قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، في تصريح لها حول افتتاح قصر الحصن، والدور التاريخي الذي لعبه: «يكتسب افتتاح قصر الحصن بعد إعادة ترميمه وتجديده أهمية خاصة، باعتباره شاهداً على عراقة إمارة أبوظبي منذ أكثر من 250 عاماً، والذاكرة التي تحفظ تاريخنا وتراثنا الثقافي الغني. يحكي قصر الحصن قصة نهضة أبوظبي وتطورها في القرن الثامن عشر، عندما انتقلت قبائل حلف بني ياس من واحات ليوا إلى جزيرة أبوظبي، ومنذ أن وضعت قواعد قصر الحصن، شهد هذا المبنى التاريخي تطوراً تدريجياً من قلعة متواضعة إلى حصن ومسكن محصن، يعكس صورة التجربة السياسية التي عاشتها الإمارة في مختلف مراحلها التاريخية منذ عهد زايد الأول الذي أرسى دعائم الدولة المستقبلية وفق رؤية استراتيجية، حيث كان يستضيف قصر الحصن اللقاءات والحوارات لمناقشة شؤون الشعب، إضافة إلى الجلسات الشعرية والثقافية التي ازدهرت في عهده». وأضافت نورة الكعبي: «شهد مجلس قصر الحصن توقيع أول امتياز للتنقيب عن النفط في أبوظبي من قبل الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، لتدخل أبوظبي مرحلة جديدة من التطور والازدهار، عززت من خلالها مكانتها، وبدأت مسيرة جديدة من التطور، خصوصاً بعد أن أمر الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان ببناء قصر حول الحصن». وأكدت الكعبي أنه مع تولي الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، زمام الحكم في أبوظبي، شهدت الإمارة قفزات نوعية، وتطوراً كبيراً في البنية التحتية والتنمية الاقتصادية والعمرانية، إلا أن قصر الحصن بقي معلماً ثابتاً، ورمزاً لتاريخ أبوظبي، يضم كنوزاً تراثية وثقافية، ومعلماً حضارياً يسرد قصّة قيام دولة الاتحاد واجتماعات القادة والقبائل، ودور المجلس الاستشاري الوطني في رسم السياسات، واستضافة الحوارات الأساسية التي سبقت قيام دولة الإمارات. وأشارت نورة الكعبي إلى أن افتتاح قصر الحصن في عام زايد هو احتفاء بإرث الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتكريم لرؤيته وفكره وإنجازاته على مدار سنوات طويلة، بهدف إطلاع الأجيال المقبلة على الماضي العريق لدولة الإمارات، لنرسم معاً طريق المستقبل، عبر الحفاظ على التراث الثقافي والحرف اليدوية التي شكلّت هوية أبوظبي، ومسؤوليتنا هي ضمان استدامة هذه الهوية لعقود مقبلة. وأوضحت أن قصر الحصن يشكل إضافة نوعية إلى المواقع التراثية والثقافية في الدولة، ووجهة سياحية وثقافية جديدة، تمكن الزوار من التعرف إلى تاريخنا الملهم، وثقافتنا الغنية. وأشارت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة إلى أن المرافق التابعة لقصر الحصن سواء المجمع الثقافي، أو بيت الحرفيين، أو المبنى التاريخي للمجلس الاستشاري الوطني، ستساهم في تعزيز المشهد الثقافي في الدولة، وتطور مهارات المبدعين والفنانين الناشئين في الفنون البصرية وفنون الأداء والمسرح، من خلال ورش عمل متخصصة، ودورات تعليمية، ومساحات لعرض الأعمال الفنية.
مشاركة :