السراج يطالب بدور أميركي أكبر يقطع الطريق على معرقلي التسوية

  • 12/6/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بروكسل - استغل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج لقاء جمعه بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، للمطالبة بدور أكبر لواشنطن في ليبيا، يقطع الطريق على باقي اللاعبين الدوليين الذين وصف دورهم بـ”التدخلات السلبية”. وحذر فايز السراج خلال لقائه مايك بومبيو الأربعاء، من عدم وقف التدخلات السلبية من بعض الدول والتي يستفيد منها المعرقلون لإطالة أمد الأزمة. وبدا السراج وكأنه يطلب دعما أميركيا لمواجهة الضغوط التي بدأت تواجهه في الآونة الأخيرة وتهدد بقاءه في المشهد حتى إجراء الانتخابات في ربيع العام المقبل، حيث اتفق مجلسا النواب والدولة في خطوة مفاجئة على تغيير المجلس الرئاسي وحكومته. والتقط المجلس الرئاسي منذ أشهر إشارات بعثت بها واشنطن، تعكس مسعى لتعميق دورها في ليبيا. وتجسدت تلك الإشارات خاصة في تعيين القائمة بالأعمال في السفارة الأميركية في ليبيا ستيفاني ويليامز نائبة لرئيس البعثة الأممية غسان سلامة. وقال مندوب ليبيا السابق لدى الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي حينئذ، إن الولايات المتحدة الأميركية عادت إلى الصدارة في معالجة الأزمة الليبية تحت غطاء الأمم المتحدة، في إشارة إلى تعيين ستيفاني ويليامز. فايز السراج يستنجد بواشنطن لمواجهة الضغوط التي بدأت تواجهه وتهدد بقاءه في المشهد حتى إجراء الانتخابات وأضاف “بعد الابتعاد لما يزيد عن سنة عن الملف الليبي بحجة أنه أولوية أوروبية وليست أميركية، الولايات المتحدة تعود إلى الصدارة في معالجة الأزمة الليبية تحت غطاء الأمم المتحدة، بعد أن شاع الخلاف الأوروبي حول طريقة معالجة الأزمة، وتحوّل الخلاف الإيطالي الفرنسي إلى عائق رئيسي أمام الحل السياسي”. وتزايد التنافس الدولي على ليبيا في الأشهر الماضية، مقابل تراجع التنافس الإقليمي بين دول المنطقة. وبدا التنافس محتدما بين فرنسا وإيطاليا بالإضافة إلى توسيع روسيا لنفوذها في ليبيا من خلال الانفتاح على السلطات في طرابلس، بعدما كانت علاقتها محصورة بمعسكر الشرق الذي يقوده المشير خليفة حفتر. والمجلس الرئاسي نفسه حظي على مدى السنوات الماضية بدعم إيطالي واسع، ما أثار امتعاض القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر الذي اتهم روما بالانحياز لخصومه في المنطقة الغربية. وبدوره حظي حفتر بدعم فرنسي وروسي واسع. ومنذ بدئها لمهمتها الجديدة، ركزت ستيفاني ويليامز على تحسين الوضع الاقتصادي والأمني خاصة في العاصمة طرابلس. وعقدت ستيفاني العشرات من اللقاءات مع مسؤولين اقتصاديين وسياسيين، لينتهي الأمر بتوقيع اتفاق الإصلاحات الاقتصادية سبتمبر الماضي. وواجهت ستيفاني في البداية صعوبات تمثلت في رفض الميليشيات لتلك الإصلاحات، وهو ما عبرت عنه بعثة الأمم المتحدة في بيان في أغسطس انتقدت فيه تغول المجموعات المسلحة على مؤسسات الدولة وخاصة مؤسسة النفط والمصرف المركزي. واندلعت نهاية أغسطس الماضي اشتباكات بين ميليشيات طرابلس وأخرى قادمة من مدينة ترهونة رافعة شعار “تحرير العاصمة من دواعش المال العام”، في إشارة إلى ميليشيات طرابلس التي تتهم بالتحكم في سعر صرف الدولار في السوق السوداء والاعتمادات التي تقدم إلى رجال الأعمال لتوريد السلع الضرورية. وعبَّر السراج عن شكره لموقف الولايات المتحدة الأميركية الداعم لجهود تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، مشيرا إلى أن هناك تحديات تحتاج إلى جهد وصدق جميع الأطراف وموقف دولي موحد يدعمها. وعرض رئيس المجلس الرئاسي لمحة عن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أطلقه أخيرا لتصحيح التشوهات في النظامين الاقتصادي والنقدي، إضافة إلى مراحل تنفيذ الترتيبات الأمنية التي بدأت في العاصمة طرابلس ومحيطها وستشمل لاحقا المدن الليبية الأخرى. وأبدى السراج تطلعه إلى توسيع نطاق التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ليشمل مجالات الاقتصاد والتنمية مع استمرار التعاون في مكافحة الإرهاب وضرب بؤره أينما وجدت. وجدد الوزير الأميركي التزام الولايات المتحدة بدعم حكومة الوفاق الوطني، مشيدا بما تقوم به من جهود لتحقيق الأمن وإنعاش الاقتصاد، والتزامها بمحاربة الإرهاب. وأكد بومبيو أن بلاده ستعمل على دعم البرامج الإصلاحية للسراج ومساعدة لیبیا من أجل تلبیة الاحتیاجات الأساسية للمساهمة في النهوض بالاقتصاد، وسيتم في هذا الإطار تحديد لجان فنية لترتيب لقاءات مشتركة في مجال النفط والطاقة، ودراسة المشاريع الممكنة لدعم البنیة التحتیة وإعادة الإعمار. وتنفذ الولايات المتحدة بين الحين والآخر ضربات جوية تستهدف جماعات متطرفة في أنحاء ليبيا، كان آخرها ضربة استهدفت رتلا في بلدة جنوب البلاد. الضغوط المتفاقمة على رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، دفعته للاستنجاد بالولايات المتحدة من أجل دور أكبر لها في ليبيا وأكد قائد القوات البرية الأميركية في أفريقيا الأربعاء، أن الولايات المتحدة “ملتزمة” في القارة “اليوم أكثر من أي وقت مضى” على الرغم من إعلان واشنطن خفض عدد جنودها هناك. وقال الجنرال روجر كلوتييه “نحن لا نوقف التزامنا”. وأضاف “نحن ملتزمون اليوم أكثر من أي وقت مضى ونبحث عن فرص جديدة للمزيد من المشاركة”. وينتشر حاليا حوالي 7200 جندي أميركي في العشرات من الدول الأفريقية خصوصا في الصومال والنيجر وليبيا، لكنها خصوصا وحدات من القوات الخاصة التي تقوم بعمليات مشتركة مع الجيوش الوطنية ضد الجهاديين. والشهر الماضي أدرجت الخزانة الأميركية اسم القيادي الإسلامي صلاح بادي على قائمة العقوبات الأميركية، وهو ما اعتبره الليبيون خطوة أولى لتنفيذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتعهداته بشأن ليبيا. وكان ترامب قد تحدث بإسهاب عن ليبيا خلال حملته الانتخابية وانتقد سياسة بلاده إزاء ما يحدث فيها. وانتقد ترامب حينئذ طريقة تعاطي بلده مع الأحداث التي شهدتها ليبيا خلال السنوات الماضية واتخذ منها وسيلة لمهاجمة منافسته هيلاري كلينتون التي كانت شاهدة على ما حصل في ليبيا عندما كانت وزيرة للخارجية مع إدارة أوباما، ووعد ترامب في حال فوزه بتدخل ناجع من أجل إيجاد حلّ للأزمة. وكان مستشار السياسة الخارجية الأميركية وليد فارس قد أكد أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستدعم الجيش الوطني الليبي والبرلمان المنتخب. وأضاف فارس في فبراير 2017 أن “إدارة ترامب ستتعاطى مع المؤسسة الوطنية العسكرية الليبية بقيادة الجنرال حفتر، فهذا الجيش هو المعترف به رسميا من الإدارة، على الرغم من الخلافات السياسية العالمية ووجود مشاريع لإنشاء جيوش أخرى”. لكن ترامب خرج بعد شهر بتصريحات كرست الغموض بشأن موقفه من الأزمة في ليبيا. وقال في مؤتمر صحافي مع رئيس الحكومة الإيطالية السابق باولو جنتيلوني “إنه لا يرى دورا للولايات المتحدة في ليبيا باستثناء هزيمة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية”.

مشاركة :