خبراء اقتصاديون وإعلاميون فلسطينيون لـ "الاتحاد": انسحاب قطر من "أوبك" قرار سياسي غير مسؤول

  • 12/8/2018
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من الخبراء الاقتصاديين والإعلاميين المتخصصين الفلسطينيين، أن انسحاب قطر من منظمة «أوبك» هو قرار سياسي بحت وغير مبرر ويخدم أجندات غير عربية، ويهدف إلى لفت أنظار العالم إليها، كونها باتت خارج اللعبة الدولية، ويأتي عقب العزلة عليها، وانحسار دورها في المنطقة، وجاء ليسبق اجتماع دول أوبك، حيث أحست بأنها مستبعدة. وقال الخبير الاقتصادي يعقوب حبيب، إن الانسحاب القطري لن يؤثر على أسعار النفط العالمية، لأن ما تنتجه قطر لا يصل إلى 600 ألف برميل يومياً، في حين ما تنتجه الدول المؤثرة في الأوبك، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وروسيا يزيد على 23 مليون برميل يومياً، وهما دولتان ستقرران أسعار النفط عالمياً، لا دولة في حجم قطر. وأشار إلى أن قطر تحاول تسيس هذا الملف العالمي بهدف لفت أنظار العالم إليها بعد التراجع الكبير الذي تشهده في كل النواحي بما فيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ونبذها عالمياً بسبب سياستها التخريبية وتدخلاتها في الكثير من الدول، مشيراً إلى أن القرار القطري بالانسحاب يأتي مقصوداً قبل اجتماع أوبك المقرر الخميس المقبل لبحث تخفيض إنتاج النفط عالمياً. أما المحلل الاقتصادي أحمد نصر، فقد أكد أن ما دفع قطر للانسحاب من أوبك كونها باتت خارج اللعبة الدولية، وبالتالي هو قرار سياسي يتعلق بمكانتها في المنطقة بعد المقاطعة الكبيرة والمؤثرة التي تواجهها منفردة. وأضاف أن قرار قطر جاء لقلب الطاولة على أوبك، كما تعتقد هي، وهو قرار غير مسؤول وهي خطوة غير محسوبة العواقب، والمتضرر منها هو الشعب القطري، وليس حكامها الذين يتخبطون، خاصة أن كل ما تنتجه قطر يصل إلى نحو 600 برميل يومياً بما يعادل 10% فقط مما تنتجه أوبك التي اتخذت قراراً بتخفيض إنتاجها أصلاً. ولم يستبعد أن تقوم قطر في الأيام المقبلة بمواجهة المنظمة العالمية عبر منابرها الإعلامية الصفراء، وأن تحاول الحديث مع باقي الأعضاء للانسحاب بطريقة أو أخرى، مشيراً إلى أن سياسية قطر تقوم على مفهوم فرق تسد، ويستهدف المملكة السعودية، كما صرح وزيرها. وأضاف أن الأوهام القطرية لن تتحقق كما تريد بانسحاب الأعضاء من أوبك تدريجياً، لأن هذه الدول أصبحت أعضاء في فريق أوبك وفق المصلحة الاقتصادية لها، وأن هذه الدول ستوازن بين وجودها والعائد من المنظمة، لذا فإن السياسة القطرية التخريبية القائمة على الفرقة لن تتحقق، والتي أوضحها وزيرها بأنها تهدف إلى عزل السعودية اقتصادياً، كما تظن، وإلغاء منظمة أوبك. وأوضح أنه- على ما يبدو- أن ما أزعج القطرين لاتخاذ مثل هذا القرار، جاء عقب اللقاء بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الروسي بوتين في قمة بوينس آيريس، وما تبعه من مصافحة واجتماعات بينهما، والتوافق على تخفيض الإنتاج. وقال الإعلامي الاقتصادي عبد الفتاح خميس، إن القرار القطري جاء ليسبق الاجتماع الموسع المقرر الجمعة المقبل مع بقية الدول في أوبك، حيث شعرت أنها مستبعدة من بينهم، فضلاً عن أن هناك عوامل طاردة وتحولات إقليمية تخدم أجندات غير عربية، وهو ما دفعها للقيام بفعلتها، إلا أن أوبك لن تفقد دورها والأسباب التي وجدت من أجلها مقابل انسحاب غير مبرر ومسؤول، ومستغرباً كيف لدولة كقطر شاركت في بدايات التأسيس للمنظمة عام 1961، أي قبل 57 عاماً أن تنسحب بهذه السهولة؟ إلا أن الهدف واضح، وهو تنفيذ أوامر وإملاءات خارجية لا تمت لوطننا العربي الكبير، ولديننا الإسلامي الحنيف. وحول ما تزعمه قطر كذباً، بأن قرارها جاء بسبب تدخلات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قضية النفط، ذكر خميس أنه ادعاء غير مبرر لأن اجتماع المنظمة الأخير في الجزائر لم يستجب لما طلبه ترامب، وأن أي قرار يؤخذ بالإجماع وليس كما تقول قطر إنه لصالح دولة واحدة، مشيراً إلى أن المنظمة في حال عدم التوافق بين الدول يتم الاستماع لأي اعتراض، ولا يتم اتخاذ أي قرار رغماً عن أحد من الأعضاء.وقال خميس: القرار جاء ليسبق الاجتماع الموسع الدول أوبك. ووجه المحلل الاقتصادي عاطف صالح انتقاداً لتصريحات وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري سعد الكعبي، بأن قطر رغم خروجها من أوبك ستواصل التزاماتها الدولية، ولا تنوي الخروج من نشاط النفط، وأنها ستواصل دورها من خارج المنظمة، وقال صالح، إنه حديث يثير السخرية، لأن الدول من خارج أوبك انضمت إلى المنظمة لتنسق معها من أجل رفع الأسعار، وهو ما يعرف بأوبك بلاس، إلا أن العالم يتفاجأ الآن بأن قطر كدولة في أوبك تنسحب منها، وتقول إنها ستبيع النفط من خارج المنظمة، بأمر يثير التهكم لهذه التناقضات. وأضاف: موقف قطر غير منطقي، لأنها تريد للدول في أوبك أن تتفق على السعر بعد خفضها للإنتاج، وتقوم هي برفع الأسعار وتبيع كما تريد دون أن تلتزم بهذه التخفيضات التي اتخذتها المنظمة. وتابع صالح «لو قال وزير قطر سنقوم بإيقاف إنتاج النفط كسلعة ملوثة للبيئة، لكان الأمر ربما مقبولاً، أما ما قاله بأن قطر ستستمر بالإنتاج وزيادة عليه، ثم نجدها تنسحب هو أمر لا معنى له وتخبط غير مفيد»، مشيراً إلى أن المنظمة هدفها إيجاد التوازن بين الدول ولا تخدم دولة بعينها، وتتعامل مع كل دولة أنها ذات سيادة، ولا يوجد تحالفات كما تدعي قطر. واستغرب صالح من هذه الأكاذيب القطرية، وقال إن استمرار الدوحة في أوبك، لم يكن ليمنعها من إنتاج الغاز المسال مع مواصلة إنتاج الطاقات النظيفة، وإن ما تقوم به هي مبررات واهية، وهدفها سياسي، وتساءل لماذا لم تخرج من أوبك قبل ذلك، مرجعاً ذلك إلى تحالفات سياسية تنشدها قطر لتمرير صادرات إيرانية بعد فرض عقوبات على طهران عالمياً، معرباً عن تخوفه أن يتبع هذه الإملاءات الانسحاب القطري من مجلس التعاون الخليجي.

مشاركة :