اتفاق القوى العظمى لن يوقف الحرب في سوريا

  • 9/16/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فقط المعجزة هي التي تحول الخطة التي اتفقت عليها الولايات المتحدة وروسيا إلى وقف إطلاق نار فعلي ومفاوضات سياسية. إن الطريق الذي يتضمن ثلاث مراحل أساسية معقد جدا، والثقة بين الجانبين قليلة جدا. في البنتاجون يعارضون الخطة وهم مقتنعون أن الروس وافقوا عليها ليمكنوا جيش الأسد من إعادة تنظيم صفوفه. الخطة التي اتفق عليها وزيرا خارجية الولايات المتحدة وروسيا ليست اتفاق هدنة، وليس من المفترض حتى أن تحقق وقف إطلاق النار، إنها اتفاق، كما قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يهدف «إلى تخفيف العنف والحد من المعاناة»، وبعبارة أخرى سوف يستمر القتال، ولكن إذا تحققت نوايا كيري ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، سيكون أقل حدة، وستكون الإصابات والمعاناة في صفوف المدنيين أقل، وسيحصلون على المساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء والمساعدة الطبية، وكل ذلك الذي حرموا منه حتى الآن. هذا هو الحد الأقصى للاتفاق الذي استطاعت الدول العظمى التوصل إليه بعد عشرة أشهر من المفاوضات العقيمة، وعداء معلن بين فلاديمير بوتن وباراك أوباما في قمة مجموعة الـ20. حتى هذا من المشكوك فيه أن يتحقق. فالخطة معقدة جدا ولا توجد ثقة أساسية بين العناصر المنوط بها تنفيذه. من المقرر أن تستغرق المرحلة الأولى من تنفيذ الخطة سبعة أيام، ابتداء من يوم الاثنين بعد غروب الشمس، حيث يبدأ عيد الأضحى في العالم الإسلامي، في اليوم التالي ولسبعة أيام بعد ذلك تتدفق قوافل المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي يسيطر عليها الجانبان في حلب ومدن سورية أخرى يحاصرها جيش النظام، في هذه المرحلة يلتزم الروس بإيقاف جيش الأسد، والأميركيون بإيقاف الثوار، حتى يمتنع كلاهما عن مهاجمة وقصف الجانب الآخر، أي تجميد الوضع على جميع الجبهات وخاصة جبهة حلب. وإذا احترم الثوار وجيش النظام الخطة في الأيام السبعة الأولى سوف يحصلون على المساعدات الإنسانية التي تصل بلا قيود إلى أحياء مدينة حلب التي يسيطرون عليها، وكذلك إلى مدن أخرى يسيطر عليها الثوار ويحاصرها النظام. وفي المرحلة الثانية، وإذا تحققت التهدئة جزئيا في المرحلة الأولى، ستنشئ الولايات المتحدة وروسيا «مركز تنفيذ» يضع فيه العسكريون الأميركيون والروس قائمة أهداف لـ «تنظيم الدولة» والقاعدة (جبهة فتح الشام)، التي سيهاجمها سلاحا الجو الروسي والأميركي في توزيع للعمل بينهما. وبطبيعة الحال، فإن تنفيذ خطة «تخفيف العنف والحد من المعاناة» هو أمر معقد للغاية، وسيجد جميع الأطراف صعوبة حتى إذا أرادوا الوفاء بدورهم. لا توجد فرصة تقريبا لنجاح سلاح الجو السوري في التركيز على جبهة النصرة فقط فلا يقصف الجماعات الثورية الأخرى التي تعمل معها، وكذلك الحال فيما يتعلق بالطائرات الروسية، ناهيك عن انعدام الثقة الأساسية القائم أصلا بين الولايات المتحدة وروسيا بسبب أن كل طرف يظن أن الآخر يحاول اكتساب أفضليات على حسابه. على سبيل المثال، يعتقد البنتاجون أن الروس مستعدون لـ «التخفيف من العنف والحد من المعاناة» حتى يستطيع جيش الأسد إعادة تنظيم صفوفه وإحكام قبضته على المناطق التي يسيطر عليها في حلب. في المرحلة الثالثة من المقرر أن تبدأ جميع الأطراف المشتركة في القتال في سوريا مفاوضات سياسية على الحل الدائم أو اتفاق وقف إطلاق النار ثم تسوية دائمة في سوريا. في هذه المرحلة وافقت الولايات المتحدة، وروسيا، وتركيا وعناصر أخرى، أن يتولى بشار الأسد رئاسة سوريا ستة أشهر بعد إعلان وقف إطلاق النار. ثم تنشأ حكومة انتقالية مشتركة من التنظيمات الثورية والنظام السوري، والتي تقوم بإعداد دستور جديد والانتخابات للحكومة الدائمة في سوريا. لن يكون الأسد في السلطة حينذاك، ولكن رجال نظامه سيكونون شركاء فيها و»تنظيم الدولة» والتنظيمات الموالية للقاعدة لن تكون جزءا من الحكومة الانتقالية.;

مشاركة :