أبوظبي: إيمان سرور تختتم، اليوم الجمعة، في أبوظبي فعاليات الملتقى الخامس ل«منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، الذي يعقد برعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، تحت شعار:«حلف الفضول - فرصة للسلم العالمي». وتواصلت، أمس، (لليوم الثاني) فعاليات الملتقى، وفي الجلسة الأولى، أمس، ألقى العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس «منتدى تعزيز السلم»، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، كلمة تأطيرية قال فيها: «يجمعنا، اليوم، الملتقى الخامس ل«منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، في أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، أرض المؤسس القائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في «عام زايد الخير»، برعاية كريمة من أبناء زايد، زادهم الله من خيره وفضله، ويسرنا أن نجتمع من ثقافات وخلفيات وديانات وأعراق مختلفة، هنا في أبوظبي، فضاء الإنسانية والتسامح».وأضاف: إنه في الملتقى الأول بأبوظبي 2014، غرسنا شجرة السلام، وتعهدناها بالرعاية والسقي في الملتقيات اللاحقة؛ ليقوى جذعها، ويمتد فرعها، وتثمر أغصانها؛ وكان همنا أن تصمد هذه الشجرة في وجه العواصف العاتية، التي تهبُّ على البشرية، وتزعزع أركان بناء السلام. وأوضح: إن العنف صار لغة كل مفلس في مشارق الأرض ومغاربها، وخطاب الكراهية سلعة رائجة في أسواق المزايدات الأيديولوجية.وركزت جلسات اليوم الثاني على ثلاثة محاور؛ حيث استهلت الجلسة الصباحية الأولى بعنوان: «المسلمون والمعاهدات الدولية وعقود المواطنة الحديثة»، التي ترأسها الدكتور فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، الأمين العام ل«مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات» - المملكة العربية السعودية.ووجه الدكتور علي راشد النعيمي مدير جامعة الإمارات، رئيس دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي في بداية حديثه رسالة مباشرة، قال فيها: «عندما نتحدث عن المواطنة؛ فإننا نتحدث عن ضرورة وليس اختياراً، وإننا مسؤولون أمام الله- عز وجل- وأمام أبنائنا وشعوبنا والإنسانية عن إنقاذ الشباب المسلم من مطحنة التطرف والإرهاب والفقر والبطالة والضياع والهجرة». وأوصت الدكتورة رجاء ناجي مكاوي، سفيرة المملكة المغربية لدى الفاتيكان، في ورقتها المقدمة للجلسة الأولى، بأنه ينبغي علينا كمفكرين وإعلاميين ومثقفين ورواد في المجتمعات، تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الأديان؛ لتنوير الآخرين، مطالبة ببناء جهاز متراصٍ للمثقفين، يحمل رسائل مشروعة ومستمرة؛ لتحديد تلك المفاهيم الصحيحة.وخلص الدكتور قطب سانو مستشار رئيس جمهورية غينيا للشؤون الخارجية، بأن المواطنة عقد اجتماعي يلتزم فيه الفرد بالولاء والانتماء، الذي يتضمن معنى المحبة والنصرة، وليس ولاء الطاعة العمياء، وبالمقابل تلتزم الدولة، بتوفير الحماية للمواطن.واقترح الدكتور عارف النايض مدير «مؤسسة كلام للبحوث والإعلام»- ليبيا- بأن ننظر جيداً للأصول الأخلاقية والروحية لهذه الأمة، في مسعانا عند تأصيل دولة وحقوق المواطنة، مشيراً إلى أن حقوق المواطنة تنطلق من الأسفل إلى الأعلى.وتحدث الدكتور عز الدين عناية، أستاذ بجامعة طالب المعرفة بروما - إيطاليا - في ورقته عن حقوق الضيافة والجوار، مشيراً إلى أن يوجد نحو ثلاثة ملايين مسلم في إيطاليا، منهم 750 ألف تلميذ في المدارس الابتدائية، ويحرمون من مادة التربية الإسلامية، في ساعة الدين؛ لأن الكنيسة الكاثوليكية تحتكرها.وأكدت الدكتورة منى صديقي أستاذة الدراسات الإسلامية - إيطاليا - في ورقة عمل قدمتها إلى أعمال الجلسة الثانية ليوم أمس، بعنوان: «الدين وحقوق الضيافة والهجرة»، ضمن محور «الأديان والأزمات الإنسانية الراهنة»، أن الضيافة فعل تعبدي.وقال الدكتور وليام فندلي، عضو تحالف حلف الفضول - أمريكا - نحن نعمل بشكل جيد؛ عندما نطبق العدالة بشكل جيد وأعمق، وعلينا العمل على تطبيق الإيمان بالآخر أكثر من الخوف. مفتي فلسطين: تحقيق العدالة والسلام أوصى سماحة الشيخ محمد أحمد حسين مفتي فلسطين في ورقته «المعاهدات الدولية والسلم العالمي» بضرورة أن تتعامل الدول والشعوب والمنظمات والهيئات الدولية الإقليمية والمحلية، مع بعضها؛ لتحقيق العدالة التي نادت بها الأديان، وكل الوثائق المعروفة في الدولة الإسلامية على امتداد تاريخها وتاريخ المجتمع الدولي؛ لتحقيق العدالة بين كل بني الإنسان؛ لتصبح العائلة الإبراهيمية؛ بل العائلة العالمية شعوباً وقبائل متحابة.وأضاف: مع الأسف يسود العالم اليوم، لغة القوة والبطش والبقاء للأقوى؛ وبذلك اختلت المقاييس والمعايير، ضارباً مثلاً حياً بما تتعرض له القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني من ظلم وعدوان. العيسى: القيم الإسلامية حفظت الحريات أبوظبي: محمد علاء أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، أن الاختلاف والتنوع من طبيعة البشر، مشيراً إلى أن القيم الإسلامية حفظت للجميع الحقوق والحرياتِ المشروعة، ولم تكن مِنَّةً من البشر على البشر؛ بل رحمة من الخالق بخلقه، مشدداً على أن الإسلام لم يقف من الآخَر أي موقف أخل بالدعائم الأخلاقية في رسالة الدين.ولفت إلى أن الإسلام، أصَّل الدعائم الخلقِيَّة، منبهاً إلى أن الإسلام لم يقف من الآخر موقف العداء؛ بل إن الإسلام يُرسي قِيَمَ العدل والسلام وإرادةَ الخير للجميع.
مشاركة :