اعتبر رئيس هيئة النقل العام الدكتور عبدالعزيز العوهلي أن هناك فرصاً كبيرة وواعدة في قطاع النقل السعودي خلال الأعوام المقبلة، داعياً المستثمرين إلى الاستفادة من هذه الفرص في المشاريع التي ستدخل حيز التنفيذ قريباً، في مجال البناء والتشييد والصيانة والخدمات وتقنية المعلومات والدعاية والإعلام والخدمات الاستشارية والمساندة وتوريد المركبات والتجهيزات. وقال خلال جلسة: «في مفترق الطرق.. كيف يمكن أن يسهم الموقع الجغرافي للمملكة العربية السعودية في ريادة قطاع النقل الإعلامي»، ضمن فعاليات منتدى التنافسية الدولي الثامن أمس: «تسعى المملكة إلى أن تصبح نقطة التقاء للقوافل التجارية بين الشرق والغرب ووسط آسيا وأفريقيا والخليج وأوروبا، إذ إن الموقع الجغرافي والبنية التحتية والقوانين المنظمة تدعم قطاع النقل في المملكة. والحكومة السعودية دعمت قطاع النقل بقرار غاية في الأهمية العام الماضي، وهو مشروع النقل العام في الرياض، والموافقة على مشاريع للنقل العام في مدن سعودية أخرى، والتي تتحمل الدولة كل تكاليف إنشائها وتشغيلها وصيانتها. وتوقع أن يسهم المشروع في تقليل استخدام السيارات الخاصة بالاعتماد على وسائل النقل العام، وأن يخفف من حدة الازدحام. وأبان العوهلي أن أهداف هيئة النقل العام تركز على التنظيم والإشراف على وسائل النقل العام وتشجيع الاستثمار في هذا المجال وبناء القدرات، مشيراً إلى أن النقل العام يسهم في تنمية المدن وتيسير التنقل وإيجاد المزيد من فرص العمل وتقليل الأثر البيئي الضار لكثرة وسائل النقل الخاص والاستغلال الأمثل للبنية التحتية وتقليل الازدحام وإهدار الوقت. وذكر أن المملكة طورت النقل بين المدن وداخلها والبنى التحتية وشبكات الطرق ووسائل النقل البحري والجوي والبري، إضافة إلى توقيع اتفاقات مع الدول المشاركة مع تقديم تسهيلات جمركية، موضحاً أن مشاريع النقل ستسهم في توطين العمالة وتوفير فرص العمل والاستدامة البيئية، إذ ستعمل القطارات الجديدة بالكهرباء. بدوره، أشار العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية فهد الرشيد إلى أن الهدف من إنشاء المدينة أن تكون قاعدة للتصنيع مع التركيز على منطقة البحر الأحمر والدول المجاورة، فعدد سكان هذه الدول سيصل إلى بليون نسمة في 2025 والمدينة لديها قاعدة في البنى التحتية والقوانين والتشريعات، وتسعى إلى استخدام الطاقة النظيفة للحفاظ على البيئة. وذكر أن المدينة جذبت أعداداً كبيرة من الشركات في الكثير من المجالات التجارية والخدمية، مبيناً أن المدن أفضل الأماكن للتنافسية، «إذ يوجد في العالم أكثر من 42 مدينة اقتصادية تتنافس فيما بينها، ومدينة الملك عبدالله تتميز بوجودها في المملكة صاحبة الموقع الجغرافي المميز والمهم في ظل المكانة السياسية والاقتصادية وتقديم الخدمات المتعددة». وأشار إلى أن مدينة صلالة في عمان تنافس على مستوى الخليج، ولكن الحكومة السعودية تقدم حوافز كبيرة للشركات وتسهيلات اقتصادية وحلولاً تنافسية. وفي الإطار ذاته لفت رئيس التنمية العمرانية لشركة سيمنس مارتن باول إلى أن «ازدياد عدد سكان المملكة يضغط على الكثير من المدن، لذلك فإن مشاريع النقل العام تسهم في إعادة رسم المدن واستيعابها للزيادة السكانية والأعمال»، مبيناً أن الرياض من أكثر المدن تلوثاً لكثرة السيارات الخاصة. وشاركه الرأي الرئيس التنفيذي لشركة سيسترا بيير فيرزات، مشدداً على أن المملكة أسرع دول العالم تطوراً في مجال النقل حالياً. وفي ختام الجلسة أكد الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية التركية الدكتور تيميل كوتيل أن هناك حاجة إلى زيادة عدد المطارات في المملكة، مشيراً إلى أن السعودية سوق كبيرة في مجال المطارات والشحن والنقل الداخلي بين المدن، إذ إن هناك 30 مليون مسافر سنوياً داخل المملكة، إلى جانب الزيادة الكبيرة في عدد القادمين إليها من كل دول العالم»، وقال: إن قطاع النقل في الشرق الأوسط سيماثل أوروبا خلال 20 عاماً.
مشاركة :