ناقش قسم الاجتماع بكلية الآداب، جامعة الفيوم، أول رسالة ماجستير في علم اجتماع الجريمة، بعنوان "العــولمـة الثقافيــة والجــرائم المستحدثــة لدى الشباب" دراسة سوسيوأنثروبولوجية، والتي تناولت الرسالة شكلين جديدين من أشكال الإدمان وهما إدمان بعض الشباب للجنس الإلكتروني والمخدرات الرقمية والآثار المترتبة على إدمان الشباب لتلك الممارسات، التي تدمر شباب مصر جسديًا وعقليًا وفكريًا وتهدد الفرد والأسرة والمجتمع بأسره.أعد الرسالة الباحث إسلام صلاح عبد السلام مطاوع، بإشراف الدكتورة أمل محمد يوسف أستاذ علم الاجتماع والأنثربولوجيا المساعد ورئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب، الدكتور محمد كمال أحمد مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب، جامعة الفيوم.وجاءت أهم نتائج الدراسة، أن الهدف الحقيقي وراء استقطاب العديد من الشباب الباحثين عن علاقة افتراضية متحررة من كل أشكال الضوابط والرقابة الاجتماعية والأخلاقية لإدمان ممارسة الجنس عبر الإنترنت، هو تدميرهم فكريًا وجسديًا.وكشفت الدراسة أن مدمني الجنس الإلكتروني يمر بعدة مراحل تبدأ بالتصفح وحب الاستطلاع وتنتهي بمرحلة التصرف جنسيًا، والتي يقفز فيها المدمن للبحث عن الإثارة وإشباع الغريزة ليس عبر شبكة الإنترنت ولكن مع أناس حقيقيين على أرض الواقع بطرق مدمرة قد تصل لمرحلة الإجرام.وأوضحت الرسالة مدى شعور المرأة بالحرمان الجنسي والعاطفي نتيجة تجاهل الزوج لمشاعر ومتطلبات ورغبات الزوجة، وسط انتشار مظاهر وأشكال الشحن الجنسي المبرمج والمنتشر عبر المواقع، والمنتديات المجانية، كل ذلك وأكثر جعل البيوت تتحول إلى أوكار عالمية للبغاء الشفوي، وهو ما يعني بداية للانحطاط الأخلاقي.وأشارت الرسالة إلى أن بعض النساء المطلقات والأرامل وأيضًا المتزوجات التي يغيب عنها زوجها نتيجة السفر خارج البلاد، هن الأكثر هروبًا نحو الجنس الافتراضي الذي يتيح لهم الممارسة من داخل منزلهن وبهوية وهمية بحثًا عن التوازن الجنسي والجسدي والنفسي.وأوضح الباحث إسلام صلاح أن الجنس الإلكتروني يعتبر أحد العوامل الرئيسية التي تهدد الحياة الزوجية، فمن الممكن أن يتحول إلى ممارسة قهرية ينتج عنها اضطراب في العلاقة الجنسية بين، بالإضافة إلى حدوث نوع من الانفصال الروحي، مما ينتج عنه عدم توازن جنسي ونفسي.وعلق "صلاح" بأن مدمني الجنس الإلكتروني يقومون باستهلاك كمية أكبر من الطبيعي من الأفلام الإباحية، مما ينتج عنه البحث عن تجارب جديدة تقودهم لممارسات وأفعال شاذة، وتصاعد للأذواق الإباحية غير الطبيعية والأكثر غرابة.وأكد أن السبب وراء انتشار حالات الطلاق بين كثير من الأزواج هو بسبب ممارسة إحدى الزوجين أو كلاهما الجنس عبر شبكة الإنترنت الذي ينتج عنه أمراض عضوية تصل إلى العجز الجنسي وضعف الرغبة في الممارسة الحقيقية مع الزوج أو الزوجة.وعرف الباحث في رسالته بأن مواقع التواصل الاجتماعي هي العامل الأساسي في تعرف وإقبال الشباب على سماع المخدرات الرقمية، وهو ما يعكس مدى تأثير شبكات التواصل الاجتماعي في انتشار الأفكار المنحرفة بين الشباب.وأشار إلى أن ما يحدث لمدمن المخدرات الرقمية تأثير على الحالة المزاجية يحاكي تأثير المخدرات التقليدية مما يجعل العقل يصل لحالة من التخدر، حيث يحدث خلل واضطراب بالجهاز السمعي،والجرعة الزائدة من المخدرات الرقمية يمكن أن تفتك بالدماغ، حيث تُحدث تأثيرا سيئا على مستوى كهرباء المخ ما ينتج عنه دخول الشاب في ما يُعرف بلحظة الشرود الذهني، وهي لحظة يقل فيها التركيز بشدة ويحدث انفصال عن الواقع، هو مايجعل الشخص يتحول لشخص عدواني يميل للعنف داخل وخارج الأسرة.وقدمت الدراسة خطة مقترحة للتصدي والوصول للهدف المنشود وهو الحفاظ على الشباب المصري، من خلال توحيــد الجهــود داخل أجهـــــزة ومؤسســات الدولـــة والمجتمع بجانب جهود الأسرة المصرية لتحقيـق طفــرة محسوسة فـى هــذا الملف، حيث قدمت لكل مؤسسة من مؤسسات الدولة دورها في التصدي لتلك الجرائم.
مشاركة :