وكالة الفضاء الأميركية توثق عبر مركبة جونو لحظة مذهلة تظهر شكلا يشبه الدلفين يقفز في أجواء أضخم كوكب في المجموعة الشمسية.واشنطن - التقطت مركبة تابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) سلسلة من الصور الساحرة الجديدة تظهر شكلا يشبه الدلفين يسبح بين الغيوم في أجواء كوكب المشتري. ورصدت كاميرا المركبة جونو مجموعات من الغيوم تغطي نصف الكرة الجنوبي للكوكب الغازي الضخم في 29 أكتوبر/تشرين الأول، وتمت معالجة الصور قبل نشرها على موقع ناسا الأحد الماضي. ووثقت جونو اللحظات المذهلة على سطح المشتري، خلال تحليقها السادس عشر للاقتراب من الكوكب، عندما وصلت إلى مسافة تراوحت بين 18400 و51 ألف كم من قمم السحب. وتزود جونو، وهي تدور حول الكوكب منذ عام 2016، الباحثين بما يصفونه برؤية تفصيلية لم يسبق لها مثيل للتركيبة الداخلية وديناميكية الكوكب. ونشرت ناسا في الشهر الماضي صورة أخرى للسحب الغامضة، والتي تأخذ شكل لوحة زيتية تشبه "الحلم". وأظهرت الصورة عواصف في الحزام الشمالي المعتدل للمشتري. ورصدت مجموعة من الصور المذهلة التقطتها "جونو" للبقعة الحمراء في كوكب المشتري أثناء تحليقه على ارتفاع تسعة آلاف متر منها. وهذه المرة الأولى التي يلتقط فيها الإنسان صورا قريبة لهذا الإعصار الضخم البالغ قطره 16 ألفا و350 كيلومترا، أي ما يساوي 1,3 قطر الأرض. ولطالما أثارت هذه البقعة الحمراء اهتمام العلماء وفضولهم منذ شوهدت أول مرة في العام 1830. وبحسب المعطيات الأولية فإن هذه البقعة آخذة في الانحسار. والمشتري نوع من الكواكب يسمى (العملاق الغازي) لتمييزه عن الكواكب الصخرية مثل الأرض والمريخ ويشكل الهيدروجين والهيليوم 99 في المئة من تركيبته. من المقرر أن تمتد رحلة "جونو" في مدار المشتري عشرين شهرا يهبط خلالها 37 مرة الى ارتفاعات منخفضة نسبيا عن طبقة السحب ترواح بين 4667 كيلومترا وعشرة آلاف. وهذه المسافات أقرب بكثير مما حققته مسبارات سابقة، منها المسبار الأميركي "بايونير 11" الذي كان صاحب الرقم القياسي في الاقتراب من سحب المشتري إلى مسافة 43 ألف كيلومتر، وذلك في العام 1974. وتصف وكالة الفضاء الأميركية كوكب المشتري، بناء على الصور التي التقطتها "جونو" بأنه "عالم معقد وهائل ومضطرب"، ومختلف عما كان العلماء يظنون.