع كبير من الشباب، تثير الحنين إلى إيام ما عرف بالربيع العربي قبل أعوام، وأنها تقدم نموذجا لتمرد مماثل في الشارع العربي، اعتبرها مؤيدون للأنظمة العربية، بمثابة نموذج سيئ يحمل نفس مواصفات ما عرف بالربيع العربي، ووجهوا انتقادات شديدة لعمليات تخريب الممتلكات والاعتداء على رجال الشرطة. وقد حقق وسم #السترات_الصفراء ،الذي تناول الاحتجاجات الفرنسية أعلى متابعة في مصر بعد إطلاقه مباشرة يوم السبت الماضي، وعقد المغردون من مصر والعالم العربي عبر هذا الوسم، مقارنات بين الحالة الفرنسية وحالة عدة دول في العالم العربي، ولم يخل الأمر من تحويل المقارنات إلى نوع من الفكاهة من قبل رواد التواصل الاجتماعي المصريين. برأيكم ما الذي يمثله تراجع الحكومة الفرنسية عن الزيادات الضريبية؟ هل يدفع ذلك حركة السترات الصفراء إلى مزيد من الاحتجاج أم إلى الجلوس للتفاوض؟ وكيف تقيمون إدارة السياسيين الفرنسيين للأزمة وسعيهم لامتصاص غضب الشارع؟ كيف ترون المقارنات التي عقدها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين الحالتين الفرنسية والعربية؟ لماذا يبدو الشارع العربي غير مكترث مع استمرار الزيادات في الأسعار والضرائب؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 5 كانون الأول/ديسمبر من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar شاركونا بتعليقاتكم
مشاركة :