يتزامن اليوم الاول من ديسمبر يوم المرأة البحرينية مع الجولة الثانية للانتخابات النيابية والبلدية لعام 2018، وكأنما هناك موعد تاريخي بين الحدثين، لما لهما من معنى ودلالة عميقة، حيث تقف المرأة البحرينية امام صناديق الاقتراع لتصوت لممثليها في البلديات والدوائر الانتخابية للمجلس الوطني. في مثل هذا اليوم تندفع المرأة كنصف المجتمع الحي والفعال والمنتج لتعبر عن انها باتت حقيقة محسوسة،وبإنها مكون سياسي مهم في عملية التنمية، وشريك سياسي في اتخاذ القرارات والتفاعل مع قضايا المجتمع والناس من خلال العمل المؤسسي. في يوم المرأة البحرينية تتلاقى احلام النساء جميعا في مجتمعنا، لتكتب تاريخها الجديد في القرن الواحد والعشرين برؤية مختلفة عن تلك العقود السابقة من التهميش والعزلة، فقد انخرطت المرأة البحرينية في كافة المجالات بروح من الطموح اللانهائي، وهي تحاول بارادة صلبة تحدي كل المعوقات التاريخية البالية، التي وضعها المجتمع التقليدي أمامها، غير إن الاندفاع المبكر نحو التعليم ثم العمل (الإنتاج) فتح افق ووعي المرأة بأهمية دورها وقيمتها الانسانية والمجتمعية، بأكثر من مجرد ربة بيت تفرخ للمجتمع حاجته الشكلية، اليوم حين نقارن نساء البحرين بالنساء العربيات في الدول، التي كانت اكثر تطورا وحداثة، واقدم تعليما من نساء الخليج ومن ضمنهم البحرين، سنلمس مدى السرعة التي اختصرت فيه نساء البحرين مسافة الزمن، بينها وبين شقيقاتها في الدولة العربية، لنجدها في المحافل الدولية كائنا فاعلا، مثلما هي في داخل بلدها تشيد صرح حضورها الفعال في الانتاج والعمل، في مجالات عديدة ومتنوعة، والاكثر من ذلك تخترق وتتجاوز كل انواع التابو المسيج حولها دون خوف أو تردد. دون شك لا زال طريق المرأة في المساهمة الحياتية تواجهها عراقيل عائلية ومجتمعية كثيرة، وقوانين وتشريعات لا زالت تحد من انطلاقتها ومساهماتها الكاملة مثلها مثل الرجل، نتيجة النظرة الضيقة في المجتمع، والتي ما زالت تعيش في ذهن الرجل وروحه ونظرته الذكورية، غير انه مع الوقت قابل للتذليل والتطويع نحو الافضل، من خلال خلق الفرص الكاملة للجنسين دون تمييز، وهذا ما نلمسه كل يوم في مملكة البحرين، فالارقام وحدها خير من تترجم حقيقة نسبة مشاركة المرأة في كل المجالات مع شريكها الرجل، بل بالامكان ايضا من خلال تلمس الارقام كحقيقة لا جدال حولها، حيث نجد المرأة اكثر تقدما ونجاحا ومكانة من الرجل. ومنذ ان فتح المشروع الاصلاحي أحضانه للمرأة عبر الميثاق والدستور والمجلس الاعلى للمرأة، وجدناها تختزل الوقت بطاقاتها الخلاقة المبدعة كجسر متين وهام للتنمية نحو مزيد من الازدهار والتطور والانجاز. من الضروري ان يتحول يوم المرأة البحرينية الى حدث ثقافي وسياسي كل عام، تنتشر فيه كل الانشطة المتنوعة، وتزدهر فيه البلاد بروح من الفرح والتفاؤل، وتبرز المهرجانات الثقافية والادبية والموسيقية والسياحية. وقد لمسنا ـ ونريد المزيد - حيوية الانشطة في المحرق والمنامة وتفعيل الامكنة السياحية وربطها بالشأن الثقافي، غير أن للمرأة خصوصية في يومها الرمزي في الاول من ديسمبر، لتشعر الاخت والزوجة والام والابنة أن هذا اليوم هو يومها المميز عن طريق الاحتفاء بهن بأي شكل من الهدايا والمودة والحب والندوات والنقاشات. ولكي يترسخ اليوم في ذاكرتنا وقلوبنا، علينا ان نعرف عمليا كيف نرسخه بين جنباتنا بصورة ملموسة، تتجاوز نطاقاته الضيقة المعهودة. الاول من ديسمبر نهجا مهما واحتفاء نيرا للمرأة البحرينية، التي اعطتنا الحياة والعناية بكل تضحية وصمت ومودة. لذا اصبحت تلك الام/ المرأة مدرسة إذا اعددتها أعددت شعبا طيب الاعراق.
مشاركة :