ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سمح عمدا بمحاولة انقلاب 2016، التي كان على علم بها، بالمضي قدما، ذلك من أجل التخلص من كبار قادة الجيش.وقال الباحث التركي الإسرائيلي هايايتان كوهين ياناروكاك إن أبرز اختلاف بين تركيا في الماضي وتركيا الآن، هو أن الحكم كان في يد الطبقة العلمانية، بينما كان أردوغان، والجماعات المحافظة في السجون، أما الآن فهو العكس.وأشار يانروكاك إلى أن ثقافة التعددية التي تسمح بالتعايش السلمي بين المصالح المختلفة وأنماط الحياة ليست متواجدة في عهد أردوغان، موضحا أن ما وصلت إليه تركيا الآن وما وصل إليه أردوغان هو من تخطيطه منذ البداية.وأوضح أن أردوغان قد سجن في الماضي بتهمة تحريضه على الإرهاب، بسبب اقتباسه أبياتا من شعر تركي أثناء خطاب جماهيري، مما جعل أردوغان يفكر في الانتقام من الجيش التركي بعد اطلاق سراحه، لذا قام بتشكيل تحالف مع "فتح الله جولن"، وألقوا بالقبض على كبار أعضاء النظام العسكري في السجن.وفي سؤال آخر عن القيم التي تم الترويج لها في المدارس بعد الانقلاب العسكري عام 1980، أجاب يانروكاك: " بعد انقلاب 1980، نشأنا على أن الجيش التركي هو كل شئ، وعلمنا لماذا يجب أن نحب الخدمة العسكرية، ولماذا يتعين على الرجال القيام بها، وأهم ما تعلمناه هو أن الجيش هو آلية من الضوابط والتوازنات في الديموقراطية، شعرنا في تركيا أن الجيش يحمينا ضد الحكومة، بمعنى أنه إذا ارتكبت الحكومة أخطاء، فسيكون الجيش قادرًا على تصحيحها.وأضاف" لذا لم يصرح أردوغان علانية بالحرب على الجيش التركي بعد أن أصبح رئيسا لتركيا، بل استخدم خطة أكثر ذكائا، حيث عمل أردوغان على إضعاف الجيش من خلال مجلس الأمن القومي التركي الذي كان يرأسه رئيس الدولة، وفيه يتم قبول قرارات الجيش بكل بساطة، لذا بدلا من محاربة الجيش مباشرة، قام أردوغان ببساطة بتغيير تكوين المجلس لمنح المدنيين الأغلبية.وتابع قائلا "لا يمكن اعتبار أن الجيش التركي أصبح تحت سيطرة أردوغان بالكامل، لذلك من وجهة نظري، علم أردوغان بمحاولة الانقلاب 2016 قبل حدوثها، وتعمد أن يدعها تمضي قدما، حتى يتمكن من سحق كبار الجيش وليتمكن من السيطرة عليه بالكامل.