أحيا عدد من شعراء الوطن العربي، مساء السبت الأخير، أمسية شعرية بمعرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين، ضمن فعالياته الثقافية المصاحبة. وتناوب على منصة القصيد، الشعراء: مراد القادري (من المغرب)، ومحمد الغزي (من تونس)، وعلي ميرزا محمود (من قطر)، وعبدالمنعم الكتايبي (من السودان)، فيما كان مسير الأمسية الشاعر عبدالحميد اليوسف (من قطر). وأوضح الشعراء -في تصريحات صحافية- أهمية معرض الدوحة الدولي للكتاب والملتقيات الأدبية والثقافية، واعتبروا المعرض من المواسم التي تعلو فيها الذائقة بصفة عامة، ويقصدها الأدباء والشعراء والجمهور عامة من كل حدب وصوب. وفي هذا الصدد، تنوعت القراءات الشعرية، ما بين أسئلة الوجود، والشعر الفلسفي، والوجداني، والعاطفي، والسياسي. وأكد الشاعر المغربي مراد القادري على أهمية مشاركة الشعراء في هذه المحافل الثقافية العربية، مشيراً إلى أن (الشعرية) المغربية وجدت منبراً لتقدم نموذجاً لمسارها ومنجزها واشتغالاتها الفنية والجمالية، خاصة أن معرض الدوحة الدولي للكتاب يستقطب أدباء من بلدان مختلفة ومشارب فكرية متعددة. وقدم القادري بين يدي الجمهور قصيدة مزج فيها بين الفصحى والعامية، نظراً للتعدد الثقافي واللغوي في هذا القطر العربي ما بين العربية والأمازيغية والعامية. بدوره، قال الشاعر التونسي محمد الغزي إن اللغة الشاعرة ما زالت هي المؤثرة في الوجدان، وفي العاطفة وفي المشاعر، لافتاً إلى أن الشعر سيبقى على مر العصور من الخطابات التي تعيد تشكيل الحاضر والمستقبل، من خلال الصور والرموز التي يحملها. وقرأ الغزي قصيدة عن الملك الأندلسي الأسير المعتمد بن عباد، لمح فيها إلى غربة الشعر في هذا العصر. من جهته، أشاد الشاعر علي ميرزا -في تصريح مماثل- بتجربة تنظيم أمسيات شعرية بمعرض الكتاب، داعياً إلى نصب خيمة صغيرة يجتمع فيها الشعراء طيلة أيام معرض الكتاب، أو في مهرجانات ثقافية أخرى يجتمع فيها أصحاب الكلام المقفى قبل المهرجان وبعده. أما الشاعر السوداني عبدالمنعم الكتايبي -الذي قرأ أشعاراً تراوحت بين أسئلة الوجود وأخرى ناقدة للتاريخ، فقال إن اختياره لهذه القصائد يعود إلى الحالة الماثلة أمام أعيننا، وما تشي به من خيبة التاريخ العربي في إحداث التغيير.;
مشاركة :