في وقت تتواصل مشاورات السلام اليمنية بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله" المتمردة، شدد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون منطقة الخليج، تيموثي ليندركينغ، على أن بلاده لن تسمح بوجود أي تهديد يستهدف السعودية والإمارات انطلاقاً من اليمن. وقال المسؤول الأميركي، أمس خلال مشاركته بمؤتمر عقد في أبوظبي: "بالنظر إلى الأمام نسعى إلى يمن مستقر وموحد يعزز الاستقرار الإقليمي والعالمي بدلا من أن يضعفه". وأضاف: "ليس هناك مكان في يمن المستقبل لتهديد مدعوم من إيران للسعودية وللإمارات وللأوساط الاقتصادية الدولية"، مشيراً إلى أن التحالف العربي بقيادة الرياض يقاتل متشددي تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في اليمن، إضافة إلى دعمه حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي ضد المتمردين الحوثيين. وتابع أن "الولايات المتحدة تريد الاستمرار في دعم التحالف بقيادة السعودية، وأنها ستواصل المشاركة في جهود التصدي للنفوذ الإيراني والتشدد الإسلامي"، لافتاً إلى أنه "من الواضح أن هناك ضغوطا من الداخل، إما بالانسحاب من الصراع أو وقف مساندتنا للتحالف، وهو ما نعارضه بشدة من جانب الإدارة الأميركية". وأوضح: "نعتقد حقا أن دعم التحالف ضروري. إذا أوقفنا دعمنا فإن ذلك سيبعث برسالة خاطئة"، واصفاً محادثات السلام التي بدأت في السويد الأسبوع الماضي بأنها "خطوة أولى ضرورية" صوب إنهاء الصراع الذي تسبب في مقتل عشرات الآلاف وترك الملايين على شفا المجاعة. وأكد أنه لا يوجد بين الأطراف من يتوهم أن العملية ستكون سهلة، لكن هناك إشارات على أن المحادثات بناءة وتريد واشنطن أن تسفر عن نتائج ملموسة. وتركز الاجتماعات على إجراءات لبناء الثقة وسبل تشكيل هيئة حكم انتقالية. إلى ذلك، أكدت رنا غانم، عضو في وفد الحكومة اليمنية في محادثات السويد، أن وفد الجماعة الحوثية غير جاد في التوصل إلى أرضية مشتركة لإنهاء النزاع. ودخلت محادثات اليمن السياسية في السويد التفاصيل الدقيقة، لتظهر حجم الهوة مع تمسك وفد "أنصار الله" بشروطه السابقة. وتتركز الخلافات حول مدينة الحديدة الساحلية ومطار صنعاء والحل السياسي والفترة الانتقالية والأسرى. من جهته، قال عضو بوفد "أنصار الله" يدعى عبدالملك الحجري، إنهم يقبلون بتفتيش الطائرات القادمة إلى صنعاء خارج اليمن. وهو الأمر الذي اشترطته الحكومة لإعادة فتح مطار صنعاء أمام الرحالات الدولية. ويأتي هذا في وقت عقد أول لقاء مباشر بين الوفد الحكومي ووفد المتمردين بحضور المبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث أمس.
مشاركة :