توقع المحلل الاقتصادي جي نيكولاس مدير الاتصالات العالمية في مؤسسة Aberdeen Standard Investments البريطانية أن الفترة المقبلة ستشهد تصعيدًا بين الصين والولايات المتحدة الأميركية اقتصاديًا مما يساهم بشكل كبير في تباطؤ الاقتصاد العالمي رغم اللقاء الهام الذي تم في قمة العشرين الاقتصادية في الأرجنتين الأسبوع الماضي.وقال نيكلوس إن التوقعات بوقف الحرب التجارية بين واشنطن وبكين والتي كانت سائدة قبل قمة العشرين قد تلاشت رغم اللقاء بين الرئيسين الأمريكي والصيني، والاتفاق على تجميد الحرب التجارية بينهما الأمر الذي سيشعل الصراع مجددًا بعد انتهاء المهلة. ويرى المحلل الاقتصادي في تحليل له اليوم أنه من المحتمل أن الولايات المتحدة لن تضع زيادة جديدة في التعريفة الجمركية بنسبة 10-25٪ في يناير على 250 مليار دولار من الصادرات الصينية، كما كان يعتقد معظم الكثيرين، كما أنه يوقف إمكانية فرض رسوم إضافية على 267 مليار دولار من الواردات الصينية المتبقية إلى الولايات المتحدة.وأضاف: لكن رغم ذلك فإن لقاء قمة العشرين يجب أن ينتهي فيه التفاؤل، كما أن الاتفاق الذي تم هو مجرد وقف التصعيد، وليس وقف الحرب التجارية بالكامل.اعتبر نيكولاس أن هدنة 90 يومًا بين ترامب والصين ليست كافية لسد الفجوات ووقف الحرب حتى لو تصرفت الدولتان بحسن نية، كما ظهرت بالفعل علامات تشاؤم بعد وقف الاتصالات بين الجانيبن، ولم تعترف الاتصالات الرسمية من الصين بالموعد النهائي المحدد بـ 90 يومًا، في حين لم يكن هناك أي تأكيد على ادعاء ترامب بأن الصينيين سيقللون التعريفات.ولفت إلى أن الرئيسين ترامب وشي لديهما أجندات داخلية تعني أن البلدين ما زالا على مسار تصادمي، وللولايات المتحدة هدفان كبيران وهما أولًا: توفير آلاف الوظائف في المصانع الأميركية، وهو المطلب الرئيسي للعمال ذوي الياقات الزرقاء الذين يشكلون جوهر قاعدة ترامب الانتخابية. أما ثانيًا: هو إعادة التوازن للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الصين. يدعم كلا الهدفين الاعتقاد بأن شروط التبادل التجاري مع الصين ليست عادلة، ومن حق ترامب أن يغيرها. كما أيضا للصين لديها أهدافها الخاصة. تعد مبادرة "حزام طريق الحرير" المشروع العملاق الذي سيكون أكبر محاولة في العالم من قبل أي دولة لتوسيع نفوذها إلى ما هو أبعد من حدودها، والذي تراه الصين مشروعها التاريخي لفرض نفوذها الاقتصادي في العالم. وفي هذه الأثناء أيضًا، تضغط الصين بمبادرتها "صنع في الصين 2025". من أجل توسيع قطاع التكنولوجيا العالية وإنشاء قاعدة صناعية متطورة.وأضاف: هذه الخطوة ترى الصين أنها محاولة جريئة للسيطرة على السياسات الصناعية للبلدان الأخرى لإنشاء صناعات تسمح لها بالمنافسة في اقتصاد عالمي سريع التطور. وترى الولايات المتحدة أنها لا تشكل تهديدًا لشركات أمريكية فحسب، بل إنها تشكل أيضًا خطرًا أمنيًا كبيرًا.
مشاركة :