قطر نجحت في تجاوز آثار الحصار الجائر

  • 12/8/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

شنغهاي - قنا: أشاد عدد من الدبلوماسيين والأكاديميين الصينيين بالجهود المبذولة من جانب حكومة دولة قطر في مجالات البنية التحتية والمشروعات الصناعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي للكثير من احتياجات الشعب القطري في ظل الأزمة الحالية والحصار الجائر، مؤكدين أن قطر تعاملت باحترافية كبيرة ومبادرات ابتكارية مكنتها من تجاوز المحنة التي تعرضت لها في فترة وجيزة جداً. ولفتوا إلى أن الشعب القطري كان واعياً جداً بالتفافه حول قيادته، مرجعين ذلك إلى نهج الدولة بالاستثمار في العنصر البشري والاعتماد على الشباب، منوهين في الوقت ذاته إلى أن الأسبوع الجاري سيشهد توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة شنغهاي للدراسات الدولية وجامعة قطر. جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية في مقره بمدينة /‏شنغهاي/‏ الصينية حول التحولات الجيوسياسية في منطقة الخليج، ومستقبل مجلس التعاون الخليجي، والأهداف والتحديات لرؤية قطر الوطنية 2030، والعلاقات الثنائية القطرية الصينية، والإصلاح والانفتاح في الصين وبناء مبادرة “الحزام والطريق” وذلك بمناسبة مرور 30 عاماً من العلاقات القطرية الصينية. وأوضح المشاركون أن جمهورية الصين الشعبية شريك رئيسي للمنطقة العربية والخليجية ولا سيما دولة قطر من خلال الاستثمار ودعم الصناعات المختلفة والمساعدة في تلبية حاجات الشعب القطري في مجالات البنية الأساسية والصناعات الغذائية التكنولوجية والثقافة والتعليم، لافتين إلى أن الإمكانات القطرية كبيرة وبنيتها الأساسية تسمح بتنفيذ مناطق صناعية وعلمية كبيرة. وشددوا على أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية مطالب بحل الأزمة الخليجية الراهنة لمواجهة الأخطار الخارجية التي تحيط بالمنطقة خاصة وأنه كان المنظمة الإقليمية الوحيدة القوية بعد تضاؤل دور الجامعة العربية والوهن الذي يعتريها الآن. وأكد المشاركون في الندوة أن الأزمة الخليجية تعرقل تنفيذ مبادة /‏الحزام والطريق/ حيث توقف التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون وكذلك العديد من مشروعات البنية الأساسية المشتركة بين دول الخليج كمشروع القطار الخليجي والربط الكهربائي وغيرها من مشروعات كبرى تسهم في تنفيذ المبادرة الصينية وتدفع عجلة التنمية في المنطقة. وأشاروا إلى أن المبادرة تحاول ربط دول الحزام والطريق بالطرق البرية والبحرية وكذلك التعاون في مجالات الاستثمار والتجارة وبناء مشاريع ضخمة تربط العالم كله وتسهم في تنمية الشعوب، داعين جميع القادة العرب إلى المشاركة في المنتدى رفيع المستوى لرؤساء دول الحزام والطريق الذي ستقيمه الصين في أبريل المقبل. وخلص المشاركون في الندوة إلى ضرورة أن تفكر دول المنطقة في إعادة ترتيب مجلس التعاون من الداخل لمواجهة الأخطار الخارجية التي تحيط بالمنطقة، ووضع الخلافات بين الأشقاء جانباً، ومواصلة مسيرة الإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والتنمية، وتغليب المصالح المشتركة، وتجديد الثقة بين الأطراف، ووضع حد للأزمة السياسية، للإسهام في تطوير وتقدم الشرق الأوسط، موضحين أن القمة المقبلة لهذه المنظمة الإقليمية الهامة فرصة لتسوية هذه الأزمة التي تسيء إلى أطرافها كافة، وتضر بمصالح جميع الدول العربية، والجلوس إلى طاولة الحوار دون الالتفات للتدخلات الخارجية التي تضر بمصالح المنطقة. وأضافوا إن بطولة كأس العالم 2022 فرصة ذهبية لحل الأزمة الخليجية والمشاركة في تنظيم هذا العرس الكروي، وإخراجه بصورة رائعة، والاستفادة من الزخم الإعلامي والحراك الرياضي الكبير الذي سيشهده العالم خلال هذه البطولة، خاصة وأن هذا المونديال يعكس صورة الشرق الأوسط كله. وأشار المشاركون إلى أن منطقة الشرق الأوسط أصبح فيها العديد من اللاعبين الدوليين وظهر التناقض في سياسات الدول الكبرى تجاهها، مما أدى للكثير من التحولات والاختناقات بين دول الخليج بعضها البعض الأمر الذي لا يسهم في تطور العلاقات الدولية ولا يقود إلى بناء عالم ذي مصير مشترك ومجتمع دولي واحد بل يعرقل مسيرة التقدم وتعزز انقسام المنطقة. حضر الندوة سعادة السيد جاي يوجن السفير الصيني السابق لدى الدوحة، والسيد زو ويلي رئيس لجنة الخبراء لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، والسيد وانج يو يونج مدير مكتب البحث العلمي بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية، والسيد وانج جوان الأمين العام لمجلس إدارة مركز الدراسات والمدير التنفيذي، والسيد جين جون عضو المجلس الاستشاري السياسي بحكومة شنغهاي نائب رئيس الجمعية الإسلامية بشنغهاي. يذكر أن مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية تم افتتاحه في أبريل عام 2017 بهدف تعزيز تبادل الخبرات والصداقة والتعاون الاقتصادي والتجاري بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية.

مشاركة :