قبول حماس بورقة مصر للمصالحة مناورة لحرف الأنظار عن تحركاتها صوب إيران

  • 12/6/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - أكد عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية، الأربعاء، أن حركته وافقت على ورقة قدّمتها مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية. وقال الحية في مؤتمر نظمته مؤسسة “القدس الدولية” بغزة، بحضور ممثلين للفصائل الفلسطينية، “المصريون قدّموا لنا رؤية متمثلة في ورقة واضحة لإنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني، حملت متطلبات الفصائل الوطنية بشكل عام، ورغم ملاحظاتنا عليها، إلا أننا قبلنا بها”. جاءت تصريحات الحية بعد حوالي أسبوعين من مباحثات أجراها وفد حماس مع مسؤولين في المخابرات المصرية، وبعد انتهاء حواراته وصل وفد آخر ينتمي إلى حركة فتح، ثم وفد ثالث إلى حركة الجهاد الإسلامي برئاسة زياد النخالة الأمين العام للحركة، وبحث كل منهم على حدة ملف المصالحة والتهدئة في غزة وعدم التصعيد حيال إسرائيل. وأوضح متابعون لـ“العرب”، أن كلام الحية وقبله تصريحات حسام بدران القيادي بحركة حماس، المقيم في الدوحة، مساء الثلاثاء، بشأن الورقة المصرية، ينطوي على محاولة لتبديد بعض الشكوك التي تسرّبت إلى القاهرة، عقب إصرار الحركة على استمرار مراوغاتها، وحضها على المضيّ في مساعيها في وقت قد تتعرّض فيه الحركة لمزيد من الضغوط الدولية. وكشفت بعض المصادر أنه لا توجد ورقة مصرية جديدة، حتى تتحدث حماس عن الموافقة عليها الآن، فقد قبلت بالطرح المصري مبكرا، أي منذ توقيع تفاهماتها مع حركة فتح في أكتوبر من العام الماضي، ثم عادت وتنصّلت من غالبية الالتزامات، التي تمكّن حكومة الوفاق الفلسطينية من القبض على زمام الأمور في قطاع غزة. وقال طارق فهمي، الخبير في الشؤون الفلسطينية، إن هذه النوعية من التصريحات تريد أن تلقي الكرة في ملعب حركة فتح وتبعد عن حماس مسؤولية تعطيل المصالحة، وهو الأمر نفسه الذي تقوم به فتح مع حماس. وشدد لـ“العرب”، على أن الفيصل بالنسبة للجانب المصري “الذهاب نحو تنفيذ الإجراءات وليس ما يمكن تسميته بالمهاترات المستمرة من جانب الطرفين”، لذلك فالمعيار الأساسي للجدية يرتكن إلى نهج وأسلوب كل طرف في التنازل عن مطالبه، لكن الأمور غير واضحة تماما في ظل بحث كل طرف عن المصالح الوقتية. وأضافت المصادر لـ“العرب”، أن الورقة الأساسية لم تتغير وتحتفظ بثوابتها الرئيسية، وما يدخل عليها من تغييرات محدودة، لا يرقى للحديث عنها وكأن هناك ورقة في كل جولة، وما تم التوصل إليه من تفاهمات مشتركة جاء بناء على رغبة الفصائل الفلسطينية. وأشار مصدر مصري قريب من الملف الفلسطيني، إلى أن القاهرة حريصة على إنهاء الانقسام كسبيل للوصول إلى المصالحة الوطنية، وما تقوم به بعض قيادات حماس الآن، وتصديره على أنه “موقف جديد” يهدف إلى تجنّب غضب مصر، ومنعها من اللجوء إلى مضايقة حماس عبر غلق معبر رفح، ووقف تعاونها في عملية رفع الحصار. ولفت المصدر ذاته لـ“العرب”، إلى أن الحديث الإيجابي من قبل الحية وبدران، غرضه الإيحاء بأن الحركة لن تتخلى عن الوساطة المصرية، وأي تقارب مع قطر لن يؤدي إلى منحها مساحة لدور أكبر، يتجاوز مسألة المساعدات الاقتصادية المتمثلة في مد القطاع بالوقود، ودفع رواتب الموظفين. وتحمل الإشارة الجديدة للورقة المصرية رسالة أخرى مهمة، تتعلق بمحاولة تبديد قلق القاهرة من ميول بعض الفصائل الفلسطينية نحو استعادة الدفء في العلاقة مع إيران، والمناورة بها للضغط على إسرائيل لوقف التصعيد وإنهاء الهدوء الذي نجحت الوساطة المصرية في تثبيته الأيام الماضي. وتُبدي القاهرة انزعاجا من زيادة توجه حركتي حماس والجهاد الإسلامي نحو طهران، واستدعت الأمين العام للجهاد زياد النخالة على عجل، الأسبوع الماضي، لعدم الانصياع لدعوات إيران إلى التصعيد مع إسرائيل، وحذرته من مغبّة الرضوخ لمطالبها، وهددت بالانسحاب من الوساطة. وتحاول حماس من وراء التشديد على قبولها بالورقة المصرية التغطية على زيارة محمود الزهار، القيادي بالحركة، الأربعاء، لبيروت، على رأس وفد يضم، مروان أبوراس وفرج الغول ومشير المصري، يلتقي بعض المسؤولين في لبنان والكتل البرلمانية اللبنانية، ويتفقد المخيمات الفلسطينية ويطلع على أوضاعها. وذكرت مصادر فلسطينية لـ“العرب”، أن الزهار ورفاقه سيلتقون مع قيادات في حزب الله، الموالي لإيران، وهو ما يقلق القاهرة ويحرجها أيضا. وألمحت المصادر إلى أن توقيت زيارة الزهار لبيروت يتزامن مع ظهور بوادر تصعيد على الجبهة الإسرائيلية اللبنانية، ما يعني أن حزب الله لن يتورع عن حض حماس على فتح جبهة غزة، إذا قامت قوات الاحتلال بقصف جنوب لبنان. وتسعى حماس إلى التلويح لإسرائيل بأن التلكؤ في رفع الحصار واللجوء للتصعيد يمكن أن يفتح عليها جبهتا غزة وجنوب لبنان في آن واحد. وأكد أيمن الراقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، لـ“العرب”، أن لقاء وفد حماس مع قيادات حزب الله، سينتج عنه المزيد من الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة لتمرير قرار بشأن تجريمها في الأمم المتحدة، بما ينعكس لاحقا على المصالحة التي لن تكون لها أولوية بالنسبة للحركة. لكن القاهرة ربما تجد في القرار زاوية إيجابية، تتعلق باضطرار حماس إلى العودة لطاولة المصالحة، والحفاظ على قدر من المكاسب التي حصدتها الفترة الماضية. ومقرر أن تصوّت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار قدمته واشنطن لإدانة حماس، اليوم الخميس، بعد تأجيل التصويت الذي كان مقررا، الاثنين، ويطالب المشروع بإدانة الحركة وكافة نشاطاتها، من إطلاق الصواريخ من غزة وحفر الأنفاق.

مشاركة :