عبدالمحسن الشمري – عندما بدأ مسرح الطفل في الكويت في منتصف سبعينات القرن المنصرم، ساد الحذر العديد من المتابعين لشؤون المسرح من المولود الجديد، لكن في المقابل كان هناك تفاؤل من البعض بانطلاقة مميزة لهذا المسرح على الرغم من المواصفات الفنية والتربوية التي تتطلبها عروضه، والسبب أن من كان يعمل فيه هم من التربويين المخلصين للمسرح، مثل عواطف البدر والراحل منصور المنصور والنجوم الكبار مثل خالد العبيد، الراحل محمد السريع، والعناصر الشابة التي يدفعها الحماس لتقديم الأفضل مثل هدى حسين وعبدالرحمن العقل وزهرة الخرجي وعدد من الأسماء الأخرى، وشهدت عروض المرحلة أعمالا مهمة مثل «البساط السحري، السندباد البحري، ألف باء تاء، العفريت، الشاطر حسن، سندريلا، سندس» وغيرها. وعلى الرغم من دخول أسماء أخرى جذبها المسرح مثل خليفة عمر خليفوه وعبدالعزيز الحداد وعلاء الجابر وغيرهم، فإن مسرح الطفل حافظ على المستوى الجيد لما يقدم، وعرضت العديد من الأعمال التي لم يقل مستواها عن عروض المرحلة، خاصة مع دخول منتجين مثل أمل عبدالله والثنائي محمد جابر وعبدالرحمن العقل، ودخول فرق أهلية مجال تقديم أعمال طفل. كما قدم المخرج حسين المسلم بعض التجارب المهمة. لكن شهدت السنوات الأخيرة تراجعا شديدا في مستوى ما يقدم من أعمال للطفل، أعمال لمنتجين ليس لهم علاقة لا من قريب أو بعيد في المجال الفني اعتقدوا أن تقديم أعمال للطفل دجاجة تبيض ذهبا، دخل المجال كل من هب ودب وتحولت عروض الطفل إلى بازار لكل ما هو رخيص وضعيف إلا بعض الاستثناءات. والغريب أن مهرجانات المسرح العربي للطفل والتي تواصلت لعدة سنوات لم تنجح في تصحيح مسار مسرح الطفل، فشاهدنا أعمالا دون المستوى، ونعتقد أن تخلي المجلس الوطني عن دوره في المراقبة والتشديد على تلك الأعمال هو أحد الأسباب في تدني مستوى ما يقدم من مسرحيات باسم الطفل. السؤال الذي يفرض نفسه لماذا لا يعيد المجلس الوطني تجربة الفرقة الوطنية لمسرح الطفل التي قدمت تجربة يتيمة هي «الدانة» قبل أكثر من عشرين عاما؟ نعتقد ان الحل في إعادة بوصلة مسرح الطفل إلى مسارها الحقيقي يتطلب انتفاضة قوية من الجهات المسؤولة على أمور المسرح في الكويت، والمراقبة الشديدة للنصوص التي تقدم للجنة الرقابة التي تتحمل وزرا رئيسيا في السماح لأعمال ضعيفة المستوى بالعرض وهي أبعد ما تكون للمسرح. فهل من مجيب؟
مشاركة :