برعاية من الفنان القدير الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة: برعاية لا تغادر هدفها ولا تبتعد عن عناقها مع الفن كرسالة ذات قيمة إنسانية يحتضنها الفنان القدير معالي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة الذي عودنا على دفع هذا الفن «التشكيلي» واحتضان من ينتمون إليه، مشجعًا وداعما كبير التفاني والعطاء السخي. هذه الصورة الإنسانية الفنية التي تجسدت في عطاء وحب سعادته، هي رسالة آمن بها ولازال شديد الإيمان بها. وضمن رعايته كرئيس فخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية ودفع اعضائها نحو المنافسة والإبداع يتجسد عطاؤه الذي يصب في نهر هذا الفن العريق المتنوع في مفاصله الفنية بين التشكيل والنحت والخزف.. الخ من الفنون التي ينتمي إليها كرسالة وابداع. وكما عودنا سعادته برعاية المنتمين لهذا الفن تدعو جمعية البحرين للفنون التشكيلية تحت رعايته جمهورها الكريم لحضور افتتاح المعرض الثلاثي للفنانين عبدالشهيد خمدن وعلي خميس وعلي مبارك غدا الأحد السابعة مساء الموافق التاسع من ديسمبر الجاري 2018 في مقر الجمعية. والجدير ذكره إن المعرض سيكون مستمرًا حتى السابع والعشرين من الشهر نفسه وعلى فترتين صباحية من التاسعة حتى الواحدة ظهرًا ومن الرابعة حتى الثامنة مساء. قراءة في أعمال الفنانين الفنية: عبد الشهيد خمدن الواقع في جدل الحرف والتشكيل: الفنان عبدالشهيد خمدن عودنا في كل معرض شخصي كان أو مشتركا، دفع عربة الروح الفنية في اعماله التي يجمع فيها بين الخط العربي الحروفي وبين التشكيل كثيمة لا تنفك عن جدار لوحته وريشته أو قصبه والوانه. فهو الواقع في جدل بين الخط كونه فنانا ابتدأ مع هذه الحروف التي طوعها وشكل من باطن جدارها ابدع فيه واعطاء الكثير من هذا الجنس الفني ما لم يعطه اي فنان. وبيّن التشكيل الذي لم يخرجه من عباءة الخط، بل جعل من الخط جسرًا يحمل كل متطلبات لوحته الأخرى، جامعًا بين الحروفي والتشكيلي مرايا لجسد حي وشفاه تنطق بالحياة والحب. وكما يقول عن مشاركته وعن اعماله: « في اعمالي تبرز ثلاثة عناصر كثيمة للوحة معاصرة وهي: (المرأة، والآلات الموسيقية والحرف العربي كأساس تقوم عليه لوحاتي)». وعن الرسالة التي يقدمها في هذا المعرض الثلاثي يقول خمدن: «قد يرى المتتبع لأعمالي، انني في هذا المعرض اقدم اسلوبًا مغايرًا في الطرح بعيدا عن التكرار في اعمالي السابقة، متمنيًا على المشاهد ان يرى هذا التغيير والاختلاف». والجدير ذكره، إن رسالة عبدالشهيد خمدن كفنان مخضرم، تنحو نحو مفاصل عدة، كونه خطاطا خبر هذا الفن منذ نعومة اظافره، ومنذ كانت جدران بيتهم بحاجة للكلس الأبيض، فهو الذي لونها بأبهى الحروفيات وجعل من جدار بيتهم مرسمًا في بدء رسالته الفنية، وارتباطه مع الخط كفن والتشكيل كملهم حرك الحروفيات نحو لوحة ناطقة وآلة تطرب. هو هكذا الفنان القدير المخضرم خمدن، الواقع في جدل الحرف والتشكيل، والمنحني على تسبيحة الروح في سماوات لا تغيب نجومها ولا تنشغل برياح لا تصلي الفجر، بل - تحتضن الدعاء بين بسملتين حب وسلام. الفوتوغرافي الفنان علي خميس ولون آخر من الحب الفنان الفوتوغرافي علي خميس، الذي يسحرك عندما تراه يقتنص اللقطة الفنية من خلال عدسته التي لا تخطئ هدفها. فنان لا يترك شاردة أو واردة من الوان الفراشات، مقتنصًا سحر الوانها من فيض عينيه التي تبصر حياتها من لقطة فنية هنا واخرى هناك، عبر غصن ورد ينحني فوق الثرى مقبلاً ذاكرة الشجر. إنه ذلك الساحر العاشق لآلته السحرية، الباحث عن زوادة من جماليات الفن الآخر. وبين تلك الآلة السحرية التي عرف خميس من خلالها اي فن يقتنصه، ويثير عبر تعاطيه معه ذاكرة الآخرين، توظيفه لتقنيات الطباعة اليدوية ودمجها بألوان الطبيعة من خلال تجميع فضاءات العمل التجريدي عبر تكوينات هندسية، يبرز من خلالها اللون والبعد الهندسي، ضمن أشكال مختلفة ومتنوعة تأخذ حيزًا من المكان أو الفضاء الذي يحيطها. ولأن الرسالة الفنية التي يستند في تعاطيها علي خميس هي من انقى واجمل واحدث الرسائل في الفن الحديث والتي اضحت تستعمل في الكثير من التقنيات الفنية عبر تشكيل ابعادها الهندسية عبر تقسيم التصاميم موضع ظل لثلاثي الأبعاد. رسالة من الأهمية أن تكبر وتكبر في تقنيات الفوتوغرافي علي خميس، وهذا ما تشهد له اعماله. علي مبارك يصطاد لغته الفنية: فنان يسافر فوق مطية اللون، عبر مساحات شفيفة البوح، تهمسُ وفي مكنون نفسها ذلك الطيف الذي لا يغادر محبيه. منشغلٌ بمساحات خضراء يبرز من خلالها ذلك الرمز المنطوي في تنوع انشغالاته اللونية، عبر خامات متعددة كالخشب والشمع، وعبر تنوع لشكل هندسي تحيط معطياته سلالم صاعدة مرة واخرى مطوية في خامة الونها. اعمال الفنان علي مبارك لا تستقر في زاوية محددة، بل تتجاسر على واقعها ذاهبة لمن يتأملها نحو اشكال لا تحددها مساحات معينة ولا تفصلها الوان ثابتة بل هي حكايات لعمل فني تدخل من يتأملها في زواياه التي تضيق احيانا، وكثير من الأحايين تأخذ به نحو عالم السحر الجمالي التكويني للوحة معاصرة ومختلفة الشكل والمضمون. فالسكون الذي يحيط احيانًا بالعمل الفني، هو سكون غير ثابت وليس محدودا بوقت، كونه متجاسرا على عالمه التكويني مما يثير بداخل المتلقي عاطفة جانحة، تذهب بالمتلقي نحو انشغالات اخرى تحمله ذاكرة العمل التي بين مفاصلها تسكن لغة عاطفية، انشغلت بلعبة قلم الرصاص الذي شكل في حدود ابرته شكلا آخر لعاطفة اخرى منفلتة دون واعز انتمائي، بل واعزها عاطفي عفوي اتت كما اراد لها الفنان علي مبارك أن تكون بسيطة ومن مخلفات ما تركته الطبيعة للإنسان. مثل هذا اللون من الفن، هو لون اقرب في صورته للعفوية التي تكونت بسريرة الفنان دون واعز من احد أو تأثير لون دون آخر. اعمالٌ في جمعها، كونت رسالة لفنانين ثلاثة، كلٌ له صورته وكلٌ له نبع ملتقاه الحسي. وبين هذا التنوع تسكن رسالة الفن، قد يتفق معها المتلقي وقد يختلف، لكنها حتمًا ستترك بصماتها على كل مشارك من الفنانين الثلاثة، خمدن وخميس ومبارك، مما تعطي جدلا نقديا من لدن المتلقي.
مشاركة :