الموهبة والإبداع هبة من الله تعالى لكثير من الناس، وتعد الأسرة المسؤولة الأولى عن تنمية هذه المهارات لدى الطفل لتجعله يواكب التغيير والتجديد العالمي، فكيف تتعامل الأسرة مع هذه المواهب؟ وما هو دورها في تنمية روح الإبداع فيه في زمن التجديد والتغيير المستمر؟ تعددت الآراء ووجهات النظر لدى الأمهات اللاتي شاركن في مناقشة هذا الموضوع: فقالت نادية: أنا الآن أم لأربعة أطفال ودوري هو أن أوفر لهم أنواعا مختلفة من القصص المصورة الجميلة لأن القراءة مهمة جدا لتوسعة مداركهم الخيالية وقالت أنا متفقة مع مكتبة الأطفال لتزويدي بكل ما يصلها من الكتب الحديثة لمعرفة العلوم الجديدة وتنمية مهارة الإبداع لديهم. وذكرت خيرية: لتنمية المواهب الإبداعية عند الطفل على الأم متابعة الطفل والاهتمام به وعدم الانشغال عنه حتى لا تقضي على هذه المهارة الرائعة بل عليها دفعه وجذبه إليها عن طريق مشاركته بالأنشطة الهادفة في أوقات فراغه بدلا من أن يشتغل بالآيباد في ممارسة الألعاب غير المفيدة. وأضافت شكرية: لدي طفل يحب الرسم والعزف على آلة الموسيقى فأنا أوفر له المواد اللازمة حتى يستطيع ممارسة هواياته بسهولة، ولكي يتمكن ويتقدم ويصل إلى مستوى الإبداع أشاركه في مراكز الأنشطة الطلابية لأخلق فيه روح المنافسة الشريفة. وبينت أم فاطمة: لدي بنت في السابعة من عمرها لمست فيها حب الطبخ فلم أتركها ولم أقل لها أنت لا زلت صغيرة بل أخذت بيدها لأنمي لديها هذه الموهبة الرائعة وقالت انا نفسي من هواة الطبخ ففي أيام العطل والإجازات الطويلة آخذها معي إلى المطبخ لتمارس بعض الطبخات البسيطة مثل بعض الحلويات والمعجنات فتفرح وتقول لي ماما عندما أكبر أريد أن أكون طباخة حتى أطبخ لكم كل شيء فأقول لها ان شاء الله. وقالت زهراء: أنا أم لخمسة أطفال وعندي طفلة تميل إلى كتابة القصص وكلما كتبت قصة تقرأها لي وللأسرة عندما تكون مجتمعة معها وتقول الأم أنا أصغي إليها وأقوم بمدحها والثناء عليها وأقدم لها التوجيه والإرشاد وحثها على الاستمرار في القراءة والكتابة وأحيانا تطلب مني الكتب التي تكون أعلى من مستواها التعليمي فلأنها من المتفوقات فلا أمانع فهي بهذا تعمل على رفع قدراتها اللغوية وإبداعاتها الكتابية. ثم قالت أم دانيال: أنا أم وطفلي عمره خمس سنوات وعنده موهبة الرسم والقراءة وأنا أعمل لأزرع فيه مواهب أخرى مثل الرياضة وركوب الخيل وما شابه أما بالنسبة للأجهزة الذكية فلا أسمح له إلا نادرا على أن تكون مواد تعليمية مفيدة. ولأملأ اوقات فراغه أسجله في مراكز الأنشطة الرياضية والعلمية، وأشارت سوسن أم دانيال الى أن الطفل في هذا العمر يكون كمشروع الغد فإن لم نحسن استثماره من الآن بما يناسب العالم المتغير والمتجدد فلا ثمر له غدا. ونخلص إلى ذلك بأن عالم اليوم ليس كعالم الغد ولقد أكد خبراء العمل حول العالم أن التقدم السريع في التكنولوجيا يؤدي إلى تجديد لكثير من الوظائف الحالية وإلغاء معظمها، وأول وظيفة سوف تلغى هي وظيفة مهندس الكهرباء لأن العالم الآن يسير نحو الطاقة النظيفة والمولدات العظيمة، وحتى المعلم سوف تلغى وظيفته ويبقى على خدمة بسيطة، لأن عملية التعليم تكون عن طريق الإنترنت وباستطاعة الطالب ان يكتسب المعلومات من كل مكان. إذن علينا أن نفكر في مستقبل أبنائنا فلا ننمي فيهم الأفكار القديمة التي كنا نحلم بها، بل علينا أن نوجههم إلى الاتجاه المناسب لمواكبة التجديدات والتغييرات الحديثة والله الموفق
مشاركة :