اتهمت واشنطن موسكو، أمس، بمساعدة دمشق في فبركة هجوم كيماوي بغية «تقويض» الهدنة في إدلب.وحذرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، روسيا وسوريا، من العبث بموقع ما يشتبه بأنه هجوم كيماوي في حلب بسوريا في الشهر الماضي، وقالت إنها تلقت معلومات تشير إلى أن عسكريين من روسيا وسوريا شاركوا فيما وصفته بهجوم بغاز مسيل للدموع. وقال متحدث باسم الوزارة في بيان نقلته «رويترز»: «نحذر روسيا والنظام من العبث بموقع الهجوم المشتبه به ونحثهما على تأمين سلامة المفتشين المحايدين والمستقلين حتى تتسنى محاسبة المسؤولين».وجاء الموقف الأميركي في وقت حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تداعيات الأزمات المتواصلة في جنوب البحر المتوسط، واتهم بشكل غير مباشر الغرب بالتدخل لتغيير «الهندسة الجيوسياسية» للمنطقة، وقال إنها تبقى «بؤرة للتوتر الدولي»، في حين حملت الخارجية الروسية بقوة على ما وصفته بأنه مساعٍ أميركية لعسكرة جزيرة قبرص رداً على الوجود الروسي في سوريا.وقال لافروف في حديث لصحيفة يونانية نشر أمس، إن جنوب البحر المتوسط، يبقى مصدراً رئيسياً للتوتر الدولي والتهديدات الخطيرة مثل الإرهاب والهجرة غير المشروعة وتجارة المخدرات والجريمة المنظمة، مشيراً إلى أن الأزمات المتعاقبة في المنطقة أسفرت خلال السنوات الأخيرة عن «اختلال في التوازن الطائفي العرقي نتيجة للنزوح الجماعي للسكان المسيحيين».وغمز من قناة السياسات الغربية، مشدداً على أن «هذا الوضع بات نتيجة مباشرة لمشروعات الهندسة الجيوسياسية التي تم العمل عليها عبر التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفرض نماذج تطور ووصفات تغيير غريبة عليها».ونبه لافروف إلى أن تحركات روسيا خلافاً للتحركات الغربية كانت موجهة لـ«تحسين الوضع في المنطقة»، وأشار إلى أنه «بفضل الإجراءات العسكرية والدبلوماسية الروسية، أمكن توجيه ضربة قاصمة للإرهابيين في سوريا، وإطلاق العملية السياسية وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين».ولفت إلى أن موسكو تعمل مع طهران وأنقرة، من أجل تشكيل اللجنة الدستورية في سوريا وتنفيذ مهمات كبيرة في مجال إعادة تأهيل وبناء البنية التحتية. وشدد على ضرورة المشاركة الدولية في هذه العملية «من دون شروط مسبقة وبعيداً عن المعايير المزدوجة»، مؤكداً أن ذلك سيخفف من ضغط الهجرة على أوروبا.وكان ملف الوضع في منطقة جنوب المتوسط حاضراً، من خلال انتقادات حادة وجهتها الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى الولايات المتحدة. واتهمتها بالعمل على تعزيز حشود عسكرية أميركية في الجزيرة في مواجهة الوجود الروسي في سوريا، مشددة على أن موسكو «ستتخذ إجراءات جوابية مناسبة في حال تواصل تعزيز الحضور العسكري الأميركي في قبرص».وقالت زاخاروفا إن ثمة «معلومات تأتي من مصادر مختلفة، حول دراسة واشنطن لإمكانية زيادة حضورها العسكري في قبرص لمواجهة النفوذ الروسي المتزايد في المنطقة على خلفية نجاح عملية القوات الجوية الروسية في سوريا». وأضافت أن «وفداً من الخبراء العسكريين الأميركيين قام قبل فترة بتفتيش مواقع ذات أهمية عسكرية استراتيجية في الجزيرة، من أجل دراسة إمكانية إنشاء مواقع لنشر القوات المسلحة الأميركية. كما تجري مشاورات كثيفة مع نيقوسيا حول مختلف مسائل توسيع التعاون العسكري - التقني».ورأت الناطقة أن «استمرار عسكرة الجزيرة وجرها في تنفيذ خطط الأميركيين وحلف شمال الأطلسي سيؤدي حتماً إلى عواقب خطيرة ومزعزعة لاستقرار قبرص ذاتها. ولا يمكن لموسكو ألا تأخذ بعين الاعتبار الطابع المعادي لروسيا لهذه الخطط».على صعيد آخر، أعلن راؤول خادجيمبا، رئيس جمهورية أبخازيا التي أعلنت انفصالاً من جانب واحد عن جورجيا، أنه «واثق من أن الرئيس السوري بشار الأسد سوف يزور أبخازيا تلبية لدعوة وجهت إليه».وقال خادجيمبا، في لقاء مع قناة «آر تي» ووكالة «سبوتنيك» الروسيتين، إن الدعوة سلمت إلى الأسد قبل أسابيع خلال زيارته إلى دمشق قبل شهرين، وإن «الأسد وعد بتلبيتها».وكانت سوريا قد اعترفت باستقلال أبخازيا، لتغدو خامس دولة تعترف بانفصال الإقليم الجورجي، في خطوة قوبلت بانتقادات شديدة من جانب الاتحاد الأوروبي.وأعرب خادجيمبا عن «شكره وتقديره الكبيرين لقرار سوريا الشجاع»، مجدداً «وقوف بلاده وتضامنها مع الشعب السوري وقيادته في مواجهة الإرهاب الذي يتعرض له».يذكر أن جمهورية أبخازيا، أعلنت استقلالاً من جانب واحد عن جورجيا، ما أسفر عن اندلاع حرب بين الطرفين.واعترفت روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا وناورو باستقلال أبخازيا بعد الحرب الروسية - الجورجية في 2008. ووقع الأسد وخادجيمبا «معاهدة الصداقة والتعاون بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية أبخازيا» في سبتمبر (أيلول) الماضي.
مشاركة :