يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتوجيه خطاب مصيري اليوم الاثنين، يتوقع أن يتضمن قرارات مهمة على خلفية التظاهرات العنيفة لحركة «السترات الصفراء»، التي اجتاحت أرجاء فرنسا مطالبة باستقالته، في وقت بدأ فيه عمال العاصمة باريس بتنظيف شوارع المدينة من الزجاج المهشم، وبقايا السيارات المحترقة، بعد الصدامات التي تركت «خسائر كارثية» في العاصمة، فيما طالبت الخارجية الفرنسية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتوقف عن التدخل في الشأن الفرنسي على خلفية انتقاداته المستمرة لباريس بشأن اتفاقية المناخ. وذكرت مصادر في الإليزيه، أن ماكرون، سيجتمع اليوم مع ممثلين عن النقابات العمالية واتحادات أرباب الأعمال وجمعيات المسؤولين المحليين المنتخبين، وقال المصدر: «يريد الرئيس جمع كل الأطراف السياسية والمحلية والقوى الاقتصادية والاجتماعية في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد من أجل سماع صوتها ومقترحاتها بغية تعبئتها للقيام بإجراء».وأوقفت الشرطة الفرنسية 1723 شخصاً في أنحاء البلاد خلال التظاهرات، فيما قدرت وسائل إعلامية المصابين ب 264 شخصاً، بينهم 39 من أفراد القوات الأمنية.وأثارت الاعتقالات انتقادات حقوقيين؛ حيث قال آرييه عليمي، عضو رابطة حقوق الإنسان: «اعتقل أشخاص أرادوا فقط التظاهر، حين يعتقل أشخاص لم يفعلوا شيئاً لمجرد الاعتقاد أن لديهم نيات خطيرة، فهذا يعني تغييراً في النظام». وتكررت السبت، مشاهد العنف من إطلاق الغازات المسيلة للدموع في محيط جادة الشانزيليزيه، وتكسير واجهات وإحراق سيارات في باريس، وكذلك صدامات في مدن كبيرة.وعلق وزير الاقتصاد برونو لومير، أمس، على الخسائر الناجمة على الاحتجاجات، بأنها «كارثة على الاقتصاد». وقال الأزمة تتعلق بثلاثة وجوه، «أزمة اجتماعية ترتبط بالقدرة الشرائية، وديمقراطية مرتبطة بتمثيل سياسي غير كاف، وأزمة أمة في مواجهة انقسامات كبيرة». وتأثر النشاط التجاري بحسب الوزارة، مسجلاً تراجعاً عام للنشاط يناهز 15 في المئة بالنسبة إلى المتاجر الكبرى وأربعين في المئة للمحال الصغيرة. وذكرت مصادر أن خسارة التجار ستتجاوز مليار يورو.وقال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، أمس الأحد: إن«رئيس الجمهورية سيتحدث بداية الأسبوع، وأعتقد أن موقفه سيكون قوياً بما فيه الكفاية لاحتواء التحرك، أو على الأقل ردع مثيري الشغب». ودعا لودريان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى عدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية لفرنسا، وقال: «أقول لدونالد ترامب، نحن لسنا طرفاً في النقاشات الأمريكية، اتركونا نعيش حياتنا حياة أمة»، وذلك على خلفية انتقادات ترامب، السبت الماضي، لاتّفاق باريس حول المناخ.(وكالات)
مشاركة :