كرّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ودولة الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا، وسعادة السيد يوري فيدوتوف ممثل الأمين العام المدير العام لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الفائزين بجائزة سموه «جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد»، في نسختها الثالثة، في حفل الجائزة المقام بمركز بتراجايا الدولي في مدينة كوالالمبور، عصر أمس.قد منحت «جائزة إنجاز العمر» إلى السيد نوهو ريبادو والسيد ليونارد فرانك مكارثي، و»جائزة إبداع الشباب وتفاعلهم» إلى مختبر المساءلة «اكاونتيبيليتي لاب» والآنسة فرناندا أنجليكا فلورس، و»جائزة البحث والمواد التعليمية الأكاديمية» إلى البروفيسور جاسون شرمان والدكتور روبتل نيجي بيلي، و»جائزة الابتكار» إلى مؤسسة «بي.أن.جي» للهواتف ضد الفساد والدكتور روجر أوبونج كورانتنق. وبهذه المناسبة، ألقى دولة الدكتور مهاتير محمد -رئيس وزراء ماليزيا، ضيف الشرف- في الحفل كلمة؛ وجه خلالها التهنئة لحكومة دولة قطر على تنظيم هذا الحدث المهم، كما وجه الشكر لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة «UNODC» على دعمه لهذه الجائزة. وقال دولته: «أود أيضاً أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر لجنة جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد، على اختيار مدينة بوتراجايا مكاناً لمراسم هذا العام»، مؤكداً أن هذا الحدث اعتراف مهم من المجتمع الدولي بجهود ماليزيا في مكافحة الفساد. وأضاف رئيس الوزراء الماليزي أن بلاده دخلت التاريخ في انتخابات 9 مايو الماضي، عندما صوّت الماليزيون ضد التحالف الذي حكم البلاد منذ الاستقلال، لافتاً إلى أن «رفض الفساد» كان هو الدافع الذي أدى إلى تصويت غالبية الماليزيين ضد الإدارة السابقة. وتابع قائلاً: «يتعين علينا ضمان بذل جهود إضافية، لتحسين الحكم، والقيام بمبادرات تهدف إلى وضع حدٍ للممارسات الفاسدة، وإساءة استخدام السلطة»، مؤكداً أن هذا الاحتفال والفلسفة من وراء الجائزة يؤكدان على ضرورة احترام قيم النزاهة والحكم الرشيد في بلادنا وفي مؤسساتنا. وأردف رئيس وزراء ماليزيا: «إذا كنا نرغب في الانضمام إلى صفوف الدول المتقدمة، لنكون أساطير آسيا مرة أخرى، فعندئذ يتعين علينا أن نتخذ مكافحة الفساد على محمل الجد، فنحن لم نصل لنجاحاتنا السابقة عن طريق اتخاذ اختصارات لتحقيق النجاح». وأوضح أن الفائزين بجوائز هذا العام قاموا بعمل رائع، من خلال البحث الأكاديمي والابتكار لمكافحة الفساد في مجتمعاتهم، معرباً عن أمله في أن يؤدي ذلك إلى زيادة الوعي بأهمية النزاهة، وإلى دفع القطاع العام والقطاع الخاص، لإدراك أن سبيل النزاهة والحكم الرشيد هو الذي يسمح للدولة بالنمو والتطور والازدهار. وفي ختام كلمته، أعلن الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا، عن دعم حكومة بلاده لمبادرة مقترحة من قبل الاتحاد الدولي لسلطات مكافحة الفساد، تتمثل في إنشاء صندوق خاص لدعم الحوادث التي عانى فيها أبطال مكافحة الفساد خلال أداء واجباتهم. د. بن فطيس المري: الجائزة رسالة من صاحب السمو إلى كل من يحارب الفساد بأن «هناك من يقف معك» أكد سعادة الدكتور علي بن فطيس المري -محامي الأمم المتحدة الخاص بمكافحة الفساد، في كلمة له- أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قد منح هذه الجائزة آملاً في تعزيزها على المستوى الدولي، من خلال الشراكة مع الأمم المتحدة. وأضاف: من خلال هذه الجائزة، يود سموه أن يرسل رسالة إلى أولئك الذين يحاربون الفساد في كل مكان في العالم بأن «هناك من يقف معك، هناك من يرى عملك، هناك من سيأخذ بيدك ليعطيك مثالاً يحتذى به، أنتم من تستطيعون إنقاذ بلدكم من الوقوع في فخ الفساد». وشدد سعادته على أنه لا يمكن كسب الحرب على الفساد إلا عندما يؤمن من يحاربه بقدرته على الانتصار، «فالفاسد لا يمكنه محاربة الفساد»، مضيفاً أنه «ما لم تجد قائداً يؤمن بالقضاء على الفساد، فإنك لن تفوز، بصرف النظر عن مدى قوتك»، وقال سعادته: «حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى -حفظه الله- يحمل مشروعاً حضارياً كبيراً، وإن محاربة الفساد جزء من هذا المشروع». وأوضح أن تقديم هذه الجائزة يأتي دعماً للأمم المتحدة، حيث عقدت الجائزة الأولى في فيينا في عام 2016، والثانية في جنيف في مقر الأمم المتحدة، وتعقد هذا العام في كوالالمبور، بحضور دولة الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا، تقديراً لما قدمه في هذا البلد، من خلال تاريخه الطويل في مكافحة الفساد، مما ساعد على وصول هذا البلد إلى موقعه الحالي وقوته الاقتصادية، كما أن دافع شعب هذه البلاد لمكافحة الفساد أينما كان، يعد أحد أهم الاعتبارات عند اختيار موقع تقديم الجائزة. قائمة الحضور في الحفل حضر الحفل فخامة الدكتور محمد المنصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق، وسعادة السيناتور أس أي فينغسوان ساناسي رئيس مجلس الشيوخ الماليزي، وسعادة السيد سيف الدين بن عبدالله وزير الخارجية الماليزي، وسعادة تيريزا كوسو سيم وزير الصناعات الأولية الماليزي، وسعادة السيد محمد الدين كتبي وزير السياحة والفنون والثقافة الماليزي، وسعادة السيد محمد رضوان محمد يوسف وزير تنمية الأعمال، وسعادة السيد فيكرت ممادوف وزير العدل الأذربيجاني، وسعادة السيد ناصر جاسم الصانع عضو مجلس الأمة الكويتي، وعدد من أعضاء اللجنة العليا لاختيار الفائزين بالجائزة، وأصحاب السعادة أعضاء البعثات الدبلوماسية في ماليزيا، وكبار المسؤولين. يوري فيدرتوف لصاحب السمو: نشكر مبادرتكم التي تحتفي بالجهود الاستثنائية حول العالم وجه سعادة السيد يوري فيدوتوف -ممثل الأمين العام، المدير العام لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة- الشكر إلى الحكومة الماليزية على استضافة حفل توزيع جائزة الشيخ تميم بن حمد للتميز في مكافحة الفساد هذا العام. وقال في كلمته: «قبل خمسة عشر عاماً، لم تكن هناك أي وثيقة عالمية لتجريم الفساد، والآن أصبحت كل دول العالم تقريباً طرفاً في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، بل وتتعاون وتقدم المساعدة القانونية المتبادلة لمنع الفساد ومكافحته»، مشدداً على أن الاتفاقية «تمثل الإقرار الأساسي بأن الفساد ليس تكلفة مقبولة لممارسة الأعمال التجارية، ولا شراً ضرورياً. إنها جريمة خطيرة، وببساطة أمر غير مقبول». وأوضح أن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة رعوا هذا العام مناقشات رفيعة المستوى، وتسلّط الضوء على دور الفساد في الصراع، وأهمية الحد من الفساد والرشوة، وإعادة الأصول المسروقة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأضاف ممثل الأمين العام، المدير العام لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة: «إن الفساد يمسنا جميعاً، ويخنق النمو والابتكار، ويمكّن من ارتكاب العديد من الجرائم الأخرى، من الاتجار غير المشروع بالمخدرات، والأسلحة، والأشخاص إلى الصيد الجائر والنهب للموارد الطبيعية والتراث الثقافي». وفي ختام كلمته، وجه سعادة السيد يوري فيدوتوف -ممثل الأمين العام، المدير العام لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة- التحية والشكر لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على مبادرة الجائزة الدولية للتميز في مكافحة الفساد، التي تحتفي بالجهود الاستثنائية التي يبذلها الأفراد والجماعات في جميع أنحاء العالم.;
مشاركة :