القاهرة: خالد محمود فجر مجهولون أمس طائرة شحن عسكرية من طراز «يوشن» تابعة لسلاح الجو الليبي بقاعدة معيتيقة العسكرية، وسط معلومات غير رسمية عن أن ميليشيات «فجر ليبيا» المتشددة التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس منذ شهر أغسطس (آب) الماضي، كانت تستخدم هذه الطائرة لنقل معدات عسكرية من السودان. يأتي ذلك في وقت اختتم فيه ممثلو المجالس البلدية والمحلية من عدد من البلدات والمدن من مختلف أنحاء ليبيا، يومين من المحادثات التي رعتها بعثة الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية. ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الحادث، لكن السلطات الليبية واللواء خليفة حفتر قائد عملية الكرامة العسكرية ضد المتطرفين في شرق ليبيا، اعتادا توجيه اتهامات علنية أخيرا للسودان بدعم ميليشيات «فجر ليبيا» عسكريا وتزويدها بالعتاد الحربي. وقالت مصادر غير حكومية إن الطائرة قامت بأربع رحلات على الأقل لنقل أسلحة إلى هذه الميليشيات، فيما نقلت مواقع وصحف إلكترونية محلية عن مصدر عسكري رفيع المستوى بقاعدة معيتيقة، أن الطائرة التي كانت لتوها قد عادت من غات، بعد تنفيذها رحلات إغاثية إلى مناطق الجنوب الليبي، انفجرت بشكل مفاجئ بعد تفتيشها وصيانتها. في المقابل زعمت ميليشيات «فجر ليبيا» أنها تتقدم باتجاه قاعدة «الوطية» الجوية، بعد معارك عنيفة ضد قوات الزنتان وجيش القبائل الموالية للجيش الليبي، ما أدى إلى مقتل 3 عناصر من قوات «فجر ليبيا» وإصابة اثنين بجروح. وادعى المكتب الإعلامي لعملية «فجر ليبيا» أن قواتها تقدمت أمس في اتجاه قاعدة الوطية من عدة محاور وسط ضربات قوية ومركزة ضد من وصفها بـ«العصابات المارقة المتحصنة داخل القاعدة». وأضاف المكتب في بيان مقتضب عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «وما هي إلا الأيام الأخيرة حتى تعود قاعدة الوطية لحضن الدولة الليبية كما عادت رئاسة الأركان ومعسكرات الجيش وبقية المؤسسات في طرابلس وما حولها». ونقلت وكالة شينخوا الصينية عن مصدر مسؤول بمجلس ثوار المنطقة الغربية التابعة لميليشيات «فجر ليبيا»، قوله إن «قوات المجلس تقدمت من 3 محاور نحو قاعدة الوطية الجوية، بمتوسط بلغ 7 كيلومترات من كل محور»، مضيفا: «العملية بقصف مكثف بالمدفعية الثقيلة وبمدافع الهاوزر 155 المجنزر، وواصلت قواتنا التقدم نحو القاعدة تحت غطاء المدفعية والرشاشات الثقيلة». وتعد قاعدة الوطية الجوية (عقبة بن نافع) من أهم القواعد العسكرية غرب ليبيا وأكبرها مساحة، حيث تمتد على مساحة تصل إلى 10 كيلومترات مربعة، ويفصل بينها وبين العاصمة طرابلس 140 كيلومترا في الجنوب الغربي، وتسيطر عليها قوات موالية للجيش الليبي. وتنطلق من القاعدة طائرات ومروحيات تابعة لسلاح الجو، وتنفذ ضربات جوية على مواقع تسيطر عليها قوات «فجر ليبيا» غرب البلاد، وقد نفذت العشرات من الطلعات الهجومية. إلى ذلك، اختتم ممثلو المجالس البلدية والمحلية من عدد من البلدات والمدن من مختلف أنحاء ليبيا، يومين من المحادثات التي رعتها بعثة الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، حيث قال بيان للبعثة إن المشاركين كلهم ثقة بأن هذا التعاون على المستوى الشعبي سوف يسهم في إحلال السلام في بلدهم. ونقل البيان عن برناردينو ليون، الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا ورئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قوله للمشاركين: «نحن جميعا متفقون على أن جروح الشعب الليبي عميقة للغاية. ولم يسلم أحد في ليبيا من ذلك». وأضاف ليون: «إن مخاوفكم تتعلق بالمستقبل وما يخبئه لكم وللأجيال القادمة. ولكن لكي نعمل من أجل المستقبل، علينا أن ننظر إلى الأمام ونركز على الطريقة التي يمكنكم بها العمل معا للمساعدة في إحلال السلام والأمن في ليبيا». وطبقا للبيان، عبر المشاركون عن اقتناعهم بأن التبادل الصريح والحقيقي لوجهات النظر بين الليبيين يشكل الأساس لتحقيق المصالحة، ولهذا الغرض بدأوا بهذه المناقشات، كما شددوا على ضرورة العمل معا والتعاون بغية إيجاد بيئة مواتية لإنجاح الحوار الذي يهدف إلى التوصل إلى حل سلمي للأزمة السياسية والأمنية في ليبيا. كما اتفق المشاركون على إرسال رسالة واضحة إلى المتنازعين من كل الأطراف للإصغاء إلى نداء رؤساء البلديات والممثلين المنتخبين الذين هم أقرب إلى السكان في مناطقهم وعلى دراية باحتياجاتهم وتطلعاتهم، بأنه آن الأوان لوقف القتال وانتهاز فرصة السلام التي يمثلها الحوار. وأكدوا أن من شأن وقف فوري للأعمال العدائية أن يسمح للبلديات والمجالس المحلية بتلبية الاحتياجات العاجلة للسكان، وعلى وجه الخصوص للفئات المستضعفة مثل الجرحى والمهجرين. وقرروا، بحسب البيان، تشكيل مجموعات عمل متعددة لمتابعة جهودهم الرامية إلى تحسين حياة الليبيين الذين عانوا الكثير وفقدوا أحباءهم وممتلكاتهم كما أُجبروا على النزوح من ديارهم في الداخل والخارج.
مشاركة :